قضت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، بداية الأسبوع الماضي ، بمؤاخذة خمسة أفارقة وحكمت عليهم ب20 سنة سجنا نافذا، وأدانت كل واحد منهم ب4 سنوات سجنا نافذا.
وكان قاضي التحقيق بالغرفة الثانية لدى محكمة الاستئناف بالجديدة قد أحال ، المتهمين الأفارقة الخمسة من جنسية إيفوارية في حالة اعتقال، بعد متابعتهم في حالة اعتقال بجناية التزوير في وثائق رسمية واستعمالها، والنصب وتزييف وثائق ادارية واستعمالها، والدخول لنظام المعالجة للمعطيات عن طريق الاحتيال، وإدخال وتغيير طريقة معالجتها وارسالها عن طريق الاحتيال، وتزوير وثائق المعلوميات والإقامة غير الشرعية.
وقد تم ايقاف المتهمين الخمسة، من قبل عناصر المصلحة الاقليمية للشرطة القضائية بالجديدة، حين تقدم أحد المتهمين للمصالح الأمنية، من أجل التبليغ عن أشخاص يتحدرون من دولة كوت ديفوار، لارتكابهم أفعال قرصنة معطيات بطائق الائتمان البنكية الأجنبية.وأضاف المبلغ أنه رغم معرفته بهم فلا علاقة له بأفعالهم بعدما أبدى استعداده لإرشاد عناصر الشرطة.
البحث التمهيدي الذي فتحته الضابطة القضائية استهلته بالاستماع إلى المبلغ نفسه، الذي صرح بعد تعميق البحث معه، أنه دخل إلى المغرب عن طريق مطار محمد الخامس، وكان هدفه في بادئ الأمر البحث عن عمل والاستقرار في هذا البلد، وأمام عدم حصوله على شهادة الإقامة بعدما أصبح مقيما غير شرعي.
وأضاف أنه مع مرور الوقت تعرف على باقي المتهمين الذين ينتمون إلى بلده الأصل، الذي هو كوت ديفوار، وبحكم إجادته مجال المعلوميات، فقد اتفق معهم على تعاطي النصب، وكان هو من يتولى البحث عن الحسابات البنكية المفعلة بواسطة الأنترنيت، وباستعمال تطبيق معين له دراية جيدة به، وبمجرد الحصول على الحساب يقوم باقي شركائه بنسخ كل المعلومات الخاصة به على مستوى بطائق ائتمان مخصصة لذلك، وسحب الأموال بطريقة احتيالية.وأوضح المبلغ أن شركاءه نجحوا في هذه العملية وقام بسحب مبالغ مالية لفائدتهم من شركات تحويل الأموال بالجديدة، ابتداء من 2016، ولم يكن يتسلم نصيبه، وهذا ما دفعه الى التبليغ عنهم، وخلال مواجهته بما كشف عنه بحث المحققين، اعترف أنه يبقى أيضا مشاركا لباقي المتهمين، في ما يقومون به من أفعال، مشيرا إلى أن النمط الاجرامي الذي يحترفه هو الاحتيال عن طريق استغلال العواطف، ويتجلى في البحث عبر الأنترنيت عن الضحايا بعناية فائقة، وغالبا ما يكونون من الشيوخ المسنين المتحدرين من الدول الأوربية، ويتقمص شخصية الجنس الآخر المخالفة للضحية، وينشئ معه علاقة غرامية عبر الأنترنيت تتخللها العبارات المثيرة للعواطف والمشاعر حتى يقع في شباكه، أو عن طريق ادعاء المرض لإثارة شفقة الضحايا.
وبخصوص بطائق الائتمان المحجوزة لديه صرح أنه يستعملها في تجميع مبالغ مالية عن طريق النصب، إذ أنه بعد تعبئتها يعمل على سحب ما بها من مبالغ مالية، كما تم حجز لدى المتهم المبلغ وثيقة محررة باللغة الفرنسية، تهم قضية مدنية تتعلق بتركة مواطن فرنسي وبها بيانات صادرة عن موثق بالبيضاء، ومصادق عليها من قبل رئيس محكمة، إضافة إلى وصية مزورة موقعة من قبل أحد المواطنين الأجانب، لفائدة أحد الأشخاص، من أجل الاستفادة من مبلغ يقدر ب217000أورو، وكلها وثائق محجوزة مزورة، وبإرشاد منه تمكنت العناصر الأمنية من إيقاف باقي شركائه، حيث تم الاستماع إليهم وإحالتهم على الوكيل العام. وبعد استنطاقهم، قرر احالتهم على قاضي التحقيق، وخلال البحث الاعدادي، تم إيداعهم السجن المحلي بالجديدة، وبعد إتمام البحث التفصيلي جرت إحالتهم على غرفة الجنايات لمحاكمتهم، حسب التهم الموجهة