خطورة التفكك الأسري تحت مجهر النقاش بورزازات
بشراكة مع قسم قضاء الأسرة بالمحكمة الابتدائية، نظم المجلس العلمي المحلي لورزازات، الأسبوع المنصرم، مائدة مستديرة حول موضوع «التفكك الأسري: التحديات والإكراهات ، وجهات نظر لمقاربة المشكلة».
وحسب المنظمين، فقد سعى اللقاء إلى» مناقشة الدور المحوري للأسرة في أي إقلاع حضاري تنشده الأمة المغربية»، باعتبارها «آلية تربط الناشئة بفلسفة الانتماء وبمسؤولية النهوض والرقي بالمجتمع». وأكد المشاركون، بهذا الخصوص، على «أن للتفكك الأسري أبعادا تربوية وثقافية واجتماعية واقتصادية، مما يستوجب تضافر الجهود من أجل تقديم إجابة مجتمعية لمختلف الإشكالات التي يطرحها».
وفي هذا السياق، أوضح عبد العزيز الحمداوي، رئيس المجلس العلمي المحلي لورزازات، «أهمية مثل هذه المبادرات التي تفتح المجال أمام انخراط جميع الفاعلين والمتدخلين لمناقشة تحديات الأسرة»، متطرقا «إلى رؤية الشريعة الإسلامية للتفكك الأسري وسبل محاربته، ولأهم أسباب وأنواع هذه الظاهرة»، مشيرا إلى أن من بين أسبابها «تبني بعض الأفكار التقليدية»، مستعرضا بعض مبادرات المجلس العلمي المحلي «في مجال التوعية بخطورة التفكك الأسري»، وتنظيم لقاءات تهدف إلى تكوين الفاعلين والمهتمين بهذا المجال».
مداخلة المحجوب أقدار، رئيس المحكمة الابتدائية بورزازات، أشارت إلى «أن التفكك الأسري من بين الإشكاليات الكبرى التي تواجه العديد من الدول»، مبرزا أن «التفكك الأسري» شكل موضوعا لدراسات عديدة على المستوى القانوني والشرعي والفقهي وعلم الاجتماع والطب النفسي»، لافتا إلى «أن الأسرة تعد من أهم النظم في جميع المجتمعات الإنسانية، والنواة الأساسية في تكوين أي مجتمع إنساني، لكونها تقوم بالعديد من الوظائف الهامة في البناء الاجتماعي».
وحسب المداخلة ذاتها فإن «الأسرة تصيبها في بعض الأحيان حالات من الخلل الوظيفي نتيجة بعض الخلافات بين مكوناتها، أو تخلي أحد الوالدين عن الأدوار الأساسية المنوطة به». وشدد المسؤول القضائي على «أن مثل هذا الوضع – غير السليم – يؤدي إلى الفشل في القيام بالدور التربوي الرئيسي للأسرة، حيث يتراجع مستوى مساهمتها في التنشئة الاجتماعية وفي بناء شخصية أفرادها».