الفنانة لطيفة بعوي تتبرع لمتحف قدماء المقاومين في خنيفرة بأقرب “بورتريه” لموحى وحمو الزياني

0
  • أحمد بيضي

بادرت الفنانة التشكيلية الزيانية، لطيفة بعوي، بعد زوال الخميس 7 أبريل 2022، إلى التبرع على متحف الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير في خنيفرة، بلوحة عبارة عن أقرب صورة لموحى وحمو الزياني، وقام القيم على فضاء هذا المتحف، لحسن آيت لمغروس، بتسلم هذه اللوحة، في حضور ثلة من المهتمين بتاريخ المنطقة، بينهم الباحث حوسى جبور الذي استعرض بعض المحطات التاريخية لموحى وحمو الزياني، والصور الخاطئة المنسوبة إليه، فيما تقدم الفاعل المدني، علي أمحزون، بمعطيات غير منشورة عن هذا البطل الزياني، والتي نقلها عن مصادر مقربة من الأخير، تتعلق بحياته وبنيته الجسمانية ومعاركه وتنقلاته وعلاقاته الوطنية إلى حين استشهاده.

وكانت الفنانة لطيفة بعوي قد تقدمت، في إطار “جمعية مرايا للفن التشكيلي”، إلى المندوبية الإقليمية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بخنيفرة، هذه التي أمدتها بالرسمة المتوفرة، وغير الواضحة الملامح لموحى وحمو الزياني، حيث اعتمدتها كأرضية شكلية للمساعدة في إنجاز أقرب صورة لهذا البطل الأسطوري، من خلال استنادها البحثي لأقوال وتصريحات بعض أقارب المعني بالأمر، وللمعلومات المحصل عليها بشأن شخصيته وهيئته وملامح وجهه، فيما استعانت أساسا على شهادة ابن حفيد المقاوم موحى وحمو الزياني، علي امحزون، الذي روى عن والده (احماد أمحزون) ما قدمته له جدته السعدية (زوجة موحى وحمو الزياني) من أوصاف زوجها.

وعلى هامش عملية تسليم لوحتها للفضاء المتحفي، أعربت الفنانة لطيفة بعوي عن اعتزازها بلوحتها التي أنجزتها للبطل التاريخي موحى وحمو الزياني، وبإهدائها هذه اللوحة للفضاء المتحفي على أمل اتخاذها كأقرب صورة للمقاوم المذكور مقابل الحد من تداول الصور المنسوبة له خطأ، في خلط مرفوض بينه وبين صورة للمدعو الباشا حسن، داعية المجتمع المدني والفاعلين الإعلاميين إلى المساهمة في سد هذه الثغرة عبر العمل على تعميم “البورتريه” المنجز لرمز المقاومة الشهيد موحى وحمو الزياني، فيما لمحت الفنانة إلى ضرورة تكاثف الجهود من أجل تصحيح الصور المتداولة، سيما صورة “الباشا” المرتمي في أحضان المستعمر والمنسوبة للشهيد الزياني.    

ويذكر أنه في كل ذكرى استشهاد البطل المقاوم موحى وحمو الزياني، التي تصادف يوم 27 مارس من كل سنة، تطفو بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي ومنابر الإعلام، على أنها لهذا الرجل الأسطورة، بينما أن من في إحدى الصورتين هو الباشا حسن وعلى صدره توشيحات المستعمر الفرنسي، فيما الصورة الثانية لشخص آخر من عائلة أمهروق، ورغم كل التنبيهات والنداءات ظلت هذه الصور متداولة على الانترنيت والدوريات والمعارض الفنية، بادعاء أنها لموحى وحمو الزياني، والحقيقة أن هذا البطل الزياني لم تلتقط له أية صورة في حياته، باستثناء رسم تقريبي وضعه شخص مجهول لعله من استعلامات الاستعمار الفرنسي.

وكان هاجس تاريخ المقاومة الزيانية قد سكن ريشة الفنانة لطيفة بعوي، منذ زمن طويل، وفات لها أن توجت معارضها بلوحات نابعة من ذاكرة المقاومة، ولا أقلها لوحة استأثرت بإعجاب واهتمام الزوار، وتحمل صورة مقاوم أمازيغي على صهوة حصانه، في تجسيد لشخصية موحى وحمو الزياني، وتتداخل فنيا ب “القصبة الزيانية” المرتبطة بهذا البطل التاريخي، وإلى جانبها “القنطرة القديمة” في إشارة لخنيفرة، فيما اشتهرت الفنانة بعوي، الحاصلة على الإجازة في التاريخ، بلوحات متعددة تنبض بالتقاليد والخصوصيات، وتعبق برائحة الأرض والانتماء، وبالفروسية والمرأة والزربية، وتؤكد دائما أن أسلوبها لا يأتي من فراغ، بل من تساؤلات وانفعالات كونية.