عضو “إيكوموس” يكشف المقتنيات المتحفية المختفية، ويطالب بإعادتها لمتحف الجامعي بمكناس.

0

يوسف بلحوجي

انتقد عبدالعالي بوزيان عضو اللجنة المغربية للمجالس العالمية للمباني والمواقع إيكوموس الكيفية التي تمت بها إعادة فتح متحف رياض الجامعي بمكناس، واعتبر غير معقول التضحية بالمقتنيات المتحفية التاريخية للمدينة، وتعويضها بآلات موسيقية فقط ، لأن في ذلك محو لتاريخ وتراث مكناس ومقتنياتها المتحفية الخاصة بأهلها، في علاقة بارتباطها الروحي والأنثروبولوجي والإثنولوجي، وطالب بالكشف عنها وإعادتها للمتحف.

وخاطب المعنيين إن كان ممكنا تعويض كل تلك التحف النفيسة التي كان يزخر بهذا الفضاء الذي يوثق لحقبة للمعمار الاندلسي، والصناعة التقليدية المحلية، وطريقة عيش عائلات الحاضرة الإسماعيلية.

وعدد بوزيان تراث المدينة المادي واللامادي الذي كان يؤثث المتحف، ويزيده رونقا وجمالا يجلب الزوار والسياح والطلبة والمهتمين، متسائلا عن مكان اختفاءه بدء من الزرابي المكناسية، وصولا إلى المرمى والنزق والمنوال والناعورة أدوات تدرازت التي كانت بالرفيدة بالأدراج، مرورا بقطع الخشب المنقوش والمنمق المصبوغ تراث مدينة مكناس اللامادي، والحلي ومصنوعات اليهودي أطياس، ومعها الملابس التقليدية الخاصة بالمدينة من القفطان النسوي والرجالي والسروال والفرجية والبلغة والشربيل المكناسي. مضيفا إليها فن المنمنمات مولاي عبدالكريم الوزاني رحمه الله التي كانت معلقة، ومنبر خطبة الجمعة لمسجد جامع الزيتونة الذي كان من المعروضات، و قطع الدمشقي المتحفية المرصعة بالفضة تراث مدينة مكناس، وتحف عائلة طوليدانو اليهودية، ومعها تحف المعلم مولاي ادريس المدغري العلوي المكناسي الذي نقل الحرفة من اليهود، و مجسم الكير وآدوات الحداد المكناسي، و صحون وآواني الخزف المكناسي الرفيع التي تخطف الأبصار، ومجسمات العروس المكناسية.

وتسائل عبدالعالي بوزيان عن السر وراء ترحيل تاريخ ومقتنيات الذاكرة الجماعية لعاصمة المولى إسماعيل أمام صمت مريب وغير مفهوم للقائمين على تسيير وتدبير شؤونها.

كما تسائل في تدوينته عبر الفضاء الأزرق عن دوافع اختفاء الحمام المكناسي بقطعه المتحفية القراقب وبايدو والقب الخشبي والطاسة النحاسية والسطل الفضي، و مقتنيات القبة الكبرى الفوقية التي تحفل جنباتها بقطع الطرز المكناسي ذو السبع الالوان ، والبوفات الجلدية ، والنحاسيات والشمعدانات والعمارة الكبرى والصغرى للشاي وأين هي المراش والمبخرة والثريا النفيسة من الزجاج المنفوخ والأثاث النفيس الخشبي لبيستري التي تركته الدولة الحامية  بعدما كانت هذه الدار دار الفنون والصنائع التقليدية، و السبسي الفضي المنقوش والكوزة  الفضية والذهبية صناعة اليهود المكناسيين، والآواني الفضية والنحاسية والصناديق المزركشة  والمزهريات العملاقة والسروج والركابات، والمرمى والنزق والمنوال والناعورة أدوات تدرازت التي كانت بالرفيدة بالأدراج، ليتم الاحتفاظ فقط بالالات الموسيقية المكناسية القديمة السابق عرضها في النسخة القديمة من المتحف كالرباب والسوسان والسويسن والغيطة.

إنه لشيء جميل ما تم تنزيله متحفا وطنيا للموسيقى؛ إنه شيء عظيم، لكن كان من الأفضل إيجاد صيغة مقبولة تحترم التاريخ والتراث والهوية المحلية والارتباط الروحي للمكناسيين بمقتنيات هذه الدار يقول علي زيان.

واختتم عضو اللجنة المغربية للمجالس العالمية للمباني والمواقع إيكوموس تدوينته باقتراح يعوض ما فات ببناء متحف مدينة مكناس وارجاع كل هذه المقتنيات واضافة اخرى توجد في بعض الاماكن داخل النسيج العتيق بالمدينة ، مدينة مكناس ليست أي مدينة ، فهي من العواصم الاربع التاريخية في تاريخ المغرب، هي مدينة مصنفة تراثا عالميا إنسانيا لدى اليونسكو ، مدينة بخصوصيات تراثية فريدة ومرجعيات ثقافية إثنية مختلفة.

وجدير بالذكر أن  شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أشرف يوم الاثنين 21 من الشهر الجاري رفقة  رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، ورئيس جماعة مكناس ،  ووالي جهة فاس مكناس وعدد من الشخصيات، أشرف على إعادة افتتاح متحف دار الجامعي بساحة الهديم بمكناس تحت مسمى المتحف الوطني للموسيقى ما أثار حفيظة المهتمين ومن بينهم على زيان.