حريق حافلة بمكناس حرك غصة صفقة الوكالة المستقلة للنقل الحضري

0

حميد العكباني    

بتاريخ 24 يناير 2021 ، في شارع الجيش الملكي بمكناس ، تعرضت ـ ما يسمى تجاوزا ـ حافلة للنقل الحضري ، لحريق مهول تسبب في رعب وهلع في صفوف الركاب والراجلين .. و ليست هي المرة الأولى ، ولا الآخيرة التي تتعرض فيها ” حافلات ” الشركة المفوض لها تدبير النقل الحضري لمثل هذه الحوادث ، نظرا لحالتها المهترئة ، ولغياب الصيانة الضرورية لأسطولها المقتنى من ” خوردة ” الدول الأوروبية التي لا تعرض حافلاتها المستعملة  للبيع ، إلا إذا تجاوز عمرها الافتراضي بسنوات وسنوات ..

هذا الحادث وقبله كثير ، يجرنا إلى صفقة التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري في مكناس ، بعدما تم الإجهاز على الوكالة المستقلة للنقل والحضري ، ظلما وعدوانا ، في صفقة بشعة ومشبوهة ، سنة 2004 / 2005 من طرف جماعة مكناس ، التي كانت تسير من طرف حزب العدالة والتنمية ، حيث عمد رئيسها المخلوع ( ب. ب .) إلى عقد دورة للجماعة ، لتفويت قطاع النقل الحضري لشركة خاصة ، دون الإفصاح عن هويتها ؟؟؟  وإعدام الوكالة المستقلة للنقل الحضري ، ليظل المواطنون ، طيلة سنتين كاملتين ، تحت رحمة حافلات النقل القروي بين المداشر والدواوير  .. ؟؟؟  مما حول مدينة مكناس / باريس الصغيرة ، إلى قرية كبيرة ، وأفقد معالمها العمرانية وجمالها .. وليتجرع ـ نتيجة ذلك ـ  المواطنون ، من عمال ، وموظفين ، وطلبة وتلاميذ .. مرارة محنة التنقل.. هذا في الوقت الذي حكم فيه بالإعدام  على أسطول حافلات الوكالة ، التي  تربض في مرآب مقرها ، وجعلها  عرضة للتلف وللضياع ، وبالتالي تعريض خمسمئة وأربعين عاملا للعطالة والزج بعائلاتهم إلى  التشريد والتجويع .. مقابل ما سمي تعويضا ، لا يسمن من جوع ولو لبضعة شهور ، مقابل عقود  لسنوات من العمل والتضحية لبناء الوكالة … ؟؟

في هذا الوقت الذي كان فيه العمال أيضا ، لا يلتمسون من وزارة الداخلية / القطاع الوصي للوكالات ، إلا بضخ اعتماد هزيل لا يسمح إلا ببعض الإصلاحات الطفيفة  لبعض الحافلات ، لتعود صالحة  للاستعمال .. كان الجواب هو الرفض بدون أي مبرر منطقي ولا مقنع ..  في هذا الوقت ،  كان رئيس  الجماعة ( ب . ب . )  قبل عزله ..؟؟  قد   أجهز على الوكالة ، وتزعم عملية ضياع عائلات  تفككت بالطلاق ، وحرم أبناؤها من متابعة الدراسة ، وتفشت في  أسرهم  بالأمراض العضوية والنفسية ..أما مواطنات ومواطنو العاصمة الاسماعيلية ، فقد عاشوا زهاء سنتين من المعاناة ومحنة النقل الحضري ، مع “كيران” متسخة ومهترئة .. صارت تجوب شوارع محمد الخامس ، والحسن الثاني ، وعلال بنعبد الله ، والجيش الملكي .. في أبشع مظهر تظهر فيه مكناس / المدينة السلطانية …؟؟؟ بعد سنتين تطلع علينا شركة ، لم تكن هي الشركة الأولى التي تم التبشير بها ، بعد شهور من تاريخ الدورة ، المفلسة  للوكالة وللعمال على حد سواء …وأغرقت المدينة بحافلات مستعملة تتجاوز عمرها الافتراضي بسنوات .. دون احترام ولا متابعة لدفتر التحملات ..  وتجعل المواطن المكناسي غير آمن أثناء استعمالها بسبب وضعيتها المتردية ، وتعرضها للأعطاب المتكررة ..و أيضا بسبب المعاملة العنيفة التي يتعرض لها المواطنون ،   من طرف مستخدمي هذه الشركة ؟؟  ناهيكم عن خرقها لقانون  السير ، وتسميم البيئة ، بانبعاث الأدخنة الملوثة بسبب محركات الحافلات  المهترئة ..؟؟  وهي جريمة نكراء كاملة الأركان بطلها النافذون في الجماعة … وضحاياه مواطنو مدينة مكناس ، وعمال الوكالة المستقلة للنقل الحضري .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.