من أصل 147 منتخباً.. عضو واحد يجتمع ويدرس تصاميم تهيئة المدينة برمتها ؟
العربي رياض
من أبعاد سريالية التدبير التي بلغها المجلس الجماعي البيضاوي ما حصل يوم الخميس الأخير، فمعلوم أن مجلس المدينة سيعقد يوم الإثنين 8 مارس دورة استثنائية، وهي دورة بالأهمية بما كان لأن جدول أعمالها يتضمن أربع نقط فقط تهم مستقبل أربع مناطق حيوية في المدينة لعقود قادمة، ويتعلق الأمر بمناقشة مشروع تصميم التهيئة الخاص بمنطقة الحي الحسني، ومشروع تصميم التهيئة التعديلي لمقاطعة عين الشق، ومشروع تصميم التهيئة التعديلي لمقاطعة سيدي البرنوصي، ومشروع تصميم التهيئة التعديلي لمقاطعة سيدي مومن.
يعلم المتتبعون للشأن المحلي عموماً أن مثل هذه الدورات وكباقي كل الدورات ، تسبقها نقاشات ودراسات داخل اللجنة المعنية وهي لجنة التعمير وإعداد التراب والبيئة ، من أجل الخروج بالتوصيات التي سيتبناها المجلس خلال انعقاد دورته ، لأنه داخل اللجنة يعرض تقرير أو عرض الوكالة الحضرية المسطرة للتصاميم الجديدة ، بكل توضيحاته وتفاصيل الدراسة التقنية التي قامت بها وما إلى ذلك ، ثم يدخل أعضاء اللجنة في النقاش ويقدمون الملاحظات ويعرضون الآراء المختلفة ، قبل الوصول إلى الخلاصات ، وقد تطول الاجتماعات، خاصة إذا كانوا بصدد مواضيع حساسة جداً كموضوع تصاميم التهيئة هذا ، الغريب والمثير للتعجب أن المدبرين قرروا أن تلتئم لجن التعمير يوم الخميس لفتح وطيس النقاش بخصوص هذه المواضيع المستقبلية لأطراف مهمة من المدينة، عند اجتماع اللجنة سيشتعل مصباح القاعة على حضور فرد واحد دون سواه قابل رئيس اللجنة وجهاً لوجه ، واستأنسا بالكراسي الفارغة والجدران الباردة وصدى صوتيهما يردد ما يقولانه، وتضم هذه اللجنة في عضويتها الرسمية 30 مستشاراً غابوا بكل برود فقط، هذا الجو الكئيب الشبيه بأجواء الجنائز يبدو أنه أثر حتى على الساكنة، فموضوع تصاميم التهيئة يعنيها مباشرة، فهناك ممتلكات للأفراد ستمس وهناك مرافق عمومية قد تحدث أو تلغى، وهناك طرق ستسطر أو ستحذف وما إلى ذلك ، وتسبق في العادة عملية المصادقة على مثل هذه التصاميم جمع تعرضات المواطنين التي تتلقاها المقاطعات وتعرضها على المجلس وقبل ذلك على اللجنة ، وفي العادة تتلقى المصالح الجماعية مئات التعرضات، إذا كان الأمر يعني مقاطعة واحدة ، هذه المرة ورغم أن الأمر يعني مناطق تعد من أهم المناطق على صعيد العاصمة الاقتصادية ، فإن المصالح الجماعية لم تتلق سوى 650 تعرضاً، أكثر من نصفها يهم منطقة عين الشق ، وهو رقم يسائل الجميع إذ يعتبر مؤشراً على عدم مبالاة الناس بما تصنعه الجماعة بفعل أنهم ملوا ويئسوا من أن يأتيهم ما يفيد منها، وهوالأمر الذي وجب الوقوف عنده والتعاطي معه بالجدية التي يتطلبها فأن يفقد المواطن الثقة في مؤسسة موكول لها مهمة خدمة القرب، يعني أنه لا يصدق شعار الديمقراطية التشاركية، إذ اكتوى من ” خبط” هذا الشعار من لدن المجالس المنتخبة، وبالتالي فهو متيقن أن رأيه وملاحظاته لم يؤخذ بها.