سلسلة اللحوم الحمراء بدكالة .. دعامة مهمة للنهوض بالتنمية المحلية

0

تعتبر منطقة دكالة، التابعة ترابيا لجهة الدار البيضاء سطات، من أهم مصادر إنتاج اللحوم الحمراء على الصعيد الوطني، حيث شهدت هذه السلسلة خلال الموسم الفلاحي الحالي، انتعاشا كبيرا، خاصة بعد التساقطات المطرية المهمة التي شهدتها المنطقة مؤخرا.


فخلال الموسم الحالي، عرف سعر الأبقار عامة، (خاصة الموجهة للذبح) ، انتعاشا ملحوظا، بسبب انتشار المراعي نظير التساقطات المطرية المهمة، رغم التأثيرات السلبية الناتجة عن الموسم الماضي، المتسمة بارتفاع سعر الأعلاف، خاصة التبن، حيث وصل سعر الوحدة إلى 40 و45 درهما ، حسب المهنيين.

ودكالة معروفة منذ القديم بتربية الأبقار، واللجوء إلى استيراد الآلاف من رؤوسها، بالنظر لكونها منطقة فلاحية منبسطة توفر الكلأ والأعلاف، مما جعل ساكنتها يهتمون بتربية وتسمين العجول، التي ساهمت بشكل كبير في توفير اللحوم الحمراء، ووجود شبكة مهمة من الملقحين الاصطناعيين ، وبنيات تحتية مهمة، مما ساعد على إقبال السوق المحلي والوطني على منتوج المنطقة ( أسواق الجديدة وسيدي بنور والدار البيضاء ومراكش وأكادير)، ناهيك عن وجود فيدرالية جهوية لإنتاج اللحوم الحمراء وهي الهيئة التي تعنى بتأطير الفلاحين الممارسين لهذه السلسلة.


وكان عبد الرحمان النايلي المدير الجهوي للفلاحة، قد أكد في اجتماع للجنة التقنية للفلاحة المنعقد مؤخرا بعمالة إقليم الجديدة ، أن المنطقة تتوفر على قطيع مهم من الأبقار، يقدر ب 343.103 رأس ، أي 45 في المائة على الصعيد الجهوي، 335.000 رأس مهجنة ، أي ما يمثل 98 في المائة منها، مع الإشارة إلى توفر إقليم سيدي بنور لوحده على 239.236 رأس.


وأضاف النايلي، أن قطاع الأبقار والأغنام بدكالة يساهم في توفير اللحوم الحمراء ، حيث يصل حجم الإنتاج إلى 32.200 طن سنويا ، أي ما يمثل 39 في المائة جهويا ، و10 في المائة وطنيا، منها 25 ألف من الأبقار و7.200 من الأغنام والماعز .


وفي سياق متصل أكد النايلي أن وزارة الفلاحة والصيد البحري، شرعت منذ سنة 2015 في عملية ترقيم الأبقار وتلقيحها، لتثمين القطاع من جهة ودرءا لما من شأنه أن يؤثر سلبا على القطيع من حيث الأمراض المعدية من جهة ثانية.


وجندت الوزارة ، يضيف المتحدث، كل مواردها البشرية لتنفيذ هذا المخطط الرامي إلى تحصين الأبقار والأغنام وحمايتها من السرقة وتتبع مسار إنتاجه والرفع من قيمتها.
وخولت الوزارة للفيدرالية البيمهنية لإنتاج اللحوم الحمراء، أمر تتبع مخطط الترقيم، لتوفرها على الإمكانات البشرية والمادية، والتي تعاقدت مع أطباء بياطرة، يسهرون على حصر القطيع ووضع الأقراط بأذان الحيوانات.


وفي السياق ذاته، أكد نائب رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي اللحوم الحمراء، عبد القادر ليبيري أن دكالة معروفة منذ سنوات بمساهمتها المهمة، وطنيا وجهويا بقسط وافر في انتاج سلسلة اللحوم الحمراء .


وأوضح أن هذه السنة عرفت تطورا ملموسا مقارنة مع السنة الماضية ، التي تأثرت بشكل كبير، جراء انتشار وباء كورونا المستجد، الذي فرض الحجر الصحي على الفلاحين ، وإغلاق الأسواق الأسبوعية والمجازر، إضافة إلى موجة الجفاف التي أثرت سلبا على القطيع بإقليمي الجديدة وسيدي بنور .


وتحدث نائب رئيس الجمعية عن عوامل، إنتاج اللحوم الحمراء، التي ارتبطت بمنح الدولة التي خصصتها في السابق والمقدرة في 4 آلاف درهم لكل عجل، تشجيعا للفلاحين المنتجين، للتركيز على إنتاج اللحوم الحمراء .


وأشار إلى أن الجمعية فتحت باب النقاش مع وزارة الفلاحة لبحث سبل جديدة لتشجيع الفلاحين، بعد التوقف عن صرف المنح، واقترحت عليها إعفاءهم من واجب التلقيح الاصطناعي، معترفا في الوقت ذاته بأن هذا القطاع يعرف عدة مشاكل تنظيمية.


تجدر الاشارة إلى أن إقليم الجديدة شهد خلال الموسم الفلاحي الحالي 2020 /2021 تساقطات مطرية مهمة، أنعشت آمال الفلاحين وعززت تفاؤلهم في تحقيق موسم فلاحي جيد، يتماشى وتطلعاتهم، نظير وقعها الإيجابي على نمو مختلف الأصناف الزراعية.


وهكذا عرف الإقليم، منذ بداية الموسم الفلاحي الحالي، تسجيل 323 ملم مقارنة مع 140 ملم في الفترة ذاتها من الموسم الماضي، أي بزيادة بلغت 131% .
وتميزت هذه التساقطات المطرية بتوزيع جيد ومنتظم في جميع مراكز الإقليم، وساهمت في تكثيف النشاط الفلاحي بشكل جيد ليس على مستوى الاقليم فقط بل على صعيد الجهة كلها، حيث تم إنجاز 100 % من البرنامج الزراعي للموسم الفلاحي 2020 /2021 .


وتعد هذه التساقطات كافية لتحسين الحالة النباتية للمزروعات من جهة، وتكثيف الغطاء النباتي بالمراعي من جهة ثانية، إضافة إلى تحسين مستوى المياه الجوفية من حيث كمية وجودة المياه.