ماستر السرد والثقافة بالمغرب في لقاء ثقافي حول: النص والدلالة في قصص حسام الدين نوالي

0
  • تغطية: عبدالرحيم رفيقي

امتدادا للتأطير التكويني الأكاديمي الذي رسمه ورسخه (مختبر السرد والأشكال الثقافية: الأدب واللغة والمجتمع)، نظم ماستر السرد والثقافة بالمغرب، بتعاون مع المختبر يوم الأربعاء1 دجنبر 2021 لقاء ثقافيا، استضاف فيه المبدع والقاص حسام الدين نوالي.

اللقاء، الذي تم برئاسة وتنسيق ٱمال حليمي، افتتح بمداخلة ضيفة شرف اللقاء الدكتورة إلهام بطاش، مديرة مجلة “ميدوسا والفكر المعاصر”، المتخصصة في النوع الاجتماعي، وأستاذة جامعية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بني ملال، حيث انتقدت الأبنية الفكرية التقليدية في مقاربة النوع وتحليل وضعية المرأة في الخطاب والنص مع تشديدها على استحضار الابستمولوجيا النسائية في دراسة النص ونقده. 

وفي ذات مداخلتها، طرحت الدكتورة بطاش ضرورة تجديد الرؤى في معالجة هذه القضايا كي تتساوق مع الفكر الحديث، وأن لا يكون حضور موضوع المرأة شكليا، ولتمرير خطابات أخرى عبر هذا النوع من الدراسات، وتَم بعدها تقديم شهادة تقدير وباقة ورد من لدن الدكتورة مريم وحيدي منسقة ماستر اللسانيات التطبيقية (شعبة اللغة الإنجليزية) إلى الدكتورة إلهام بطاش، تأكيدا لجهودها العلمية في مجالها البحثي وتصورها الذي تشتغل عليه.

 فيما قُدّمت كلمتان باسم الطلبة ألقاهما كل من الطالبة سعاد معوني عن ماستر دراسات في التراث المادي واللامادي: Master en Etudes Du Patrimoine Matériel Et Immatériel، والطالب عبد الرحيم رفيقي عن ماستر السرد والثقافة بالمغرب، وقفا فيهما على جهود المختبر والفريق البيداغوجي، ليتدخل بعد ذلك مدير مختبر السرد والأشكال الثقافية، ومنسق ماستر السرد والثقافة بالمغرب، منبها إلى أهمية هذا اللقاء في المسار التكويني للطلبة، ومشددا على أهمية الاحتفاء بالمبدعين في أوج عطائهم، وهما شرطان يستمد منهما اللقاء مناسبته.

بعد ذلك شرع في مقاربة التجربة القصصية من خلال مداخلات استهدفت الحفر في التجربة القصصية لحسام الدين نوالي، والوقوف عند سبل حبكه خيوط السرد الذي ينسج أرديته القصصية ضمن رؤية خصبة تتكامل فيها المسارات السردية والأنساق الثقافية، التي تؤشر على تجربة قصصية ذات هوية خاصة تتداخل فيها المحاكاة بالحدس والأسلوب المباشر بالأسلوب الانزياحي والمرجعي بالتخييلي.

وفي ذات السياق، سعى عبد المنعم كروم، في ورقته، إلى تناول المرجعية الشاعرية للسرد والسارد في المجموعة القصصية “الطيف لا يشبه أحدا”، حيث حلق عاليا في الفضاء الصوفي، مستحضرا أعلامه باعتبارهم مرجعيات استلهم من معينهم القاص حسام الدين نوالي ذلك التداخل بين السردي والروحي لمحاكمة الواقع عبر القصة.

في حين عمل جعفر أسولوس على  التنقيب عن ملامح المرجعية الحكائية في المجموعة القصصية نفسها، معلنا عن انسيابية  القاص في التخييل السردي،  بينما استهدف عبد الرحمان كريم البحث في الازدواجية بين السخرية ونقد الواقع في المجموعة القصصية “احتمال ممكن جدا”، إذ اعتبرها رؤية جديدة للواقع تتشيد معالمها على مبدأ الاحتمال والافتراض الممكن تحققه في الواقع وبدرجة عالية،

وأشار بالتالي إلى إمكانية استخلاص القارئ تلك السخرية التي يعرضها القاص من مادة حكائية بسيطة، هنا تظهر فطنته في مداعبة اللغة واختبار علاقة السردي بالجمالي، إذ يصبح غير الممكن ممكنا جدا، هنا تتجسد السخرية من الواقع، محققة بلاغة إمتاعية لدى القارئ؛ وأبرزت سكينة الروكي الرؤية والدلالة الكامنة في مؤلفه النقدي: “العقل الحكائي: دراسات في القصة القصيرة بالمغرب”، من خلال المداخلة المعنونة ب (سردية الشعر إلى شعرية السرد).

وتضمن اللقاء شهادة الكاتب حسام الدين نوالي الذي أبرز سعادته بهذا اللقاء الدافئ، مؤكدا على مسألة ارتباط السرد التخييلي بالكذب في الثقافة الغربية وبالحقيقة في الثقافة العربية، الشيء الذي شكّل لديه الشرارةَ الأولى للبحث في العقل السردي العربي وكيفية فهمه للعالم وتفاعله معه، مشيرا إلى انحيازه الواضح في الكتابة السردية إلى ما عُدّ هامشا بعوالمه السفلى ولغاته وشخصياته التي لا يُكتب عنها كثيرا، ولا يصل صوتها غالبا.

بعد ذلك فُتِح حوار بين الكاتب والجمهور الحاضر عبر طرح مجموعة من الأسئلة حول تجربته في الكتابة، واختتم اللقاء بقراءة نص قصصي من مجموعته “احتمال ممكن جدا”.