كلميم.. الدعوة الى نشر التربية المسرحية بالوسط المدرسي
دعا أساتذة متخصصون في المسرح المدرسي بكلميم الى ضرورة الاهتمام بالتربية المسرحية والتربية على الفنون بشكل عام في الوسط المدرسي، باعتبارهما أداة لتحقيق الأهداف التربوية المرجوة من المدرسة، وكذا أهداف فنية جمالية تساهم في بناء شخصية التلميذ.
وتقاسم ثلة من رواد المسرح المدرسي بإقليم كلميم خلال لقاء نظمته، مؤخرا، مؤسسة التفتح الفني والأدبي التابعة للمديرية الاقليمية للتربية والتعليم بتعاون مع الفرع الإقليمي لجمعية تنمية التعاون المدرسي (كلميم) حول موضوع ” تجارب الرواد في المسرح المدرسي خدمة للإصلاح التربوي” تجاربهم المسرحية والفنية مع تلاميذ وتلميذات ورشة المسرح بالمؤسسة التي تعنى بالتربية على الفنون وضمنها أبي الفنون والصوت والصورة والفنون التشكيلية واللغات الحية.
وفي هذا الإطار ذكر عبد اللطيف الصافي، وهو أحد رواد المسرح المدرسي بجهة كلميم واد نون ووطنيا كذلك، بالدراسات العلمية التي أكدت، بما لا يدع مجالا للشك، على أهمية المسرح في الوسط المدرسي ودوره في بناء شخصية التلميذ وربطه بمجموعة من الكفايات الأساسية التي تمكن من صقل موهبته وإعداده للمستقبل.
وأبرز الصافي، الذي راكم تجربة مهمة في المسرح المدرسي منذ 1988، في مداخلة له بالمناسبة، أن المسرح في الوسط المدرسي “ليس ترفا”، بل هو ضرورة ملحة يمكن من خلالها مقاربة كل القضايا التي يطرحها المجتمع عبر المسرح المدرسي بشقيه التعاوني والتربوي، وبالتالي مساهمتها في تحقيق الأهذاف التربوية والاجتماعية والسيكولوجية لدى الطفل.
وقد أخرج عبد اللطيف الصافي مسرحيات مدرسية من قبيل “شرتات” و “الفيل والعصافير” و”البطات الشجاعات” و”المدينة تنتظر” و”يوميات تلميذ” و” حكاية رحلة” ( عن مسرحية مؤتمر العصافير لبيتر بروك) و”أنتيغون”.
أما مولاي علي أطويف، مؤسس ورئيس جمعية النخيل للثقافة والفن والتربية (تأسست سنة 1991) وأحد راود المسرح بكلميم، فاعتبر أن التربية المسرحية تساهم في تكوين شخصية التلميذ ، الأمر الذي سينعكس إيجابا على تحصيله الدراسي والعلمي. وشدد على ضرورة التمسك بتجربة مؤسسة التفتح الفني والأدبي باعتبارها “قيمة مضافة” ومكتسبا لم يكن متوفرا للجيل المؤسس للمسرح المدرسي بكلميم .
من جهته قال عبد العزيز نافع، رئيس فرع كلميم لجمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح، أن مؤسسة التفتح الفني والأدبي بكلميم يمكن أن تعوض غياب الأنشطة التربوية داخل المؤسسات التربوية، إذ بإمكانها أن تلعب دور ” قطب” يستوعب الطاقات الابداعية داخل المؤسسات، وتساهم بالتالي ب”شكل كبير” في ترسيخ الفعل المسرحي المدرسي عبر التكوينات.
يذكر أن اتفاقية شراكة تجمع بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون وجمعية أصدقاء محمد الجم للمسرح (فرع كلميم) من أهدافها تعزيز القيم الإيجابية في الوسط المدرسي ومحاربة الآفات السلبية، وتشجيع مبادرات الخلق والإبداع ومواكبتها عند الأساتذة والتلاميذ، والانخراط والمساهمة والرقي بالمنظومة التربوية، وتنظيم مهرجانات للمسرح المدرسي في جميع المستويات الدراسية.
وتم خلال اللقاء ، الذي تفاعل فيه التلاميذ مع المتدخلين الذين يعتبرون من رواد المسرح المدرسي بكلميم، تقديم عرض مسرحي لتلاميذ مؤسسة التفتح الفني والأدبي.