فن التبوريدة .. فرسان سربة المقدم عبدالله الشاوي.

0

 

عبد العاطي كحلاوي

سربة المقدم عبدالله الشاوي، حديثة المشاركة في فن التبوريدة، فقد رأت النور سنة 2010 ومذاك وهي تشارك في الاستعراضات والمهرجانات والمواسم واستقبالات صاحب الجلالة محمد السادس، نصره الله. كما تواصل تداريبها بشكل حثيث حفاظا على انسجام فرسانها استعدادا لجميع المناسبات القادمة خاصة قبيل حلول الصيف حيث يشتد اهتمام المغاربة بفن التبوريدة وسحرها ويحجون فرادى وجماعات إلى المهرجانات والمواسم.
يرجع هذا ولع المغاربة بهذا التراث التقليدي إلى القرن الخامس عشر ميلادي، وتعود تسميته إلى البارود الذي تطلقه البنادق أثناء الاستعراض.

وبهذه المناسبة ولإحياء هذا الفن التقليدي، نظم عبدالله الشاوي قائد السربة، التي تمثل دوار الفقرة البوعمريين أولاد عزوز إقليم النواصر، يوم الخميس 18 أبريل 2024، اجتماعا عاما مع فرسان السربة، والذي وصل عددهم إلى 19 فارسا هذه السنة. وتم الاتفاق بين الفرسان وقائد السربة على تنظيم ثلاثة أيام من التداريب، وذلك يوم 19 – 20 – 21 أبريل الجاري، من أجل تدريب وترويض الخيول على طريقة دخول الميدان والعدو في انسجام تام بينهم، بالإضافة إلى تدريب الفرسان على طلقة البارود في انسجام موحد استعدادا للمسابقات بالمواسم والمهرجانات التي ستقام خلال موسم 2024.

أثناء التدريب، يرتدي الفرسان مجموعة من الأزياء التقليدية الخاصة بفن التبوريدة وموحدة من حيث اللون والخياطة، بينما يرتدي قائد السربة لباسا تقليديا يختلف لونه عن لباس الفرسان، كما رافقت هذه التدريب أهازيج شعبية، تجمع بين” آلة الكمانجة وآلة الوثرة والعيطة، داخل الوتاق ” الخزانة ” وهي عناصر متلازمة في كل المواسم والمهرجانات الشعبية.
في تصريح لقائد السربة حول المشاركات السابقة، فقد شارك في عدة مواسم ومهرجانات من ضمنها مهرجان رأس العين مزاب جماعة سيدي بطاش وموسم المجدبة بالمحمدية وكذا موسم سيدي محمد البهلول ومهرجان حد السوالم، بالإضافة إلى مهرجان مولاي عبدالله بالجديدة وموسم سيدي عبدالله بوزيان التابع لإقليم النواصر، زيادة على ذلك موسم سيدي محمد الفكاك عمالة سطات، ثم مهرجان دار الضمانة بالنواصر، بالإضافة إلى مهرجان بن أحمد عمالة سطات.. إلخ.
كما صرح بالمعيقات التي تواجهها السربة خلال السنوات الأخيرة، من بينها غياب تنظيم مهرجانات داخل الجماعة بعدما كانت تنظم مواسم مثل موسم واد مرزك التابع لجماعة دار بوعزة إقليم النواصر، وكذا موسم فرحات داخل جماعة أولاد عزوز إقليم النواصر. ونتيجة لذلك تقلصت المشاركات خصوصا في ظل غياب أي دعم من المؤسسات الرسمية التي يفترض فيها السهر على تقديم المساعدات لهؤلاء بغية الحفاظ على التراث الرمزي للبلاد، خاصة في الأيام العصيبة، وفي مواسم الصيف التي تتطلب من الفرسان مصاريف لرعاية خيولهم والتنقل إلى حلبات السباق في المواسم والمهرجانات.

وفي تصريح لأحد الفرسان، مولاي أحمد، الشخصية الوازنة داخل السربة والغنية عن التعريف في فن التبوريدة، أفاد أنه بحكم تجربته ومشاركته مع عدة سرب، إلا أن طيبة وبشاشة عبدالله الشاوي قائد السربة، أعطت رونقا جديدا ميزها عن باقي السرب ، فهو متواضع ومتفهم، يصبو إلى تكوين أجيال صاعدة في فن تبوريدة، وعلى سبيل الذكر، فإن هذه السنة شهدت السربة تكوين وتأهيل 5 فرسان لم يسبق لهم المشاركة في فن التبوريدة. وبفضل رزانة وحكمة قائد السربة وقوة التضامن بين أعضائها، فإن الفرسان الجدد في أتم الاستعداد للمشاركة في المهرجانات الربيعية. كما أن الخيول في صحة جيدة وجد مؤهلة.كما وجه، قائد السربة، نداء إلى المؤسسات التي يفترض فيها تقديم المساعدات، متمنيا وراجيا منهم القيام بواجباتهم، حاضرا ومستقبلا، تجاه هذا التراث العريق لكونه جزء لا يتجزأ من التراث المغربي. وأيضا لكون فن التبوريدة يتطلب من الفرسان إمكانيات مادية كبيرة ترهق كاهل الفارس ولا سيما مع تعاقب سنوات الجفاف.