الهدر المدرسي يهدد تلاميذ بجماعة أگلمام، بخنيفرة، جراء الحرمان من القسم الداخلي والنقل المدرسي

0
  • أحمد بيضي

أعرب عدد كبير من الفاعلين المحليين والأمهات والآباء، بجماعة أكلمام، إقليم خنيفرة، عن قلقهم العميق حيال عدم تفاعل مديرية التربية الوطنية، والجماعة الترابية لأكلمام وعمالة الإقليم، مع مطلب تأمين حق عدد من التلاميذ في الإيواء بالقسم الداخلي التابع لإعدادية القاضي عياض بأسول، علما أن بعضهم كان من المستفيدين من هذا الحق، ليفاجؤوا بحرمانهم منه مؤخرا، والجميع على علم تام بأن إحداث المؤسسة التعليمية المذكورة جاء بهدف احتواء الهدر المدرسي بالعالم القروي، وتشجيع الفتاة القروية على التمدرس، عكس ما جرى تسجيله هذه المرة، لا على مستوى الحق في القسم الداخلي ولا في النقل المدرسي.

وتحذر نداءات وأصوات من منطقة “تاخولانت”، بجماعة أكلمام، من تهديدات حقيقية بالهدر المدرسي الذي يلوح في أفق مجموعة من التلاميذ ممن يتابعون دراستهم بإعدادية القاضي عياض، المستوى الأولى والثانية إعدادي مسار دولي، وغالبيتهم إناث، وذلك، بحسب مصادر من المنطقة، جراء بُعد مساكنهم عن الإعدادية المتواجدة بمركز أسول، حيث يجدون صعوبة قاسية في التنقل بسبب غياب وسيلة للنقل المدرسي، الأمر الذي يجبرهم على قطع مسافة تفوق 12 كيلومترا على الأقدام، ذهابا وإيابا، في اليوم الواحد، إذا لم يكن الحال باستعمال الدواب، أو بمساعدة الحظ في مصادفتهم لوسيلة نقل خاصة لأحد الساكنة.

وتقول ذات المصادر، إنه غالبا ما يعيش أولياء تلاميذ إعدادية القاضي عياض على أعصابهم خوفا على فلذات أكبادهم من أي مكروه، خاصة وهم يقطعون مسافة طويلة كلها مسارات غابوية، مع ما تعرفه من أجواء صقيعية، وتزداد الأمور خطورة بفعل مهاجمات الكلاب والخنازير البرية، واحتمال وقوع اعتداءات على يد وحوش آدمية، سيما أن الغالبية إناث، دون أن يفوت مصادرنا التساؤل حول حدود التحصيل التعليمي لهؤلاء التلاميذ وهم يصلون قاعات الدرس متأخرين ومنهكين جراء طول الطريق، الأمر الذي يطرح سؤال: من المسؤول عن معاناة هؤلاء التلاميذ وحرمانهم من الاستفادة من حقهم في التعليم بالسبل الطبيعية؟.

ولم يعثر المتتبعون على أدنى تفسير لعدم اهتمام الجهات المسؤولة بحاجة المنطقة للنقل المدرسي رغم تردد الموضوع بالعديد من الشعارات والاتفاقيات، علما أن المشكل يطفو على الواجهة مع كل بداية موسم دراسي، وكان قد طفا بجلاء يوم لقي أحد تلاميذ المؤسسة التعليمية المذكورة مصرعه في حادثة سير أليمة، بالملتقى الطرقي أجدير – أكلمام أزكزا، ومن البديهي أن يشتد الاهتمام بحالة التلاميذ المهددين بالانقطاع عن الدراسة، لانتمائهم لتراب جماعة أكلمام المثيرة للجدل بالنظر لتسارع مستجداتها المتوجة مؤخرا بصدور تقرير للمجلس الجهوي للحسابات في شأنها وبتفكك مجلسها وتجريد رئيسها من كل المهام.