مؤسسة الإبداع بخنيفرة تختتم سنتها الدراسية بتتويج تلامذتها المتفوقين في المسابقات الإبداعية

0
  • أحمد بيضي

في أجواء احتفالية تربوية وحميمية متميزة، نظمت “مؤسسة الإبداع الفني والأدبي”، بخنيفرة، عشية يوم الأربعاء 29 يونيو 2022، بقاعتها الكبرى، فعاليات حفلها الختامي، تم فيه تتويج المتفوقات والمتفوقين في المسابقات الابداعية برسم الموسم الدراسي 2021/2022، وذلك في حضور نوعي متميز يتقدمه ممثلون عن المديرية الإقليمية للتربية الوطنية وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالإقليم، وثلة من الفاعلين التربويين والإداريين والجمعويين وعدد كبير من الآباء والأمهات والأولياء والأطفال والتلاميذ.

وقد افتتح الحفل بزيارة جماعية لورشة الرسم والتشكيل، والتي رغم غياب مؤطرتها، ذة. فوزية مالكي، بسبب ظروف صحية قاهرة، فقد حضرت ثمار شجرتها المتجلية في أعمال تلامذتها الذين تقدموا لضيوف الحفل بتوضيحات فنية حول مختلف الأعمال المعروضة، والتي جرى إنجازها خلال السنوات الأخيرة، ومن بينها لوحات لتلاميذ في وضعية إعاقة، وأخرى فازت بجوائز وطنية وعربية، في حضور التلميذ أنور جبور الفائز المغربي بجائزة فنون الطفل العربي من بين 14 دولة مغاربية وعربية في مجال الرسم والتشكيل .

وبذات الفضاء اطلع الضيوف على عدد من الأعمال الفنية المختلفة التي تمثل نقلات سريعة من محاكاة الطبيعة، ومن التراث والعمران والفروسية والصناعة التقليدية الأصيلة، ومن البورتريهات وفنون الخط العربي، حيث لم يفت الحضور الإشادة بالمستوى العالي للوحات المعروضة، مؤكدين أهمية ما تقوم به المؤسسة من جهود في سبيل اكتشاف المواهب، وفتح أبوابها لتقديم ابداعاتهم بشكل راق، فيما تقدم منسق ورشة الصوت والصورة، ذ. محمد أباحسين، لاستعراض نماذج من الصور التي التقطتها عدسته بمهارته المعروفة.  

وبعدها رفع الستار عن فعاليات الحفل التي اختير لتقديم فقراتها، التلميذتان اللتان تكونتا في ورشة القراءة التي تؤطرها ذة. سميرة كوبالي، وهما التلميذة نور الهدى وعزى والتلميذة فداء وعلي الفائزة بالجائزة الجهوية للقراءة لسنة 2019، والجائزة الوطنية للقراءة لسنة 2020، فيما تقدمت الفائزة في المسابقة الإقليمية لتجويد القرآن الكريم، الطفلة نسيبة بوشمة، بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ليعيش الحضور مع فقرات موسيقية وغنائية من أداء تلاميذ ورشة الموسيقى بقيادة المايسترو ذ. يوسف الرشيد، والتي تم افتتاحها بعزف جماعي للنشيد الوطني. 

ولم يفت ممثل المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، ذ. إبراهيم التلي، إبراز مدى تفاعل المسابقات الإبداعية مع مقتضيات القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، سيما منه المشروع رقم 10 الرامي إلى “الارتقاء بالحياة المدرسية، نظرا للدور الهام الذي تحظى به المجالات الثقافية والفنية في ضمان نمو وبناء الشخصية المتوازنة والمنفتحة للمتعلمات والمتعلمين”، مشيرا إلى “اعتكاف الوزارة الوصية على تحيين ترسانتها القانونية والتنظيمية لأجل تمكين مؤسسات التفتح للتربية والتكوين من الاعتراف القانوني بوجودها وآليات اشتغالها”.

وتميز الحفل بالعرض المسرحي الفردي “التيليفون” الذي شخصه الممثل الصغير، التلميذ جواد التواتي، الذي تمكن من انتزع تصفيقات الحضور، من خلال أدائه للعرض الذي سهر على تأليفه وإخراجه القاص والناقد، منسق ورشة المسرح بالمؤسسة، ذ.حميد ركاطة، حول جدلية التحرش الجنسي بين الرجل والمرأة في المجتمع العام، وواقع الإدمان على الهاتف وسط الأسرة المغربية، وهي المسرحية الفائزة، في مسابقة نظمتها المؤسسة في فن المونودراما، بالرتبة الأولى، مناصفة لكل من التلميذين وئام الطاهري وجواد التوتي من الصف الاعدادي.

وبعده تميز تلاميذ ورشة اللغة الألمانية بعرض مسرحي بلغة غوته، عنوانه “نداء استغاثة”، من تأليف وإخراج منسق الورشة، ذ. بوعزة حيمي،  ويعبر العرض عن ضرورة الرفع من مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة وحماية الأشجار من التخريب والاستنزاف، فيما قام تلاميذ ورشة اللغة الفرنسية، تحت إشراف منسق الورشة، ذ. حسن قنضروش، بتقديم فقرة غنائية شعرية جماعية، بلغة موليير، تحت عنوان les virelangues وهو مصطلح يطلق على “إعصار اللسان” وهو مجموعة صغيرة من الجمل والعبارات.

وتم تتويج الحفل البهيج بتوزيع جوائز وشهادات تقديرية على تلميذات وتلاميذ ورشة الموسيقى، ومسابقات “المونودراما” والخطابة وتجويد القرآن الكريم والصورة الفوتوغرافية وتحدي القراءة العربي، وعلى المتميزين بورشتي اللغتين الألمانية والفرنسية، مع تقديم شهادات خاصة بأعضاء لجن التحكيم في المسابقات، ومؤطري المتسابقين، وقد صفق الجميع بحرارة لمنسقي الورشات الحاضرين، ذ. محمد أباحسين، ذ. حميد ركاطة، ذ. بوعزة حيمي، ذة. سميرة كوبالي، ذ. حسن قنضروش، ذ. يوسف الرشيد وذة. فوزية مالكي.

ذلك قبل أن يسدل الستار على أطوار الحفل بكلمة ختامية باسم أطر المؤسسة، والتي تم تتويجها بتسليم هدية رمزية للأستاذة سميرة كوبالي بمناسبة تتويجها، نهاية مارس المنصرم، في الرباط، هي والأستاذ سعيد مسعود، من مديرية خنيفرة، بالجائزة الوطنية الأولى ل “مسابقة إنتاج التطبيقات الجوالة على نظام الاندرويد APK”.، فيما قام، منسق ورشة الصورة والصوت، ذ. محمد أباحسين بتسليم ممثل مديرية التربية الوطنية صورة فوتوغرافية من بنات عدسته، وهي عبارة عن مشهد لجانب من بحيرة أكلمام في حضن ضباب شتوي.

وبذات المناسبة، لم يفت منسق ورشة الصورة والصوت توزيع نسخ من كتيب “جوانب من تاريخ خنيفرة”، الذي أصدره نادي التربية على التسامح ونادي التربية على المواطنة للثانوية الإعدادية الأمير م. عبدالله، وهو عبارة عن عمل يضم العديد من المواقع الأثرية والمعالم التاريخية، من تصميم وإخراج المنسق السابق لفريق عمل المؤسسة، المبدع والزجال ذ. توفيق لبيض، وإلى جانب ذلك تقدم الباحث في تاريخ المنطقة ذ. لحسن رهوان للتبرع بنسخ من كتابه “أم الربيع: الذاكرة والتاريخ” على خزانة ورشة القراءة بالمؤسسة، في شخص منسقتها ذة. سميرة كوبالي.