الدار البيضاء.. خبراء في مجال الصحة يؤكدون أهمية التكوين المستمر في تطوير الممارسة الطبية

0

أكد خبراء في مجال الصحة، اليوم الجمعة 18 يونيو الجاي، بالدار البيضاء، أهمية التكوين المستمر في تطوير الممارسة الطبية، وتحديث تقنيات الجراحة بالمغرب.

وبهذا الخصوص، اعتبر الرئيس الشرفي للمدرسة الإفريقية للجراحة نجيب الزروالي الوارتي أن المدرسة الإفريقية للجراحة التابعة لجامعة محمد السادس لعلوم الصحة لها تجربة مهمة في مجال التكوين المستمر، مشيرا إلى أنها تشكل فضاء نموذجيا للتكوين الأساسي للأطباء، والتكوين المستمر، مما من شأنه أن يسهم في تطوير تقنياتهم وفقا لآخر المستجدات، وذلك من خلال مركز المحاكاة الطبية للتابع للجامعة.

وأبرز، في كلمة له بمناسبة توقيع اتفاقية الشراكة بين المدرسة الإفريقية للجراحة التابعة لجامعة محمد السادس لعلوم الصحة والجمعية المغربية لجراحة القلب والشرايين، أن إحداث هذه المدرسة، الأولى من نوعها على مستوى القارة السمراء، جاء استجابة للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بخصوص إصلاح منظومة الصحة بصفة عامة.

وأكد، في هذا الاتجاه، أن انفتاح هذه المدرسة على مختلف المراكز المماثلة بأوروبا يعد لبنة من لبنات تطوير هذه المنظومة، واستجابة لأهداف النموذج التنموي الجديد، مشيرا إلى أنها تبقى مفتوحة في وجه كافة التخصصات والأطباء الممارسين على الصعيدين الوطني والإفريقي.

ومن جهته، أوضح سعيد أولباشا أن هذه المدرسة حديثة العهد هدفها الأساسي تأمين تكوين مستمر في جميع التخصصات الجراحية، سواء بالنسبة للأطباء المتمرسين أو الأطباء الشباب، من خلال الاستفادة من مختلف التكنولوجيات الحديثة المتاحة (الروبوت والجراحة بالمنظار الداخلي واستعمال الذكاء الاصطناعي والجراحة عن بعد).

وتابع أنه إضافة إلى كل هذه التقنيات التي أصبحت اليوم تفرض ذاتها في مجال الجراحة في مختلف التخصصات، هناك البحث العلمي الذي يفتح آفاقا واسعة، مبرزا أن هذه الاتفاقية ستسمح بتكوين أطباء اختصاصيين أساسا في جراحة القلب والشرايين من خلال المحاكاة واستعمال الجراحة التجريبية على أجزاء الحيوانات.

وأشار، في هذا الإطار ، إلى أن هذه المدرسة ستساعد على استقطاب أطباء جراحين من داخل المغرب وخارجه، وهو أمر مهم بالنسبة لتعزيز قدرات المهنيين، مشيرا الى الاتفاقيات التي ابرمتها المدرسة في هذا الاتجاه مع جمعيات علمية متخصصة.

ومن جانبه، أبرز مدير مركز المحاكاة الطبية التابع للجامعة محمد الشهبوني أن التعليم العالي لعلوم الصحة قطع أشواطا كبيرة، والمغرب من البلدان التي تمكنت من ترك بصمتها في هذا المجال، خاصة ما يتعلق بالتعليم عن طريق المحاكاة.

وأضاف، بهذا الخصوص، أن طلبة جامعة محمد السادس يمرون في تكوينهم الأساسي، وقبل الإقدام على إجراء دورات تدريبية والممارسة الفعلية، عبر مركز المحاكاة، حيث تجرى العمليات الجراحية سواء على الدمى أو بشكل افتراضي او على أعضاء الحيوانات، منوها إلى أن هذا المركز هو من أكبر مراكز المحاكاة بإفريقيا، إذ يضاهي في تجهيزاته وهندسته المعمارية مراكز المحاكاة العالمية في مجال الطب.

وفي معرض حديثه عن النموذج التنموي الجديد، أكد الشهبوني أن التكوين الطبي المستمر يبقى من ضمن أولويات المركز، وهو ما دفع إلى إحداث هذه المدرسة الإفريقية للتكوين في العلوم الجراحية من خلال دروس نظرية وتطبيقية، يعتمد فيها على آليات وتجهيزات للمحاكاة