عيد الفطر.. انتعاش الحركة التجارية يخفف على ساكنة بوجدور من وطأة كورونا

0

لم يحل شظف العيش ولا الفاقة التي تعكسها أسمالها من ادخار مبلغ مالي متأت من شيّها لما يجود به البحر للعابر والقار، هي مليكة التي يممت وجهها لمدينة بوجدور قادمة من جماعة “الحوافات” (إقليم سيدي قاسم) بحثا عن غد مشرق.


بوجه صبوح كانت تهب مقبلة لعملها، ناثرة البسمة بوقار، حتى حالت كورونا بينها وبين عربتها الموطنة لكورنيش بوجدور، والمعروفة لدى “رجال البحر” الذين يأتونها بما لذ وطاب من طري السمك لتتلقفه بما يليق من جمر وتوابل هي وحدها تعرف مقدارها.

“قضمت كورونا من مدخولي الكثير لكني أكابر لسداد ما بذمتي، ولتعضيد زوجي عامل البحر”، تفضي مليكة في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، مشيرة إلى أن عدم انتظام عملها أثر بشكل كبير على عوائدها المالية من شي السمك لزبنائها.


وأكدت أن الشهر الفضيل يتطلب مبالغ مالية إضافية لتلبية حاجيات البيت ومتطلبات طفليها، “خصوصا ونحن المقبلون على عيد الفطر الذي يتعين خلاله توفير أزياء جديدة وملابس لطفلي إسوة بأترابهما”.


بعدما استعاضت عن عربتها لحين، وجمعت مبلغا ماليا يمكنها من اقتناء حاجيات العيد نظير بيعها للفطائر والمخبوزات على امتداد الشهر الفضيل، متكلة في تسويقها على زوجها ذي الدراجة ثلاثية العجلات، قالت مليكة الأربعينية وهي تتأهب للذهاب إلى سوق حي لالة مريم، السوق الشهير ببوجدور، مرفوقة بفلذتي كبدها والحبور يلف محياهما، “سيفرحان غاية الفرح إن أنا جئتهما بملابس جديدة تدخل عليهما الحبور مشفوعا بعيديتيهما”.


تدب الحركة التجارية بسوق حي لالة مريم، بقلب مدينة بوجدور، رويدا رويدا، ويتلهف التجار لطي صفحة أزمة جائحة كورونا القاتمة والإقبال على زبنائهم بوجه مشرق، تدلف “مليكة” السوق بحثا عن الأزياء التي تواكب قدرتها المالية وتلقى استحسان طفليها.


ويعد عيد الفطر السعيد بالنسبة لهؤلاء التجار، الذين أرخت الجائحة بثقلها الوخيم على نشاطهم، مناسبة لإنقاذ تجارتهم من البوار، بعدما عانت الأمرين من وقع كورونا الوخيم.


اقتنت “مليكة” ما تريده لطفليها بالمبلغ الذي تريد وهي تمني النفس في عودة سريعة لنشاطها وتحقيق كسب مادي يقيها نوائب الدهر.
وفي تصريح مماثل، أبدى عدد من تجار الملابس رغبتهم في أن يعي المواطنون المغاربة الوضعية التي يعيشها الآلاف منهم، والذين ينتهزون المناسبات من قبيل عيد الفطر السعيد لأداء ما بذمتهم من نفقات، وتحقيق نزر من ربح تقضمه جائحة كورونا قضما.


وبعدما اعتبروا أن النشاط التجاري يمضي تدريجيا وعلى استحياء غداة تخفيف الإجراءات والتدابير المقيدة، مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، أعربوا عن أملهم في فتح شامل يساهم في إحياء النشاطين السياحي والتجاري.


فيروس كورونا جلى الحاجة الملحة إلى إسناد “مليكة” وأخواتها من العاملات والعاملين في القطاع غير المهيكل، وأكد على محورية بلورة برامج ومشاريع موجهة إليهم تتساوق مع انشغالاتهم وتستجيب لطموحات ذويهم.