بلدية سيدي بنور خارج أجندة المسؤولين بالاقليم

0

أنوار بريس: أحمد مسيلي

لايزال المواطن بمدينة سيدي بنور وبتعداد سكاني فاق ال 48000 نسمة حسب الاحصائيات الاخيرة يضرب الاخماس في الاسداس ينتظر ما يخبئه له القدر في ظل المعيشة المزرية التي تميزه عن بقية المواطنين في البلديات الاخرى وينتظر في مجلس بلدي علق عليه الآمال والاحلام ليصدم بواقع عمره اكثر من سنة منذ تنصيب هذا المجلس الذي بقيت وعوده مجرد وعود لاتسمن ولا تغني من جوع خاصة مع الحياة البدائية التي يحياها المواطن بهذه البلدية التي تضم باشوية و مقاطعتين فضلا عن كونها عاصمة الإقليم و قلبه النابض أرض الولي الصالح أبي النور التي تفتقر لجملة من النقائص بدء بالماء الشروب الى تهيئة منعدمة الى هياكل رياضية وشبانية وغيرها من النقائص التي فرملت قطار التنمية بها.

بنية تحتية مهترئة تثير غضب الساكنة

سيدي بَنُّور  تقعُ في سهولِ دُكَّالَةَ شمالَ غربِ المملكةِ ، وهي عاصمةُ إقليمِ سيدي بنور، أحدُ أقاليمِ جهةِ الدار البيضاء سطات و هي مِن أهمِّ مراكزَ منطقةِ دكالةَ، وأهمُّ مركزٍ حضريٍّ على الطريقِ الوطنيةِ السابعةِ، التي تربطُها بمدينةِ  مراكشَ البعيدةِ عنها بـحوالي125  كيلومترًا وتبعدُ عن اليوسفيةِ بـ50 كيلومترًا وعن الجديدةِ بـ70 كيلومترًا، وهما أقربُ المدنِ إليها .

لطرح المزيد من الانشغالات كافتقار العديد من أحياء مدينة سيدي بنور للتهيئة الحضرية إذا ما استثنينا الشارع الرئيسي بوسط المدينة ” الجيش الملكي “،حيث يأمل العديد من السكان من المجلس البلدي الجديد الذي يعولون عليه كثيرا بضرورة التدخل العاجل لانتشالهم من حياة الغبن ودائرة العزلة التي باتت عنوانا لمعاناتهم والتي تتقدمها انعدام التهيئة الحضرية بأحياء هذه البلدية لتتراكم مشاكلهم اليومية مع طرقات بعض الأحياء التي قال عنها المواطنين بأنها قد تصلح لكل شيء إلا للسير حتى على الأقدام فما بالك بالسيارات نتيجة الحفر المنتشرة هنا وهناك لتصبح مصدرا للغبار والأتربة صيفا و إلى برك مائية وأوحال يصعب تخطيها شتاء وبدرجة أكثر على المتمدرسين من تلامذة المدينة.

عديد الاحياء تفتقر للماء الشروب

من جهة أخرى عبرت ساكنة سيدي بنور في العديد من المناسبات و الوقفات الاحتجاجية عن استياءها من سياسة الترقيع والسير الى الوراء التي ينهجها المجلس البلدي و السلطات المحلية في معالجة مشكلة الماء الصالح للشرب التي يعاني منها الكثير في عدة احياء بعد ان عانت الامرين خلال هذه السنة و السنوات الفارطة حيث وحسب الكثير منهم فان حنفياتهم تصلها مياه تغيرت مداقها و لونها على حد قول أحد الساكنة فهي لم تعد تصلح ” حتى للوضوء” الامر الذي اجبر العديد منهم الى رحلة البحث عن قطرة ماء يسدون بها ظمأهم حماية لصحتهم و صحة أفراد عائلاتهم مطالبة في هذا الصدد من الجهات الوصية بالتدخل العاجل لأجل معالجة مياه الشرب و جعلها في متناول الجميع نظرا لعدم قدرتهم على شراء الماء المعدني و التفكير في مشاريع  من شأنها ان تضع حدا لمعاناتهم التي استمرت لسنوات.

الشباب ضائع بين الروتين ونقص المرافق الرياضية

أما بخصوص وسائل الترفيه فإن مدينة سيدي بنور لا تتوفر على هياكل ترفيهية تنتشلهم من حياة الروتين التي بات الكثير من شباب المدينة عرضة لها وهم الذين لم يجدوا بديلا لغيابها سوى المقاهي والشوارع ، إلا أنهم وحسب ما عبر به الكثير فإنهم ينتظرون الجهات المعنية لبرمجة ساحات لعب وأماكن ترفيهية تقي الشباب من حياة الشوارع.

تخيل ان بلدية بحجم مدينة سيدي بنور التي فاق عدد سكانها ال 48000 نسمة لا يملكون فريقا يمثلهم ضمن الأندية بالقسم الوطني الأول أو الثاني في كرة القدم او حتى الرياضات الاخرى وهذا بسبب اللا مبالاة بالرياضة و الرياضيين بصفة عامة و غياب النظرة المستقبلية لشاب المدينة و العجز المالي الذي حرمهم وحرم مواهبهم من تفجير طاقاتهم الرياضية …

كم استغلت جموع الشباب التي كانت متواجدة معنا فرصة تواجدنا لطرح المزيد من الانشغالات التي تهمهم كالبطالة خاصة في ظل انعدام ظروف الظفر بمنصب عمل لعدم وجود مشاريع الاستثمار حيث انحصر تفكير من تقلدوا تسيير شؤون المدينة في “العقار” ليبقى الشاب في هذه البقعة الجغرافية التي تسمى سيدي بنور او البلدية “المنهكة” كما يحلو لأحد أبنائها تسميتها بين فكي شبح البطالة والروتين ولا وجود لفرص العمل باستثناء العمل في مجال البناء أو الفلاحي خاصة وان المنطقة معروفة بطابعها الفلاحي في ظل غياب مصانع و معامل تنتشلهم من مستنقعات البطالة خاصة في أوساط خريجي الجامعات و حاملي الشهادات العليا الذين صرخوا وبأعلى اصواتهم  في أكثر من مناسبة لإنقاذهم من الضياع.

الكلاب الضالة تهدد سلامة سكان الاحياء

يشكو سكان عدد من الأحياء بمدينة سيدي بنور هذه الأيام من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم ، خاصة على المترددين على المساجد و التلاميذ و المارة إضافة إلى الإزعاج الذي يسببه نباحها المتواصل في الفترة الممتدة من منتصف الليل حتى طلوع الفجر، مما أثار مخاوف السكان خوفا من انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق الحيوان مادامت الظروف المناخية ملائمة وجعلهم يدقون ناقوس الخطر، مطالبين الجهات المعنية بضرورة القيام بحملة واسعة لتجميعها و خاصة وانها حسب الكثير اصبحت تهدد سلامتهم والتي ازدادت أعدادها في الفترة الأخيرة نتيجة التردي الكبير في محيط الأحياء من خلال الانتشار الواسع للقمامات وأكوام الأزبال .

لقد بات على من تحملوا مسؤولية تسيير و تدبير شؤون ساكنة سيدي بنور ، أن يفكروا مليا في حماية المواطن من الامراض و الأضرار و السهر على سلامته بانتشال الكلاب الضالة من الاحياء و الشوارع و حتى الطرقات ، و جعله يتنقل وسطها في أمن و أمان .

تحويل السوق الأسبوعي الى مركز الطويلعات

يُعقَدُ جنوبَ شرقِ مدينةِ سيدي بنور كلَّ يومِ ثلاثاءٍ سوقٌ أسبوعيٌّ يُعَدُّ أهمَّ الأسواقِ في دكالةَ وما حولَها. ولأهميتِه الاقتصاديةِ في المنطقةِ وارتباطِ سيدي بنور به ، يُعتبر سوق الثلاثاء بسيدي بنور من بين أكبر الأسواق الأسبوعية في المغرب ووجهة مهمة للعديد من تجار المواشي من مختلف المدن المغربية لما يتوفر عليه من جودة الماشية وتنوعها من ناحية العرض والطلب. يُعتبر ثلاثاء سيدي بنور مركزا رئيسيا لتزويد أنحاء عديدة من القرى والمدن وباقي الأسواق باللحوم الحمراء. هذا، ورغم أهميته، ما زال يفتقر لتدبير عصري وصحي لمرافقه المتهالكة، مع غياب تام للبنيات التحتية التي من شأنها الحفاظ على صحة وسلامة اللحوم، التي تنعكس جودتها على صحة المواطن. مع العلم أن مدينة سيدي بنور تُرتب ضمن المدن التي تعد مهدا لتربية الماشية بالمغرب وبحسب المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الدار البيضاء سطات، فإن 20 في المائة من المبادلات التجارية بقطاع الماشية تتم بسيدي بنور، لذا فالحالة التي يوجد عليها سوق ثلاثاء سيدي بنور تستدعي التدخل السريع من قبل المسؤولين، فجل مرافق السوق تنعدم فيها معايير السلامة الصحية .

في السنتين الأخيرتين ، انطلق نقاش حاد يتعلق بتحويل السوق الأسبوعي من سيدي بنور الى مركز الطويلعات بالجماعة الترابية المشرك ، و عقدت في شأن ذلك عدة دورات للمجلس البلدي السابق و الحالي ، تباين فيها الآراء ، فاذا كان أعضاء المجلس البلدي في الولاية السابقة قد صوتوا ضد ترحيل السوق الأسبوعي و خاصة رحبة البهائم ، فان الاصداء القادمة من تصريحات رئيس المجلس البلدي الحالي ، تعاكس ما سبق حيث خرج  أثناء الدورة الأخيرة بتصريحات توحي بالموافقة على ترحيل السوق الأسبوعي الى مركز الطويلعات ، الامر الذي جعل العديد من المتتبعين للشأن المحلي يتهمون الرئيس الحالي بمحاولة السطو على العقار ، الشيء الذي أكده في تدخلاته خلال انعقاد الدورة الأخيرة ، كما دفع بتنظيمات نقابية و جمعوية الى تنظيم وقفات احتجاجية مطالبة برحيل الرئيس الحالي و منددة بقرار ترحيل رحبة البهائم ، كما صدحت أصواتهم عاليا تدين الإجراءات التي ستحرم العديد من المواطنين الذين مصدر رزقهم هو السوق الأسبوعي…

المعارضة داخل المجلس البلدي بسيدي بنور ، نبهت الى الآثار السلبية لترحيل السوق الأسبوعي على مستوى المعيشة و كذا على مستوى مداخيل البلدية ، و الرواج الاقتصادي و التجاري ، داعين الى تأهيله و جعله في مستوى تطلعات الساكنة البنورية عوض ترحيله الى وجهة أخرى ، مذكرين كون مدينة سيدي بنور مرتبطة تاريخيا بسوقها الأسبوعي الذي يعد موروث ثقافي …