فيديو: نقل مريضة على محمل خشبي، لمسافة جبلية وعرة، يجدد غضب قرى بجماعة كروشن

0

خنيفرة: أحمد بيضي

عبرت ساكنة دوار تمداحت، جماعة كروشن، إقليم خنيفرة، عن غضبها وتذمرها، من جديد، عقب اضطرارها لنقل مواطنة ستينية، على الأكتاف، لمسافة جبلية طويلة، على محمل خشبي يستعمل في نقل الموتى، وذلك في ظروف مؤلمة للغاية، غير انسانية ولا صحية، وقد توصلت الجريدة بفيديوهات وصور تبرز بجلاء لقطات من وضعية المواطنة المريضة، ويتناوب عدد من أقاربها وجيرانها على حمل المحمل، عبر التضاريس الوعرة وعرض الوادي والأجواء الثلجية.

وأكدت مصادر متطابقة من عين المكان، أن الأقارب والجيران تكبدوا عناء نقل المواطنة، مشيا على الأقدام، لمسافة تفوق سبع كيلومترات، إلى حين بلغوا بها حدود منطقة “تاميمونت” المطلة على القباب، حيث كانت سيارة إسعاف في انتظارهم، بعد إشعار من السكان، لنقلها صوب المركز الاستشفائي بمدينة خنيفرة، الأمر الذي عاد بالساكنة إلى التحدث مجددا عن عدد من الحالات المماثلة، كما المتعلقة بالنساء الحوامل، وغيرها من التي تتطلب الإسعاف الأولي والانقاذ المستعجل.

وعلى غرار مناطق جبلية بالإقليم، تعاني ساكنة دوار تمداحت، إلى جانب دواري آيت الطالب وإيدبدوبين، من مظاهر العزلة، لافتقارها لطريق معبدة ومسلك مناسب، الوضع الذي يضاعف معاناة هذه الساكنة في نقل حواملها ومرضاها، ما يجبرها على استعمال المحامل على الأكتاف، أو الوسائل البدائية والدواب، وتتفاقم مآسي الوضع، سواء تحت حرارة الشمس صيفا وتحت المناخ البارد والممطر، حيث المنطقة من المناطق الثلجية، وكم هي الظروف مؤلمة حين تنقطع الطريق بارتفاع منسوب مياه الوادي.

ويجدر التذكير بأن دواوير تمداحت وأيت الطالب وإيدبدوبين، وما جاورها، سبق لها أن خاضت مجموعة من الأشكال الاحتجاجية، والمسيرات على الأقدام، للمطالبة بتعبيد المسلك الجبلي الوحيد، الذي يربطها بالطريق بين كروشن والقباب، مع إنجاز قنطرة على وادي صرو، وفي كل مرة يعودون إلى ديارهم بالكثير من الوعود التي بقيت خارج أرض الواقع، فيما ما تزال أحوال نقل المرضى والحوامل بواسطة المحامل تجري في ظروف حاطة من الكرامة الانسانية والصحة العامة.

وكانت ذات القبائل قد قررت الخروج من بيوتها في مسيرة شعبية، صباح الخميس 18 يناير 2018، باتجاه مدينة بني ملال، في إشارة لإيصال صوتها لمجلس الجهة، بغاية التعبير عن استنكار الساكنة للأوضاع المزرية، والتنديد بمظاهر التهميش والعزلة والهشاشة التي تعيشها هذه المناطق نتيجة إقصائها من مخططات العدالة المجالية، والتكافؤ بينها وبين باقي المناطق الأخرى، علاوة على انعدام شروط الولوج للخدمات الأساسية، وانعدام مسالك طرقية تفك العزلة وتضمن حرية التنقل بوسائل النقل الحديثة.