في اللقاء الثقافي ل”شعلة بنسليمان”…إجماع المداخلات على ضرورة التفكير في هوية ثقافية تميز المنطقة.

0

بوشعيب الحرفوي

أجمعت كل العروض المقدمة من طرف الأساتذة المحاضرين في اللقاء التواصلي والثقافي الذي نظمه فرع جمعية الشعلة للتربية والثقافة ببنسليمان، مساء يوم الجمعة 29 أكتوبر 2021، بالفضاء الجمعوي لجمعية الزيايدة، أجمعت على أن الإقليم بصفة عامة، و مدينة بنسليمان على الخصوص، تزخر بطاقات وكفاءات ثقافية مهمة، ينبغي توفير المناخ الملائم لها للتفكير في إبراز الهوية الثقافية للمنطقة، تميزها عن باقي المناطق، وتراعي الخصوصية المحلية.
ويندرج اللقاء الثقافي المذكور، الذي تم تنظيمه حول موضوع: ” أي دور للجماعات الترابية في تنمية الثقافة محليا” في إطار البرنامج الثقافي والتربوي الذي تستأنف به جمعية الشعلة للتربية والثقافة أنشطتها الثقافية الهادفة خلال الموسم الجمعوي الحالي، والذي اختارت له شعار” حوارات الشعلة 21″ ب50 منطقة على المستوى الوطني، وذلك في إطار تفعيل الشراكة بين الجمعية ووزارة الشباب والثقافة والتواصل.


الندوة الثقافية المشار إليها التي عرفت حضورا نوعيا متميزا، وقام بتأطيرها الأستاذان: الدكتور عبد الإله الرابحي، أستاذ باحث وفاعل جمعوي، والأستاذ محمد اكويام فاعل جمعوي مهتم بالمجال الثقافي، وهو بالمناسبة مستشار جماعي بجماعة المحمدية، كما أدار فقراتها باقتدار الأستاذ محمد بن الشيخ، حيث اعتبرا المحاضران في مداخلتيهما أن الجماعات الترابية فاعل أساسي في تنمية الثقافة محليا من خلال إدراج المجال الثقافي ضمن أولوياتها في المخطط التنموي المحلي، وتمكين الفاعلين المحليين من أهم الوسائل والبنيات الثقافية الأساسية، في إطار الشراكة مع الجماعة الترابية، من أجل تنزيل برامجهم الثقافية وتفعيل الأدوار الموكولة للجمعيات قصد النهوض بالمجال الثقافي محليا، حيث استحضر الأستاذان في هذا الجانب القوانين المنظمة للمجال الثقافي في القانون التنظيمي للجماعات الترابية، وتخصيصه جانب منه لإحداث لجنة ثقافية، تعنى بالمجال.
وفي هذا الصدد أشار الأستاذ محمد أكويام، باعتباره مستشارا جماعيا إلى “أن التنمية الثقافية وجب أن تكون متظمنة في البرامج السياسية للأحزاب، للنهوض بالقطاع الثقافي” واستطرد في الوقت نفسه، ليضيف ” بأن الميزانية المخصصة للثقافة بشكل عام، وكذا الارتجالية في وضع البرامج الثقافية تعتبر من أهم العوائق التي تحول دون تنمية الثقافة محليا”، مشددا في الوقت ذاته على “دور وملحاحية الفاعل الجمعوي في مطالبة الجماعات الترابية سواء المجالس المحلية، أو المجالس الإقليمية أو المجالس الجهوية بالاهتمام بالمجال الثقافي من خلال إنجاز شراكات واضحة مع الجماعة الترابية “، مؤكدا على ” ضرورة تقوية وتجويد العلاقة بين الفاعل الجماعي والفاعل الثقافي للنهوض وتنمية الثقافة محليا، وإبراز الهوية الثقافية للمنطقة التي تميزها عن باقي المناطق”
أما الدكتور الرابحي عبد الإله فقد اعتبر “ان المجتمع الدولي يرى بأن تقدم الشعوب أساسه الروافد الثقافية، على اعتباره رأسمالا رمزيا او لاماديا، وربط نمو هذا الرأسمال بنظرة الدولة اللامقاولاتية التي تنظر إلى الإنسان في بعده القيمي” وسرد في هذا الجانب مجموعة من الأمثلة المقارنة التي تبرز الثرات اللامادي الذي يخلد لحضارة الشعوب.


وأشار الدكتور الرابحي في مداخلته إلى ” غياب الرؤية الثقافية لدى الجماعات الترابية”، مستدلا في ذلك “من واقع ما تعيشه منطقة بنسليمان من تهميش للمجال الثقافي، رغم توفرها على كفاءات وطاقات ثقافية متميزة” داعيا في نفس الوقت إلى “ضرورة الاهتمام بالتراث الشعبي للمدينة”، ومعتبرا ” أن الطريق إلى العالمية والكونية هو طريق الخصوصية”. وهذا الاهتمام- يضيف المحاضر- “ينبغي أن يرتكز على أربع مستويات كقوة اقتراحية للنهوض بالمجال الثقافي المحلي، وتتمثل هذه المستويات في الادوار التي ينبغي أن يلعبها كل من القطاع العام والقطاع الخاص، والقطاع الاعلامي، وكذا مكونات المجتمع المدني لإبراز الهوية الثقافية لإقليم بنسليمان. واختتم بالدعوة “إلى البحث عن قنوات لتوظيف الطاقات والفعاليات الثقافية المتواجدة بالمنطقة على اساس البعد المحلي يبنى في إطار تظافر الجهود، في أفق البعد الكوني، مؤكدا على “أن منطقة بنسليمان تزخر بكنوز ثقافية مطمورة وبطاقات ثقافية هائلة، تحتاج الى نفض الغبار عنها والخروج بها إلى الضوء لتعطي الكثير والكثير في الميدان الثقافي”
وتميز اللقاء الثقافي بمداخلات الحاضرين التي أثرت النقاش من خلال تطرقها إلى أهم المعيقات والاكراهات التي تحول دون تنمية الثقافة محليا، بإعطاء أمثلة من الواقع الملموس التي أكدت على تهميش الفاعل الجماعي للفاعل الثقافي وعدم توفير الوسائل والمناخ الملائم لكي تلعب الجمعيات المهتمة بالمجال الثقافي دورها في إبراز الخصوصية والهوية الثقافية للمنطقة.