قرية الصناع التقليديين بخنيفرة تدعو لاكتشاف توسع منتجاتها الحرفية والفنية وتطور مهارات الصانع التقليدي

0
  • أحمد بيضي

أطلق صناع تقليديون، بخنيفرة، عدة نداءات وتحركات، ميدانية وافتراضية، لأجل إنعاش “قرية الصناع التقليديين”، وإعطائها دفعة مستحقة ونفسا قويا، باعتبارها الفضاء الغني بمنتوجاته الحرفية والفنية ذات الحمولة الإبداعية والجمالية التي تبرز مهارة الصانع التقليدي في الإبداع والابتكار، وتستحق الإقبال والترويج والتثمين والتسويق، محليا ووطنيا، وكذلك الحماية والصون كموروث ثقافي إنساني وتاريخي يواجه بأصالته الفريدة تحديات العصرنة ومنافسات العولمة، علما أن الصانع المغربي أضحى يُعرف، قاريا وعالميا، بلمساته الفنية الأصيلة القادرة على تحصين مخزونه الحضاري واستقطاب السائح الداخلي والخارجي.

وقد لوحظ خضوع “قرية الصناع التقليديين”، صبيحة الثامن من يونيو 2023، لبعض الإصلاحات بهدف الاستجابة لطموحات المستفيدين من هذا الفضاء وزواره، وكذا لانتظارات متتبعي الشأن المحلي، على أساس ما لقطاع الصناعة التقليدية من دور اقتصادي واجتماعي وحضاري وثقافي، وذلك بعد حلول لجنة معاينة، صبيحة الثالث من يونيو، يتقدمها أفراد من السلطة المحلية والإقليمية ومن قسم التعمير بعمالة الإقليم، في حضور المدير الإقليمي للصناعة التقليدية ومدير فضاء القرية، للوقوف على الأضرار التي لحقت ببناية هذا الفضاء، وعلى الاصلاحات المقترحة من طرف “جمعية الإبداع لقرية الصناع التقليديين”.

وضمن الدينامية الجارية، تم الإعلان عما يفيد بأن “قرية الصناع التقليديين” (قرب ثانوية طارق التأهيلية)، بخنيفرة، ترحب بزوارها، طيلة أيام الأسبوع، باستثناء يوم الجمعة، وتتميز بعرض شتى الإبداعات والنماذج الأصيلة والمتميزة التي تجمع بين النسيج التقليدي، الطرز والخياطة التقليدية، القفاطين والجلاليب والزرابي والأفرشة، المصنوعات الجلدية، الفخار والخزف والحدادة الفنية، الحلي والمجوهرات الفضية، النحت على الأحجار والمعادن، النقش على الخشب، الرسم والصباغة على الزجاج والسجاد، فن الديكورات والسيراميك، المصنوعات النباتية والصوفية، وغيرها من المنتجات التي تعكس مهارة الصانع التقليدي المغربي الزياني الأمازيغي.

ووفق مصادر من الصناع المشاركين في الفضاء المذكور، فإن “جمعية الإبداع لقرية الصناع التقليديين” كانت قد سهرت على تنظيم ورشة تأطيرية في التسويق الإلكتروني، لفائدة الصناع التقليديين، بغاية الانخراط في هذا المجال، مما قد يسهل على الصناع التقليديين تقديم خدماتهم بطريقة مفضلة والرفع من حركية تسويق نشاطهم، وبالتالي لإنعاش القطاع الذي لم يسلم من الركود التجاري المعروف، ومن تداعيات جائحة كوفيد 19 التي كان لها تأثير سلبي على هذا القطاع الذي يشغل عددا كبيرا من اليد الصانعة والعاملة بإقليم كخنيفرة أضحى من أبرز المدن المغربية التي تنشط فيها حركة الصناعة التقليدية.

وفات لقرية الصناع التقليديين أن احتضنت “المعرض الوطني للمسكوكات والتحف ومنتوجات الصناعة التقليدية”، بخنيفرة، اعتبره المولعون بالإبداعات التقليدية والتحف الفنية تجربة رائدة وناجحة في إبراز المنتوجات التراثية بشكل مختلف، ما حمل بالمنظمين إلى التفكير في إمكانية جعل هذا المعرض فرصة سنوية لتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وإعطاء بعض الإشعاع الاقتصادي والسياحي للمدينة، وقد شهد فضاء القرية اجتماعا تمهيديا، خلال أبريل المنصرم، بين “جمعية الإبداع لقرية الصناع التقليديين” و”جمعية أطلس للمحافظة على التراث المادي واللامادي”، بخنيفرة، للتداول في عقد شراكة بين الجمعيتين والإعداد لتنظيم النسخة الثانية من المعرض المذكور.

ولا تتوقف “جمعية الإبداع لقرية الصناع التقليديين” عن حضور الملتقيات والندوات لطرح مقترحاتها وتصوراتها التي تشدد فيها على ضرورة تظافر الجهود لتجميع وتثمين منتجات الصناعة التقليدية، والاهتمام بأوضاع ومشاكل الصناع التقليديين، والعمل على دمج التأطير والتكوين بالمعارف الموروثة، واحتواء صعوبات التسويق، مقابل التعريف أكثر بما يزخر به الإقليم من أنامل إبداعية، مع إنقاذ الصناعات المهددة بالانقراض، وتسهيل الشراكات المرتبطة بالمشاريع ذات الصلة، وكذا تفعيل مبادئ العدالة الاجتماعية والمجالية، وإشراك المعنيين بالأمر من الصناع التقليديين في كل ما يهم نقاشات وبرامج القطاع.