احتضنت مدينة بني ملال ندوة لإطلاق مشروع “أسطا” الهادف إلى إرساء سياسات عمومية ترابية دامجة للتكيف مع التغيرات المناخية، على مستوى جهة بني ملال- خنيفرة، هذا المشروع الطموح، الذي تنظمه وتتحمل عملية تنفيذه جمعية “الانطلاقة للتنمية والبيئة والثقافة” (AIDECA)، بتمويل مشترك ضمن برنامج “أموسو” AMUSSU ويندرج في إطار شراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي للفترة 2023-2027، وبرنامج الدعم الاستراتيجي للمجتمع المدني PASSCتحت إشراف منظمة “الهجرة والتنمية (M&D)، بشراكة مع الشركاء المحليين وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض (AESVT) والمنظمة الإيطالية غير الحكومية (COSP).
وتميز الحدث بحضور لافت ونوعي من ممثلي الجماعات الترابية، منظمات المجتمع المدني، التعاونيات، الشركاء، ومن باحثين وناشطين في مجال المناخ، مما جعله فضاءً غنيا بالحوار والنقاش وتبادل الخبرات، فيما سجلت الندوة عروضا تقديمية ومداخلات، بمشاركة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، جامعة السلطان مولاي سليمان والمجلس الجهوي بني ملال- خنيفرة، سلطت في مجملها الضوء على قضايا حيوية ومحورية مرتبطة بالمشروع، مثل ندرة المياه، التأثيرات الاقتصادية للتغيرات المناخية، والدور الأساسي الذي تلعبه الجماعات الترابية والمجتمع المدني في مواجهة هذه التحديات.
وبينما شكل اللقاء فرصة لتدارس مجموعة من النقاط الهامة وتعزيز الحوار البنّاء والتعاون المثمر، أتاح بالتالي فرصة لاستعراض الخطوط العريضة للمشروع، الذي يمتد على مدى سنتين، وأهدافه الرامية إلى تعزيز قدرات الفاعلين الترابيين، خاصة النساء والشباب، عبر تقديم أدوات مبتكرة وتدريبات عملية تمكنهم من تصميم وتنفيذ سياسات مناخية مستدامة وفعالة، كما أن المشروع يركز أيضا على تعزيز التعاون والترافع متعدد الأطراف بين الجماعات الترابية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، بهدف تطوير حلول مناخية تراعي الخصوصيات المحلية وتستجيب للواقع المناخي المتغير، ودمج مبادئ الحكامة المناخية الدامجة والتشاركية في السياسات التنموية الترابية بالجهة.