بسبب سوء الحكامة 500 جمعية بالدار البيضاء تنتظر “سيدنا قدر” لصرف المنح !

0

سابقة هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، فقد وضعت أكثر من 500 جمعية تعنى بالأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية ملفاتها، قبل شهور، بمجلس مدينة الدارالبيضاء، قصد الاستفادة من المنح التي يخولها لها القانون، إلا أنها وجدت نفسها داخل قاعة انتظار شاسعة شساعة دروب الدارالبيضاء، لا لسبب سوى أن القائمين على التدبير الجماعي البيضاوي لم يعرفوا، نعم لم يعرفوا، كيف تتم أجرأة عملية تصريف هذه المنح، التي كانت الجمعيات تتوصل بها بشكل عادي وأوتوماتيكي من لدن مقاطعاتهم. لقد فشل المجلس في وضع معايير موضوعية لاختيار من تستحق المنحة من الجمعيات وفشل في وضع تصور لما يريده من هذه الجمعيات. 

قبل الجولة الأولى من دورة فبراير عقدت اللجنة الاجتماعية والثقافية والرياضية عدة اجتماعات لوضع الشروط، التي على أساسها سيتم توزيع المنح، لكن عند الدورة سيكتشف أعضاء المجلس كلاما آخر اختلط فيه الحابل بالنابل، فتعالت الأصوات المحتجة سواء من داخل المجلس، الذي أحس بالغدر، أو من طرف الجمعيات أنفسهم، بل إن الاحتجاجات ستنتقل إلى قاعة الدورة مما دفع رئيسة المجلس إلى طلب التصويت بتأجيل النقطة المتعلقة بهذه المنح إلى حين عقد اجتماعات أخرى وتسوية الأمور، على أساس أن تعرض النقطة في الجولة الثانية من الدورة، وجاءت الجولة الثانية ولم يعرف مآل هذه المنح، وراج بأن المفوض له سيعقد لقاءات أخرى مع ممثلي الفرق داخل المجلس لإيجاد صيغة تسمح بصرف المنح، الآن دخلنا الربع الأول من شهر مارس، ولم يجتمع أحد ولم تتوصل أي جمعية بأي رد، وظل كل شيء عالقا أمام حيرة الجميع، خاصة وأننا امام مجلس جماعي المفروض أنه يضم نخبة من ساكنة المدينة ممثلة لأحزاب تسير الشأن العام على المستوى الحكومي، ومع ذلك لم يستطع أن يدبر ملفا سهلا كان يدبر في دور الشباب، فما بالك بأمور كبرى تهم عاصمة المال والأعمال!؟  أكثر من هذا فإن هذا الملف خلق توترا بين مكونات الأغلبية المسيرة، وخلافات بين المفوض لها قطاع الشأن الاجتماعي والمفوض له قطاع الشأن الثقافي والرياضي، ودفع رئيس فريق الحزب الثالث في التسيير إلى نعت المفوض له قطاع الثقافة والرياضة بـ”الكذاب”، خلال الدورة وأمام الحاضرين ووسائل الإعلام.  

العربي رياض