جلسات للدعم النفسي لفائدة اللاجئات والعاملات في الجمعيات بوجدة

0

سميرة البوشاوني

سعيا منها إلى تقديم الدعم النفسي للعاملات في الجمعيات التي تشتغل في مجال الهجرة واللجوء بوجدة وكذا بعض اللاجئات السوريات، نظمت مجموعة عمل الحماية في مجال الهجرة واللجوء والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان فرع وجدة، يوم 08 مارس 2021، جلستين في إطار تقنية “تحرير الشعور” استفادت منهما الفئتين المذكورتين وأطرتهما، باسم جمعية “إنصات”، المعالجة النفسية بالطاقة سعدية السلايلي من خلال تقنيات وتمارين لـ”تحرير الشخص من المشاعر السلبية وتزويده بالمشاعر الإيجابية”.
الجلسة الصباحية استفادت منها عاملات في جمعيات عضوة بمجموعة عمل الحماية بوجدة، من اللواتي لديهن تواصل مباشر مع المهاجرين واللاجئين (نساء ورجالا)، وارتكزت الجلسة على تمارين لتفريغ المشاعر المخزنة داخل كل واحدة منهن والناجمة عن الاستماع شبه اليومي لقصص هؤلاء المهاجرين مشاكلهم ومعاناتهم، وتدربوا على كيفية التخلص من تلك المشاعر عن طريق تمرين يقمن به قبل الاتصال مع أي حالة لطمأنة نظامهن الداخلي، وكذا تمرين آخر ينجز بين الحالة والحالة، وتمرين ثالث قبل الذهاب إلى منازلهم.
وذكرت سعدية السلايلي، المجازة من المعهد الأوربي لعلم النفس الطاقة، في تصريح لجريدة “الاتحاد الاشتراكي”، بأنها اعتمدت تقنية “تحرير الشعور” وهي “تقنية مدروسة علميا وتستمد قواعدها من علم الأعصاب ومن الطب الصيني القديم وتشتغل بالمسارات الطاقية ونقط ارتكاز الطاقة”، لتمكن العاملات في مجال المساعدة والاستماع للمهاجرات واللاجئات من القيام برياضة ذهنية تساعدهم على تنظيف طاقتهم والفصل بين العمل وحياتهم الشخصية…
واعتبرت العاملات الجلسة مهمة جدا لهن، خاصة وأنه لأول مرة يتم التفكير في صحتهن النفسية، وجاءت في وقتها خصوصا مع الجائحة وتأثيراتها النفسية عليهن، حيث كن مطالبات بالتعامل مع اللاجئات واللاجئين بطريقة خاصة، وكن بحاجة إلى هذا النوع من الأنشطة لتفريغ “الكأس”، وبالتالي الإحساس بالراحة النفسية.
أما الجلسة المسائية، فاستفادت منها لاجئات سوريات من خلال تمارين “تحرير الشخص من المشاكل”، وهي تمارين قالت عنها المعالجة النفسية بأنها تروم “جعل الشخص يفكر في ماضيه دون أن يتألم والتعامل معه بطريقة إيجابية، واستثمار ذلك الماضي ليكون عامل نجاح لا عامل فشل وذلك بالتركيز على بناء حياة جديدة بدل استهلاك طاقتهم من طرف الذكريات الأليمة”. كما علمتهن تقنيات موجهة لـ”اللاوعي”، وحثتهن على أن يعودن أنفسهن عليها ويعلمونها لأطفالهن من أجل الراحة النفسية وتغيير النظرة للماضي، مضيفة بأن هذه التقنيات “لا تمحي الذكريات ولكن فقط تغير النظرة إليها لتصبح عادية”.
الجلسة خلفت صدى طيبا لدى اللاجئات اللواتي عبرن عن امتنانهن لمجموعة عمل الحماية التي فكرت في صحتهن النفسية، وصرحن للجريدة بأن الجلسة أعجبتهن كثيرا آملات في تكرارها بين الفترة والأخرى من أجل راحتهن النفسية والخروج من ضغط الحياة اليومية…
هذا، وأفاد عبد الرزاق وئام منسق مجموعة عمل الحماية في تصريح لجريدة “الاتحاد الاشتراكي”، بأنهم اختاروا احتفاء باليوم العالمي للمرأة، الاهتمام بالصحة النفسية للعاملات في الجمعيات التي تشتغل في مجال الهجرة واللجوء بوجدة، خاصة وأنهن قمن بمجهود كبير خلال الجائحة، واشتغلن بشكل يومي -كما يجب- في فترة الحجر الصحي لتقديم المساعدة للمهاجرات والمهاجرين واللاجئات واللاجئين من خلال الإنصات والمساعدة الطبية…
وأكد على ضرورة الالتفات إلى هذه الفئة من المستخدمات والمستخدمين في قطاعات تتعلق بالعمل الجمعوي بالمغرب، خاصة وأن هذا القطاع يضم أعدادا كبيرة تشتغل بدون إطار قانوني ينظمها مقارنة بقطاعات أخرى منظمة وفق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان بشكل عام.