المجلس العلمي بخنيفرة في لقاء تواصلي لعرض منجزات لجانه ومناقشة برامجه المسطرة للموسم المقبل

0
  • أحمد بيضي

على خلفية مقاربته التشاركية، مع محيطه العام، في مناقشة المنجز والمقبل من برامجه المسطرة، نظم المجلس العلمي المحلي لخنيفرة لقاءً تواصلياً بمقر مؤسسته، صباح الأحد 12 دجنبر 2021، والذي عرف حضورا نوعيا لعدد من الفاعلين المحليين، الجمعويين والمبدعين، التربويين والإعلاميين، ومن الأئمة والخطباء والوعاظ والمرشدين والمرشدات، وأعضاء المجلس العلمي ولجانه، وجرى تسييره من طرف عضو خلية المرأة والأسرة والطفولة، ذة. سعيدة الفقير، التي وضعت الحضور في دلالة اللقاء، وأهميته في التواصل والمشاركة، وفي الاطلاع على منجزات المجلس لعام 2021 مقابل رسم خارطة طريق برامجه لعام 2022.

وفي ذات السياق، افتتح رئيس المجلس العلمي المحلي، د. المصطفى زمهنى، اللقاء بكلمة ترحيبية، مبرزا فيها صعوبة دعوة عموم الطاقات والفعاليات التي يزخر بها الإقليم، لحضور محطة التشاور فيما يتعلق بمسيرة المجلس، بالنظر لكون الشورى هي “مبدأ أصيل في تدبير الشأن العام، فضلا عما تحمله من معان مختلفة في اللغة”، فيما أوضح “مدى مراهنة المجلس كمؤسسة علمية على عمل مؤسساتي، باعتباره يؤمن بالتشاور مع المحيط لتقويم عمله، والارتقاء به من الحسن إلى الأحسن”، سيما على مستوى ما يهم “التحصين والتنمية، واستثمار الرأسمال البشري واللامادي في البنيان والإصلاح لأجل التخفيف من الكلفة عن الفرد والأسرة والمجتمع”.

ولم يفت د. المصطفى زمهنى تحليل ما يعنيه بمفهومي التحصين والتنمية، المكونين لأهداف المؤسسة العلمية، بالتأكيد أن الأولى “ترمي إلى الحراسة المعنوية، وحماية عقيدة الأمة وثغورها من شغب المشاغبين، سواء من الداخل أو الخارج، ومن المشوشين والدخلاء ممن يعمدون إلى استهداف الدين بشحنات لادينية أو توجهات دينية متطرفة، سيما في بلد كالمغرب الذي يعد قلعة الاسلام”، فيما يقصد بالتنمية، حسب قوله، هي “بمثابة مفهوم عام يشمل ماهو معنوي أو مادي، ويهدف إلى تأهيل الفرد والمجتمع إلى التسلح بالقيم الفضلى، وتحقيق العمران بالقرآن”، مادامت القيم والأخلاق ضرورية في أي مجتمع، وفي أي زمان ومكان.

وخلال اللقاء، تم عرض شريط يتضمن موجزا لأهم منجزات المجلس العلمي لعام 2021، والذي أبرز مدى اعتماد المؤسسة العلمية، ما بين التواصل الرقمي والفضاء العام، على التنسيق والتعاون والإعلام، وعلى التوعية والتحسيس، والتأطير والتكوين، وذلك من خلال عدة أنشطة استهدفت مواضيع ومجالات شتى، صحية منها ودينية واجتماعية وثقافية وفئوية، إلى جانب محطات سعت إلى التمكين من العلوم الشرعية ومصطلح الحديث والأصول والفقه، فيما لم يفت فيها المجلس الانخراط في حملات التحسيس بجائحة كورونا، وتوزيع إعانات مادية، من باب ثقافة التضامن، على الفئات المتضررة من مخلفات هذه الجائحة وقرارات الإغلاق.

وصلة بالشريط المعروض، باستعمال الشاشة الضوئية، تم التطرق فيه أيضا لما تم إنجازه من تظاهرات علمية وندوات فكرية ولقاءات تفاعلية، مع التذكير بمنشورات المجلس، ومنها مجلة “الينبوع”، وبالأنشطة التي تم التواصل بها عن بعد، خلال الظروف الوبائية، بغاية استمرار المؤسسة في مسيرتها مواعيدها وجسورها العلمية، وذلك عبر الحضور المسترسل والمكثف عبر خدمة “اليوتوب” وموقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك”، أو عبر المشاركة في البرامج التلفزيونية عموما، قناة السادسة خصوصا، فيما عرج معلق الشريط على ما قام به المجلس في إطار العمل الاجتماعي من مبادرات إنسانية.

أما بخصوص عروض أهم الأنشطة المزمع الاشتغال عليها لعام 2022، فافتتحها “منسق لجنة الوعظ والإرشاد وتحفيظ القرآن الكريم”، ذ. محمد بوربيع، بإبرازه لمهام لجنته المنصوص عليها ضمن القانون الداخلي للمجالس العلمية المحلية، قبل عرضه لما ستعتمد عليه لجنته من محاور، هي العناية بالقرآن الكريم، العناية بالحديث النبوي، العناية بالسيرة النبوية، ثم الدورات التكوينية لفائدة القيمين الدينيين في العلوم الشرعية وعلوم التواصل والتوعية والتوجيه الديني والتواصل في مجالات مختلفة، وما يرتبط بذلك من برامج وحلقات ودورات ومسابقات وندوات ومحاضرات وليال بالفضاءات العامة.

وبدورها، تقدمت “منسقة خلية المرأة والأسرة والطفولة”، ذة. مونة أبلقاس، بعرض حول آفاق عمل خليتها، وما تمت برمجته من مخططات وأنشطة ولقاءات تكوينية، وندوات وورشات موجهة للنساء والأطفال، بالفضاءات والمساجد، وبرامج لفائدة النساء القرويات، ومبادرات متوجة بعرس جماعي لصالح الشباب والشابات المعوزين والأيتام، وزيارات لنزيلات السجن المحلي ومرضى المركز الاستشفائي والأطفال المتخلى عنهم، علاوة على تنظيم حفل خاص بالأطفال الأيتام، ودورات تكوينية للشابات المقبلات على الزواج، فضلا عن لقاءات تحسيسية بالمؤسسات التعليمية حول ظواهر العنف والمخدرات وحوادث السير والتحرش الجنسي، في أفق تنظيم مخيم للأطفال.

ومن جهته، تقدم “منسق لجنة التواصل والعمل الاجتماعي”، ذ. محمود راسو، بعرض ما سطرته خليته من برامج اجتماعية وتضامنية وإنسانية، ومن مبادرات لفائدة الأشخاص في وضعية صعبة، وحملات ذات الطابع الاجتماعي، منها مثلا حملة للتبرع بالدم وتشخيص البصر والتحسيس بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، إلى جانب حفلات على شرف الأسر المعوزة، مع تخصيص يوم في الأسبوع لإصلاح ذات البين، وحل الخلافات، بين أفراد الأسر المتنازعة، فيما ركز منسق اللجنة أيضا على ما برمجته لجنته في إطار محور يهم التواصل والإعلام، بالنظر، حسب قوله، لأهمية التعارف والتواصل وقيم المعرفة والعلم.

أما “منسق لجنة الأبحاث والدراسات والتكوين”، ذ. عباس أدعوش، فانطق في عرضه من محاور معتمدة في برنامج لجنته، ومنها محور التحصين لمواجهة التشويش والتطرف، ومحور التنمية لتقويم السلوكيات بغاية المساهمة في تحقيق الحياة الآمنة، ثم محور التكوين الذي يروم النهوض بالوعظ والإرشاد الديني، والعمل على تأهيل المشتغلين في الحقل الديني، والقيام بما يخدم التراث المحلي لما تزخر به المنطقة من تراث ثقافي وديني، ومن أماكن وزوايا وتواريخ وشخصيات تاريخية في حاجة لتسليط الضوء عليها، فيما لم يفت المنسق الإشارة لملتقى الحديث الذي يلتقي فيه العلماء من مختلف ربوع المملكة، وكذا لما يهم التأليف والكتابة والتوثيق والنشر.

  وأثناء فتح باب المناقشة في وجه الحضور، تم طرح مجموعة من التساؤلات والملاحظات والمقترحات، منها ما يتعلق بمنهجية لجن المجلس، ومنها ما يطالب من هذا المجلس بالعمل على ضرورة تنظيم لقاءات حول ظواهر الإلحاد التي تهدد مؤسساتنا التربوية، وعلى إمكانية مساعدة المتسولين والمتشردين والأطفال المتخلى عنهم الذين باتوا يؤثثون المدينة، والتفكير في التنسيق مع الأندية التربوية وجمعيات المجتمع المدني، خصوصا في ما يهم التراث اللامادي، إلى غير ذلك من التساؤلات التي قام رئيس المجلس العلمي بالرد عليها، إما بضمها كمقترحات أو باعتبار بعضها خارجة عن مهام وأدوار المؤسسة العلمية.