سيدي بنور: فضيحة إرغام الآباء على التنازل عن منحة أبنائهم تسائل الوزير ومدير الأكاديمية

0

في الوقت الذي تسعى فيه حكومة جلالة الملك ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الاهتمام بالفئات الهشة وخلق مجموعة من المبادرات الاجتماعية من بينها منحة القسم الداخلي والتي تتم في إطار لجنة إقليمية يترأسها عامل الإقليم أو من ينوب عنه، خرجت المديرية الإقليمية لقطاع التعليم بسيدي بنور بعملية تعاكس ذاك التوجه وتخلق الحدث لربما الفريد على الصعيد الوطني وذلك بالزام آباء التلاميذ الممنوحين بالتصديق على وثيقة مفادها ” التنازل عن المنحة وعدم مطالبة الإدارة بها استقبالا “، وهي الوثيقة التي تم توزيعها بشكل واسع بالثانوية الإعدادية مولاي اسماعيل مما فتح الباب أمام مجموعة من التساؤلات، خصوصا وأن المنحة تصادق عليها لجنة إقليمية ، فكيف للمديرية الإقليمية لقطاع التعليم بسيدي بنور أن تسحبها منهم تحت طائلة الالتزام، وهو الإجراء الذي يسائل كلا من وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي ومدير أكاديمية جهة الدار البيضاء- سطات مومن طالب ؟

إن التستر عن مثل هذه العمليات يضرب في الصميم المبادرات الاجتماعية المخصصة لفائدة أبناء من أوساط اجتماعية فقيرة وفئات هشة، وتسائل الجميع كل من موقع المسؤولية التي يتحملها للبحث في أهداف تلك الوثيقة ” الالتزام “، ودواعي إرغام الآباء على التصديق عليها في خطوة معاكسة للتوجهات الرسمية، بحيث أن منحة القسم الداخلي هي في أصلها رافعة من رافعات التمدرس تساهم في الحد من ظاهرة الهدر المدرسي، وإرجاع التلاميذ المنقطعين إلى أسوار المؤسسات التعليمية وتذليل الصعوبات السوسيو اقتصادية والجغرافية وتشجيع التمدرس، وأن ذاك ” الالتزام ” يعد عرقلة لهذه المجهودات الرامية لتطوير آليات الدعم الاجتماعي الكفيل بتيسير عملية تمدرس المتعلمين بإقليم سيدي بنور..

وأفاد أحد الآباء رفض ذكر اسمه أنه تفاجأ حين طلب منه في الثانوية الإعدادية مولاي اسماعيل بضرورة التصديق على الوثيقة، والتي مفادها التنازل عن المنحة، التي استفاد ويستفيد منها ابنه، وأمام الوضع الوبائي ومخافة على فلذة كبده فعل ما طلب منه مكرها، معتبرا ذلك خرقا سافرا للقوانين وحرمانا بينا من حق ابنه في الاستفادة من القسم الداخلي.

فضائح بالمديرية الإقليمية بسيدي بنور ، يبدو أنها لن تعرف طريق النهاية في ظل الاختلالات المتعددة والتستر عنها من طرف المسؤولين إلى أن وصل الأمر لحرمان التلاميذ من حقهم في الاستفادة من الداخلية والإطعام، وهي الفضيحة التي تسائل كلا من وزير التربية الوطنية ومدير أكاديمية جهة الدار البيضاء -سطات ؟