يعاني سكان قبيلة إغربين، بإقليم ميدلت، من نقصٍ حادٍ في الخدمات الأساسية، ما جعلهم يعيشون تحت وطأة ظروف معيشية قاسية، وقد دفع هذا الوضع بسكان القبيلة، أكثر من مرة، إلى مناشدة المسؤولين والجهات المختصة والمجالس المنتخبة لتقديم حلول عاجلة لمشاكلهم التي تراكمت عبر السنين، ويؤكدون أنه في عدم الاستجابة لمطالبهم يعتبر حيفا غير مبرر، إذ رغم تقديم شكاوى عديدة للمجالس المنتخبة والسلطات المحلية والإقليمية، وكذا القطاعات والمصالح المعنية، لم تلق مطالبهم أدنى أذان صاغية، ما زاد من استيائهم وشعورهم بالتهميش والاقصاء الاجتماعي، ومن بين صرخاتهم، كمثال فقط:
أزمة مياه الري والشرب وتراجع الزراعة
من بين المشاكل الصعبة التي يشكو منها سكان قبيلة إغربين تتجلى بجلاء في أزمة الماء، ما أثر ويؤثر سلبا على الانتاج الزراعي، خصوصا زراعة التفاح التي تشتهر بها المنطقة، وتُعتبر مصدر الدخل الأساسي للعديد من الأسر والمزارعين، فبسبب سنوات الجفاف المتتالية، فقد مزارعوها محاصيلهم، ودفع بهم إلى مناشدة الجهات المختصة، من سلطات ومنتخبين، التدخل لتوفير مصادر مياه مستدامة، مثل إنشاء سد واد بوحافص، وسدود صغيرة ببولحنوش، عوينات، وأغبالو إيشو، بغاية دعم قطاع الزراعة وتحسين وضعية المزارعين والرفع من الانتاج، والحد بالتالي من الهجرة إلى المدن.
ولا تقتصر مشكلة المياه على القطاع الزراعي فقط، إذ يعاني العديد من سكان القبيلة من غياب شبكة مياه صالحة للشرب في منازلهم، ما يزيد من أعباء الحياة اليومية، ويأمل هؤلاء أن تستجيب السلطات الإقليمية والجماعة الترابية لندائهم وتقوم بإنشاء بنية تحتية تلبي احتياجاتهم الأساسية من المياه.
تدني الخدمات الصحية وبُعد الخدمات الاستشفائية
يضطر سكان عدة دواوير، مثل أيت حمو أويوسف وإزاتيمن وأيت بوهراس وأيت منصور، إلى قطع مسافة طويلة لا تقل عن 7 كيلومترات للوصول إلى أقرب مستشفى، ويُشكل هذا البعد عائقا كبيراً، خاصة في حالات الطوارئ مثل الحوادث والولادات، مقابل ما يعلمه الجميع عن وضعية افتقار السكان إلى وسائل نقل مناسبة، وفي كل لحظة يطالب السكان بإنشاء مركز صحي محلي يوفر الرعاية الأساسية ويسهم في تخفيف معاناة المرضى وذويهم.
تدهور البنية التحتية والمداخل الطرقية
على مستوى البنية التحتية المتدهورة والمتدنية، تُعاني الطرق التي تربط مناطق القبيلة بزايدة وإيتزر، مرورا عبر واد بوحفص، من وضعية الضيق وانعدام علامات المرور والتشوير، مما يزيد من خطورة التنقل بأمن وسلام، وقد طالب السكان مرارا بمعالجة أمر هذه الطرق وتوسيعها، بالإضافة إلى إنشاء قنطرة جديدة في إزاثيمن، وهو مشروع طال انتظاره لعدة سنوات رغم الوعود الكتابية المتكررة والعقيمة التي ظل المجلس الإقليمي يهدئهم بها.
ضعف التغطية الهاتفية وغياب شبكة للاتصالات
يشكل ضعف التغطية الهاتفية تحديا آخر لسكان إغربين، وخاصة دواوير أيت حمو أويوسف، إزاتيمن، أيت بوهراس، وأيت منصور، مما يعوق تواصل هؤلاء السكان مع أقاربهم داخل الوطن أو خارجه، بالأحرى عن الوضع في حالات الطوارئ والاستنجاد وطلبات الإغاثة، ورغم الوعود التي قدمتها الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات بتحسين الخدمة، إلا أن الحال ما يزال على ما هو عليه، ولذلك، يجدد السكان مطلبهم بتسريع إجراءات إنشاء محطة الإرسال الهاتفي (الريزو) لتغطية دواوير المنطقة بما يلبي احتياجات السكان الأساسية في التواصل الهاتفي والرقمي.
انعدام الأنشطة الترفيهية الخاصة بالأطفال والشباب
يُعاني الأطفال والشباب في قبيلة إغربين من قلة الأنشطة الترفيهية والرياضية إلى حد الانعدام، مما يحد من فرصهم في ممارسة الرياضة والانخراط في أنشطة تساهم في تطوير مواهبهم، وتحفيزهم على الأنشطة الإيجابية وقتل أوقات فراغهم، ويطالب الأهالي، والشباب والأطفال، بإنشاء ملعب كرة قدم يكون متنفسا لهم، ويقترحون أن تُسند مهمة تسيير الملاعب في زايدة إلى جمعيات محلية ذات الحقوق، لكونها أُنشئت على أراضي جموع إغريبن.
دعوة عاجلة لتدخل حكومي
أمام هذه التحديات المتراكمة وغيرها، لم يبق لسكان قبيلة إغربين غير تعليق آمالهم على تدخل حكومي عاجل في ما يتعلق بمطالبهم العاجلة، ويطالبون بتحسين الخدمات الأساسية، مثل توفير مياه الري للمزارعين وإنشاء السدود، إلى جانب تأسيس مركز صحي في منطقتهم، وإنشاء محطة اتصالات، وتطوير البنية التحتية للطرق، ويأملون كذلك في أن تكون هذه الخطوات بداية ترفع عنهم سنوات من المعاناة وتلبي احتياجاتهم الضرورية، بينما لم يفت هؤلاء السكان تجديد ندائهم باستعمال “أموال إغربين بمجلس الوصايا” في إنشاء مشاريع وتعاونيات مدرة للدخل لذوي الحقوق وفتح تحقيق في الخروقات التي طالت ملف أراضي الجموع.