جرى مساء أمس الإثنين بالمركب الثقافي مولاي رشيد في الدار البيضاء، رفع الستار عن النسخة ال36 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي، التي تنظم خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 7 يوليوز الجاري تحت شعار ” المسرح والجنون”.
حضر حفل افتتاح هذه الدورة، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والي جهة الدار البيضاء – سطات، عامل عمالة الدار البيضاء محمد امهيدية، وفعاليات فنية وأكاديمية وجمهور متنوع، علاوة على الفرق المسرحية المشاركة القادمة من عدة بلدان عربية وأوروبية ومن أمريكا اللاتينية.
وأبرز رئيس جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء حسين أزدوك، في كلمة بهذه المناسبة، أن المهرجان يقترح برنامجا غنيا حول دور هذا الفن باعتباره وسيلة للتعبير خلال الأوضاع الصعبة.
وأضاف أن برنامج هذه التظاهرة يتضمن عروضا مسرحية لفرق جامعية مغربية وأجنبية وورشات تكوينية موجهة للطلبة وعشاق المسرح، فضلا عن لقاءات لها صلة بشعار هذه الدورة، مشيرا إلى أن المهرجان هو منصة لتبادل التجارب، وهو ما يساهم في تعزيز مهارات الفرق المشاركة.
من جهته، أكد رئيس مجلس جهة الدار البيضاء سطات عبد اللطيف معزوز، في كلمة تليت نيابة عنه، أن هذه التظاهرة تعقد هذه السنة في وقت تشهد فيه مدينة الدار البيضاء تحولات كبيرة في جميع المجالات، خاصة في مجالي الفن والثقافة، مذكرا بالتزام المجلس بالمساهمة في النهوض بهاذين القطاعين الحيويين اللذين يمثلان رهانا استراتيجيا من أجل التنمية المحلية.
وتابع أن المهرجان يشكل أيضا نموذجا ناجحا للتعاون بين الفاعلين السياسيين والثقافيين والأكاديميين، داعيا إلى مضاعفة المشاريع الثقافية بالشراكة مع المؤسسات الجامعية العمومية والخاصة، وذلك من أجل إشراك الشباب في هذه الدينامية وتسهيل عملية إدماجه في مجال الشغل.
من جانبه، أكد المدير الفني للمهرجان ماجد سيداتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المهرجان يعد من أقدم المهرجانات المسرحية الجامعية على المستوى العربي والإفريقي، لافتا إلى خصوصية هذه النسخة التي اختارت معالجة موضوع رمزي، وهو الجنون كحالة خاصة من الإبداع.
ويعتبر المهرجان مدرسة تستهدف في المقام الأول طلبة الجامعات لتعلم ممارسة المسرح باعتباره شكلا من أشكال الفن الترفيهي، وذلك من خلال التفاعل مع الشباب والمهنيين من مختلف الجامعات حول العالم بشأن قيم التسامح والحب والجمال.
وعلى الصعيد العلمي، كشفت نائبة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني المكلفة بالشؤون اليبداغوجية والعلمية سميرة الركيبي، في تصريح مماثل، عن عقد ندوة دولية لمناقشة دور المسرح الجامعي في تنمية الشخصية وعلاقة ذلك بالجنون الفني، مشيرة إلى أن نتائج هذا اللقاء سيتم نشرها ضمن كتاب من أجل الارتقاء بالبحث العلمي في مجال المسرح.
من جهته صرح مسؤول التواصل بالمهرجان أحمد طنيش، أن هذه التظاهرة الفنية تتيح الفرصة أيضا لمناقشة العروض المسرحية المختلفة خلال أمسيات المهرجان، والتي تهدف إلى أن تكون مختبرا للتبادل بين الفرق الجامعية المشاركة في المهرجان، وذلك من أجل اكتشاف وسائل العمل المختلفة، ورؤى متعددة للممارسة المسرحية.
وكما جرت العادة، تم خلال حفل الافتتاح تكريم عدد من الفنانين اعترافا بمساهماتهم القيمة في الساحة الفنية، وهم عبد الحق الزروالي وعز العرب الكغاط وفاضلة أنور.
وبشأن العروض المسرحية فهي تمثل دول ألمانيا، أندونسيا، كولومبيا، أرمينيا، كوريا، إسبانيا، ومصر إلى جانب البلد المضيف المغرب الممثل ببعض الجامعات من البيضاء والمحمدية وبنكرير وطلبة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط .
وفي جانب التكوين، يتم خلال هذه الدورة تخصيص عدد هام من المحترفات في شتى المجالات الفنية والتقنية المرتبطة بالمسرح، لصالح الطلبة وهواة المسرح، بتأطير عدد من المتخصصين.