معرض للخط العربي والفنون التشكيلية، بخنيفرة، من توقيع الخطاط محمد سليم والفنان بابا حدو اشهبون

0
  • أحمد بيضي

تميزت الساحة الثقافية الفنية، في خنيفرة، خلال الأسابيع الأخيرة، بمعرض للخط العربي والرسم، نظمته “جمعية الطيف للفنون التشكيلية”، ومقرها بمريرت، إذ رغم حرارة المناخ والالتزامات الاجتماعية، فقد حظي هذا المعرض، ما بين افتتاحه واختتامه بزيارات لعدد لافت من المواطنين والمتابعين والمهتمين بفنون الخط العربي والشأن الثقافي العام، حيث تم عرض نماذج متميزة تتناسب مع هدف المحطة الفنية، حين تمكنت هذه الفنون من تجاوز وظيفة التدوين إلى الاستخدامات الفنية كمكون رئيسي في الابداعات، لما لها من أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والتشابك والتداخل والتركيب والاستدارة وغيرها.

وفي فضاء المعرض، الذي احتضنه “المركز الثقافي أبو القاسم الزياني”، عاش الزوار مع استلهام الخط العربي والمغربي، بصفته فنا قائما بذاته، وكمفردة تشكيلية في لوحات حروفية ذات خلفيات تجريدية للخطاط والحروفي، القيدوم الفنان محمد سليم، الذي أبدع في المزج بين أنماط الفن الخطي والفن التشكيلي، فيما سجل المعرض عرض لوحات تشكيلية للفنان بابا حدو اشهبون الذي أبدع في توثيق جوانب هامة من مكونات التراث الأمازيغي المغربي، كما لم يفت المنظمين فتح ورشتين في فنون الخط والرسم، من تأطير العارضين، وذلك لفائدة عدد من تلاميذ التعليم الابتدائي بغاية نشر ثقافة الفن بين النشء وصيانته بين الأجيال القادمة.

وشارك الفنان محمد سليم بلوحات متنوعة من فنون الخط العربي، منها أساسا فنون خط الثلث والمغربي المبسوط والكوفي القرواني وغيرها، وذلك في إبداع فني فائق، وزادتها الألوان جمالا معانقا ومروضا للحروف لتضيف إليها بعداً مميزاً في الشكل والتركيب، علاوة على النصوص القرآنية الموضوعة بلمسات حروفية جميلة، جعلت للزوار يزدادون إيماناً بمكانة الخط العربي في طليعة فنون الحضارة العربية والإسلامية، ومدى قدرته على التكيف مع كل عصر إلى أن صار من أشھر أنواع الفنون الجميلة عبر العالم، سواء من حيث تدوينه للنصوص الدينية في الثقافة الإسلامية، أو استخدامه في المعمار الإسلامي، أو توثيقه للحكم والأمثال والقصائد الخالدة.

ويذكر أن الفنان والخطاط محمد سليم، وهو من مواليد 1956 بمريرت، كان قد حصل على جائزة محمد السادس التكريمية لفن الخط المغربي 2017، والتي تسلمها من يد جلالة الملك، وقد بدأ مسيرته الفنية بالدار البيضاء كرسام الشاشة التحريرية سيليكرافي، وبعدها مصمم للإعلانات الإشهارية، حيث درس فن الخط المغربي من خلال مشاركاته المتعددة بالورشات والمعارض الوطنية، واحتكاكه بالخطاطين الكبار، ويشغل رئيسا لجمعية الطيف للفنون التشكيلية، ومندوبا للجمعية المغربية لفنون الخط بالبيضاء، وتكتسي أعماله الفنية الخطية طابع الأصالة والتقليدية التي تنفذ بالمواد الطبيعية التقليدية إلى جانب أعماله الحروفية التي تمزج بين المعنى والجمال.