تقاجوين بإقليم ميدلت “تخترق” التهميش الثقافي بأول مهرجان أمازيغي لإبراز دور الهامش في صناعة الأحداث

0
  • أحمد بيضي

على خلفية قرار الملك محمد السادس، في الثالث من ماي المنصرم، بإقرار رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة رسمية وطنية مؤدى عنها، على غرار رأسي السنة الهجرية والسنة الميلادية، أعلنت “جمعية أحيدوس أيت حنيني للثقافة والفنون”، بتقاجوين، إقليم ميدلت، بشراكة مع فعاليات شبابية محلية، عن تنظيم النسخة الأولى ل “مهرجان ذاكرة أيت حنيني”، ومن المقرر أن يرفع الستار عن فعاليات هذه التظاهرة في الفاتح من يوليوز 2023، بقصر تقاجوين، مقابل رهانه على جعله ملتقى سنويا.

“مهرجان ذاكرة أيت حنيني” الذي سيتضمن “فقرات متنوعة تبرز عراقة الثقافة الأمازيغية”، تقرر تنظيمه تحت شعار “تثمين الرأسمال اللامادي أساس تحقيق التنمية المستدامة”، بالنظر ما للاستثمار في الرأسمال اللامادي من دور أساسي في رسم معالم تحقيق التنمية المنشودة، الاقتصادية منها والاجتماعية والبشرية والمجالية، علاوة أن التظاهرة، التي ستعرفها المنطقة، ترمي إلى تعزيز التنشيط الثقافي بالمنطقة والتعريف بما تزخر به من مؤهلات طبيعية وسياحية، ومن موروث ثقافي وتقاليد وأعراف عريقة ومنتجات محلية.

وارتباطا بالموضوع، من المبرمج أن تتميز فعاليات مهرجان تقاجوين بتنويع فقراتها بالشكل الذي يتلاءم وخصوصيات المنطقة، والتي ستخللها ندوة فكرية للتعريف بتاريخ المنطقة ومساهمة رجالاتها في المقاومة المسلحة لتحرير الوطن، وبفقرات تتضمن ألعاب أمازيغية قديمة، مسابقات في العدو الريفي، جوائز تحفيزية للتلميذات والتلاميذ المتفوقين دراسيا، مع تكريم شخصيات محلية، إلى جانب أمسية فنية متوجة بلوحات من فنون أحيدوس وتمديازت وغيرها، فضلا عن معرض متحفي للأدوات والمنتجات التقليدية كفسحة لإنعاش الاقتصاد المحلي.

وفي اتصال بالفاعل المدني، ذ. مصطفى أوموش، باعتباره من المشاركين في فعاليات المهرجان المذكور، أكد أن التظاهرة هي “مبادرة من إنتاج فعاليات شبابية محلية”، على أساس “تطويرها مستقبلا وتوسيع إشعاعها أكثر بجعلها محطة سنوية”، في أفق “طرق أبواب الجهات المسؤولة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة الثقافة” لدعم النسخ المقبلة لهذا المهرجان الذي يهدف أساسا ل “رفع التهميش عن المنطقة، سيما منه التهميش الثقافي الذي تعاني منه البادية المغربية ككل، مادامت أغلب الأنشطة تقام بالمدن المتوسطة والكبرى للبلاد”.

ولم يفت ذ. أوموش، في تصريحه لجريدتنا، التأكيد بالتالي على أن التظاهرة “تسعى إلى إبراز دور الهامش في صناعة الملاحم الوطنية، باعتبار الهامش يعد المشارك الأساسي والدائم في المقاومة المغربية، وفي تحرير الوطن من يد المستعمر الأجنبي، وكذلك في مجموعة من الأحداث البارزة في تاريخ البلاد”، وضمن تصريحه أيضا، شدد ذ. أوموش على “ضرورة إعطاء ما يمكن من الاهتمام والأهمية للبادية المغربية عموما، البادية الأمازيغية خصوصا باعتبارها تعاني التهميش والإقصاء على جميع المستويات والمجالات”.