تسليط الضوء بمكناس على الرهانات المرتبطة بمعالجة وسائل الإعلام للمعلومة الاقتصادية

0

محمد أزرور

إطار يوم دراسي حول موضوع “الإعلام وأخلاقيات الأعمال، بين الحمولتين الاجتماعية والمالية”، التأم أكاديميون ومهنيون في وسائل الإعلام اليوم الثلاثاء 13 يونيو الجاري بمكناس،  لمناقشة وتحليل الرهانات والتحديات المرتبطة بمعالجة المعلومات ذات الطبيعة الاقتصادية من قبل وسائل الإعلام،و ظم بمبادرة من مختبر الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، الروابط التي تجمع بين الأوساط الإعلامية والاقتصادية والمالية، مبرزين الارتباط القائم بين الاتصال والإشهار والإعلام، لاسيما المعلومة الاقتصادية.

في كلمة بالمناسبة، توقف المدير المعهد العالي للإعلام والاتصال عبد اللطيف بنصفية عند الجوانب العامة والتقنية لأخلاقيات الإعلام، معتبرا أن مفهوم الأخلاقيات مرتبط بمفهومي أخلاقيات المهنة والأخلاق، وهي ثلاثة مفاهيم لها جميعا صلة وثيقة بعالم القيم،  وبعدما أشار إلى بعض الانزلاقات الأخلاقية والمهنية المرتبكة من قبل بعض وسائل الإعلام، لاسيما المتعلقة بغياب الضمير المهني والمعلومات الخاطئة، تطرق الأكاديمي للجوانب الخاصة بعالم الأعمال في ارتباطها بأخلاقيات المهنة الإعلامية ،وأشار في هذا السياق ، إلى احترام الوقائع، والتمييز بين المعلومات والترويج / الإشهار، وتضارب المصالح، واحترام قواعد المنافسة العادلة، إضافة إلى حماية المصادر.

من جهته، اعتبر وديع دادة صحافي ورئيس تحرير بالقناة الثانية،  أن معالجة المعلومات الاقتصادية من قبل الصحفيين ، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مبدأ أساسيا ، يتمثل في المصلحة العليا للجمهور، مشيرا إلى أنه يتعين معالجة هذه المعلومة استنادا على ما يمكن أن تفيد به المتلقي،  والتوضيحات التي تقدمها بشأن بعض الجوانب المرتبطة بالسؤال ، واستعرض دادة عددا من التحديات التي يواجهها الصحافيون ، الذين “يتعاملون” مع المعلومة الاقتصادية ، الذين هم ليسوا بالضرورة متخصصين فيها ، وكذا الانعكاسات التي قد تسفر عنها طريقة معالجة هذه المعلومة على تطوير المقاولة والجانب الاجتماعي.
ويناقش المشاركون في هذه التظاهرة العلمية، وضمنهم ممارسون وأساتذة باحثون وطلبة، عدة مواضيع من بينها “دور وسائل الإعلام في مسلسل التنمية الاقتصادية والاجتماعية”، و”ووسائل التواصل الاجتماعي وأخلاقيات الأعمال”، و”القنوات الإشهارية الجديدة وخصوصياتها”، كما يتناول المتدخلون “أدوار ومسؤوليات المؤسسات والفاعلين في مجال الإعلام في اقتراح مسارات العمل ، والتفكير من أجل استراتيجية ناجعة في المجال الاقتصادي”، و”تقنيات قياس فعالية وسائل الإعلام والتسويق الترابي”.
وأفادت ورقة تقديمية لهذا اللقاء ، بأن نجاح المقاربة التنموية الاقتصادية رهين بانخراط العديد من الفاعلين، ضمنهم وسائل الإعلام ، وبالأخص التليفزيون والصحافة المكتوبة والراديو والكتاب والمواقع الإلكترونية، وتابع المصدر ذاته أن وسائل الإعلام هاته يمكن أن تؤدي ثلاث وظائف هي “الأخبار والمعلومات” ، و “التحليل والتعليق”، و “التربية”.
وبحسب الورقة فإن أهمية وسائل الإعلام تتجلى في “قدرتها على التأثير، لاسيما في تحقيق التنمية الاقتصادية”، مبرزة الاهتمام الذي يوليه المغرب لوسائل الإعلام، إدراكا منه للدور الذي يضطلع به الاتصال في تحقيق النمو الاقتصادي.