الجفاف وحفر الآبار أثرا على منسوبها بإقليم صفرو نداءات بجماعة لواثة لتوفير المياه من أجل سقي المساحات الزراعية 

0

في إطار مواكبة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة فاس مكناس للإشكالات ذات الصلة بحقوق الإنسان على مستوى الجهة، حلّ وفد من أعضائها بجماعة لواثة بإقليم صفرو للوقوف على تداعيات احتجاجات عدد من الفلاحين بسبب عدم توصلهم بحصصهم القانونية من مياه عين لواثة لسقي أراضيهم الزراعية، تلافيا لجفافها وإتلاف مزروعاتهم التي يعتمدون عليها في حياتهم اليومية للحصول على لقمة العيش.
وقام وفد اللجنة بزيارة استطلاعية لمنابع عين لواثة ومسار توزيع مياهها إلى آخر نقطة مستفيدة منها، كما تم عقد لقاءات مع ممثلي الدواوير والاستماع لتصريحاتهم، ونفس الأمر بالنسبة لرئيس الجمعية النقابية للفلاحة التي كانت تشرف على تدبير وتوزيع المياه منذ سنة 1947، بالإضافة إلى عقد جلسة عمل مع رئيس الجماعة، فضلا عن مهاتفة رئيس قسم الشؤون الداخلية قصد عقد لقاء موسع مع الفاعلين لحل المشكل.
ومن خلال هذه اللقاءات اتضح أن صبيب العين تراجع من 163 لترا في الثانية سنة 1997 إلى 85 لترا في الثانية حاليا نتيجة لعوامل الجفاف من جهة، بالإضافة إلى حفر آبار على بعد 500 متر من منبع المياه الجوفية للعين من جهة أخرى، حيث صرح عدد من المشتكين بأنه تم حفر 100 بئر على امتداد 10 كلم، من طرف جهات نافذة وهو ما أدى إلى استنزاف مياه العين. وحسب إفادات عدد من السكان فإن مياه السقي كانت توزع بشكل توافقي بين المستفيدين إلى حدود سنة 2000، إلى أن تم القفز على هذا العقد التوافقي فعمّت الفوضى، حيث لوحظ إزالة الحاجز الذي يتحكم في صبيب المياه ببعض المقاطع المؤدية لعدد من الدواوير .
وكانت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس قد عقدت بتاريخ 23 مارس الماضي اجتماعا مع رئيس مصلحة الشؤون القانونية بوكالة حوض سبو الذي أشار إلى أن بعض السكان من مختلف الدواوير يقومون بتكسير الحصارات الموجودة بمقاطع المياه وتغيير مسالكها، مما يؤثر سلبا على توزيع المياه، رغم المجهودات المبذولة لتحديد صبيب المياه كما هو في الواقع .
ونظرا لكون مياه السقي تعتبر حقا من حقوق الإنسان بالنسبة للفلاحين الذين تضررت أراضيهم نتيجة عدم حصولهم على حصصهم من مياه عين لواثة، بالإضافة إلى عوامل أخرى كالجفاف واستنزاف الفرشة المائية للعين وحفر الآبار بفعل فاعل، فإن اللقاء المذكور قد خلص إلى برمجة مجموعة من اللقاءات التحسيسية والتفاعلية مع ساكنة المناطق المتضررة من جراء تداعيات الجفاف بجماعة لواثة وبولمان وتاونات.