للموسم الثاني، عادت “مدرسة ماء العينين”، بالعاصمة الدلائية، أيت إسحاق، إقليم خنيفرة، لتستأثر باهتمام الفاعلين في الميدان التربوي والثقافي، وأولياء أمور التلميذات والتلاميذ، بعد الإعلان عن إصدارها العدد الثاني من مجلتها “مجلتي” السنوية، باعتبارها تجربة منفتحة على تفعيل أدوار الحياة المدرسية، وثمرة لمجهودات إبداعية تربوية وثقافية لتلاميذ المؤسسة، وتحت إشراف أساتذتهم ممن جعلوا من هذه المجلة دليلا متميزا على انخراط متعلمي المؤسسة في صلب التفاعلات التربوية والفرص الهادفة لصقل مواهب الطفل وتفجير طاقاته المتعددة.
وبعد تنظيمها، يوم الجمعة 9 يونيو 2023، لحفل بهيج تم فيه تقديم مجلتها المدرسية في عددها الثاني، أبرز مصدر تربوي من “مدرسة ماء العينين” أن العمل “يعد ثمرة جهود العاملين بالمؤسسة، أطرا إدارية وتربوية ومتعلمين، وبذلك استطاعت المؤسسة أن تحافظ على هذا التقليد السنوي، وتواصل إصدارها العدد الثاني من المجلة”، مؤكدا “حرص مكونات العمل الحفاظ على نسق سابقه في تنوع محاوره وتعدد مواضيعه بما يحقق الغنى والتنوع”، ذلك انطلاقا من إيمان هذه المؤسسة بأهمية الأنشطة الموازية في المنظومة التعليمية التعلمية.
حفل تقديم العدد الثاني، عرف حضور رئيسة مصلحة تأطير المؤسسات التعليمية والتوجيه، ذة. صفاء قسطاني، ومؤطرين من مؤسسة الإبداع الفني والأدبي تتقدمهم رئيسة المؤسسة، خدوج الجامعي، المبدع في الأدب الفرنسي ذ. حسن قندروش ومؤطر ورشة صوت وصورة ذ. محمد باحسين، علاوة على أطر مدرسة ماء العينين، وأساتذة مهتمين، وثلة من فعاليات المجتمع المدني ومن أمهات وأباء التلميذات والتلاميذ، حيث تخللت الحفل كلمات بالمناسبة، وفقرات تنشيطية من إبداع تلميذات وتلاميذ المؤسسة.
وبينما جرى توزيع نسخ من “مجلتي” على الحاضرين، لم يفت منظمي الحفل تتويج المناسبة بتكريم التلميذ علاء كومغار، الفائز بالمرتبة الثالثة والميدالية البرونزية في البطولة الوطنية لألعاب القوى المدرسية في مسافة 600 م، والتي أقيمت بأكادير، ما بين 25 و28 ماي 2023، ليختتم الحفل بتصريحات لمخرج “مجلتي”، ذ. عباس أدعوش، يؤكد فيها إصرار المؤسسة على مواصلة تجربة “مجلتي” بروح تربوية مفعمة بقيم المواطنة والتواصل بين الأجيال، وموجها شكره للمدير الإقليمي للتربية الوطنية على دعمه لطبع وإخراج العدد الثاني من المجلة.
وصدرت المجلة المدرسية “مجلتي” في حوالي 40 صفحة، من القطع المتوسط،بإخراج تقني جميل وتصفيف بالألوان، وموزعة على تسعة محاور، وكل محور بمفتاح عبارة عن حكمة ثقافية أو دينية وعلمية وتحسيسية، وعناوين: “آدابي وأخلاقي”، “من ثقافة بلدتي”، “أنا مواطن أنا مواطنة”، “صحتي وبيئتي”، “مهاراتي الحياتية”، “قصصي وأشعاري”، “رسوماتي وإبداعاتي”، “أنشطتي المدرسية في صور”، و”حكمي وألغازي”، وجميعها محاور ترنو في عمقها إلى غرس ما يمكن من القيم النبيلة في نفسية المتعلم.
ويتميز العدد الثاني من “مجلتي” المدرسية، بصفحات حاملة لإبداعات ومواضيع تاريخية وصحية وبيئية، ولحكايات ورسومات وإبداعات، ولحكم وأمثال، ولرياضية في تطرقها للمنتخب الوطني، دون أن يفوت المشرفين على المجلة تربية الناشئة على صون التراث المغربي الغني والمتنوع، من باب الذاكرة الثقافية والحضارية، وذلك بتضمين العدد الجديد من المجلة مواضيع تراثية من قبيل موضوع حول “المنسج”، وما يرتبط به من أدوات الغزل وصناعة الزرابي، وآخر حول “الطرز المغربي” والإبداعات اليدوية.
كما تضمن العدد الجديد مواضيع ميدانية سعت إلى بلورة شخصية التلميذ واكتسابه مهارات علوم الإعلام، من خلال لقاءات تلاميذية ببعض الأطر البنكية التي استقبلتهم بأسئلتهم حول ما يتعلق بالمعاملات المالية، فيما حمل ذات العدد مواضيع توعوية وتحسيسية حول سبل وأهمية حسن تدبير المصروف الخاص، من باب التمييز بين الحاجيات التي يمكن شراؤها والرغبات التي هي أشياء ثانوية غير ضرورية، فضلا عن موضوع آخر لا يقل أهمية، ويتعلق بمخاطر الحلويات والمعلبات، وغيرها من المواضيع التي تطرقت لمفهوم التعاون والبر بالوالدين مثلا.
وقد فات لمدرسة ماء العينين أن أطلقت، في حفل نظم يوم السبت 25 يونيو 2022، العدد الأول من مجلتها، في حين استهلت عددها الثاني بكونه “يسير على خطى لاحقه في تنوع محاوره وتعدد مواضيعه”، وكذا “حرصه على تناول مختلف الموضوعات التي لها علاقة بالطفل، من التعريف بأخلاق ديننا الحنيف والتذكير بثقافة بلدتنا”، و”معالجة قضايا انطلقت من الطفل لمخاطبة الطفل”، وقد تولى مسؤولية إدارة المجلة مدير المؤسسة، ذ. رحو حيسي، تحت الإشراف العام للأستاذ عباس أدعوش، مقابل لجنة للتصحيح والمراجعة مكونة من أستاذات وأساتذة المؤسسة.
أنوار بريس
أنوار سبور