ساكنة خريبكة تنتفض ضد انقطاعات الماء، وفعاليات مدنية تعلن من وقفة احتجاجية عن تأسيس تنسيقية محلية

0
  • أحمد بيضي

ليس سهلا أن يصدق المرء من أول وهلة أن “عاصمة الفوسفاط”، مدينة خريبكة، تعاني انقطاعات الماء الصالح للشرب، إلى درجة مفاجأة الساكنة، قبل أيام قليلة مثلا، ودون سابق إنذار أو إعلام، بانقطاع دام لمدة فاقت 20 ساعة، في ظروف موجة الحر الشديدة التي تجتاح بلادنا، وتحت درجة حرارة تجاوزت 42 درجة على مستوى الإقليم، علاوة على ارتفاع حاجة المواطن لهذه المادة الحيوية، سواء للشرب أو الاستحمام والتنظيف وغسل الملابس، وهو الوضع الكارثي الذي خلق موجة من التفاعل الغاضب على مواقع التواصل الاجتماعي قبل انتقاله إلى الشارع للتعبير عن استنكار الساكنة وشجبها الشديدين، ولصب تذمرها وسخطها على الجهات المسؤولة.

وارتباطا بالوضع، التأمت فعاليات المجتمع المدني بخريبكة والنواحي، في موقف موحد، من أجل الدفاع على حق الساكنة في الماء، وذلك بتوقيع بيان استنكاري مشترك بتاريخ 11 غشت 2023، تم تذييله ب 41 جمعية، داعية فيه إلى وقفة احتجاجية، حدد لها تاريخ 17 غشت 2023، في سبيل التنديد بما وصفته ب “السلوكات اللامسؤولة التي تنهجها إدارة المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب /قطاع الماء”، حيث أشعرت السلطات المحلية، في شخص باشا المدينة، بالوقفة، قبل عقدها لاجتماع في لجنة تنسيقية من أجل وضع الترتيبات اللازمة للوقفة الاحتجاجية التي لم يتم منعها من خلال وصل تم تسليمه من طرف السلطة المحلية.

وعلى هامش الوقفة التي عرفت مشاركة مكثفة وشعارات وهتافات غاضبة، أعربت فعاليات المجتمع المدني، الموقعة على البيان المشترك، عن أسفها واستنكارها حيال “وضعية العطش”، وعن “تثمينها وتشبثها بما جاء في البيان الاستنكاري الصادر بتاريخ 11 غشت 2023، من طرف الجمعيات الموقعة عليه”، مقابل “دعوتها لمكتب الماء إلى تجويد خدماته المقدمة إلى ساكنة خريبكة، ومراعاة أوضاعها وظروفها الاجتماعية والاقتصادية باعتبار الماء مادة حيوية”، وإلزام هذا المكتب ل “الوفاء بالتزاماته التعاقدية بينه وبين كافة ساكنة المدينة والنواحي التي تتوفر على عقدة الاشتراك”، وفق بيان الوقفة.

كما شددت فعاليات المجتمع المدني، ضمن بيانها المشترك، على “شجبها النقص الملحوظ في جودة الماء الصالح للشرب، من حيث الطعم واللون والرائحة”، داعية المكتب المعني إلى “التدخل لتجويده”، وإلى “تحمل كامل مسؤولياته الوطنية والقانونية والأخلاقية باتخاذ التدابير اللازمة لحل هذه المشاكل بصفة تامة ونهائية”، مع مطالبتها له ب “عقد يوم دراسي حول الماء الصالح للشرب تحت إشرافه، وبمشاركة عموم الفعاليات والمؤسسات والهيئات التي لها علاقة بالموضوع”، ودعوة “كافة منتخبي خريبكة لتفعيل دورهم الترافعي على قضايا المواطنين أمام المؤسسات والهيئات الحكومية، وعلى رأسها قضيتنا الراهنة المتعلقة بالماء الصالح للشرب”.

ولم يفت فعاليات المجتمع المدني بالتالي “دعوة وزير التجهيز والماء، وكذا عامل إقليم خريبكة، للتدخل العاجل من أجل إيجاد حلول عملية ملموسة، واقعية وعاجلة تضمن حق استفادة الساكنة من خدمة الماء الصالح للشرب وتصون كرامته”، مع إعلان ذات الفعاليات عن “احتفاظها لنفسها بالدفاع على حقوقها الدستورية المشروعة وفق برنامج ترافعي محكم”، وقد استهلت بيانها ب “استهجانها الأسلوب الذي ينهجه مكتب الماء بخريبكة في تدبير القطاع، من خلال فرضه مبالغ مجحفة في حق المواطنين واللجوء إلى سياسة التهديد بفرض غرامات تزيد من عبء الأسر المغلوب على أمرها، ذلك دون الوفاء بالتزاماته المتمثلة في تقديم خدمات يومية بجودة عالية”.

ويذكر أن عدة فعاليات محلية بخريبكة كانت قد عممت بيانا قويا “على إثر الانقطاعات المتتالية للماء بمدينة خريبكة والنواحي دون سابق إنذار”، ليخرج المكتب المعني ب “بلاغات متأخرة تبرر ذلك ببعض الإصلاحات والأعطاب التقنية، والمثير للاستغراب أن هذه المبررات تتزامن فقط كل صيف مما يطرح العديد من التساؤلات، إضافة إلى نقص في الصبيب المائي وانعدامه في الطابق الثاني والثالث”، وفق نص البيان الذي تم فيه “الإعراب عما خلفه الوضع من استياء في صفوف ساكنة المدينة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي”، ومن “شجب للطريقة اللامسؤولة التي يتعامل بها مكتب الماء مع الساكنة، والمتمثلة في عدم إشعارها بالانقطاعات المتتالية للماء”.

وبينما استنكرت ذات الفعاليات المحلية بمدينة خريبكة “غياب التواصل القبلي لمكتب الماء الصالح للشرب مع الساكنة، وعدم تكليف مسؤوليه أنفسهم بواجب الاعتذار لهذه الساكنة بسبب الضرر الذي لحق ويلحق بها جراء الانقطاعات المتكررة والمفاجئة”، عبرت عن “استغرابها إزاء مبرر الأعطاب المفاجئة الذي يقدمها المكتب المعني، والتي لا يحصل إلا خلال فصل الصيف بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة”، مطالبة من هذا المكتب ب “تعزيز الشبكة المائية بمضخات إضافية وتجهيزات تقنية ولوجستيكية حتى تحول دون الأعطاب المتكررة، وحتى تستفيد ساكنة المدينة من خدمة الماء الصالح للشرب”.

وفي ذات السياق، لم يفت الفعاليات صاحبة البيان المشترك “دعوة المكتب المعني إلى رفع مستوى تخزين الماء الصالح للشرب بالخزانات المائية للمدينة تفاديا للانقطاعات الطويلة للماء في حالة وقوع ما يسمى بالأعطاب التقنية”، ودعوته أيضا إلى “تقديم تعويضات أو تخفيضات في الفواتير بسبب الانقطاعات المتتالية، وخاصة للمواطنين المتضررين من هذه الانقطاعات، مثل المخابز ومحلات المأكولات وغيرها”، وكذا “دعوة المسؤولين والسلطات إلى التدخل الفوري والعاجل للحد من الوضعية التي تمس بحقوق المواطنين وتهدد السلم والأمن الاجتماعيين”، علاوة على “مطالبة المجلس الجماعي ببرمجة نقطة تهم تدبير قطاع الماء في أقرب دورة”.

وعلاوة على “تنديدها بالانقطاع اليومي الليلي خلال فترة الصيف دون تقديم مبررات أو إيضاحات لذلك”، و”مطالبتها الوزير الوصي على القطاع بالتدخل العاجل وفتح تحقيق في الموضوع”، أعلنت الفعاليات المحلية عن “اعتزامها تأسيس تنسيقية محلية مهمتها التصدي للانقطاعات المتكررة اليومية للماء الصالح للشرب بخريبكة”، فيما لم يفت ذات الفعاليات صاحبة البيان المشترك “مساءلة مكتب الماء حول مدى صحة الأخبار المتداولة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كون المجمع الشريف للفوسفاط هو من يتسبب في انقطاعات الماء بسبب استعماله المفرط في نقل الفوسفاط عبر الأنابيب”، على حد البيان دائما.