منطقة “إغربين” بميدلت ترفع من وتيرة احتجاجها على استمرار المسؤولين في تجاهل نداءاتها وشكاياتها

0
  • أحمد بيضي

أمام عدم اكتراث مسؤولي إقليم ميدلت بمطالب إنقاذ ضيعات التفاح بمنطقة إغربين، وانتشال هذه المنطقة من مظاهر الإقصاء والتهميش والعزلة، ومن تداعيات الجفاف على ساكنتها، ومما تعانيه من أوضاع اجتماعية واقتصادية وبنيوية صعبة، عادت فعاليات محلية للتعبير عن استنكارها الشديد حيال تجاهل المسؤولين لمطالب وتطلعات ساكنة هذه المنطقة التي تعد من أغنى قبائل الإقليم، إذ شددت مجددا على “ضرورة فك العزلة وتحقيق تنمية حقيقية تستجيب للتطلعات المطروحة”.

ولم يفت الفعاليات المذكورة الإشارة لسلسلة المقالات الصحفية التي تناولت وضعية المنطقة دونما آذان صاغية، ما جعل الجميع، بمن فيهم أفراد الجالية، يتساءلون عن “جدوى وجود عمالة بالإقليم ومجالس منتخبة وسلطات مسؤولة إذا لم يتم التفاعل المطلوب مع نداءات الساكنة؟، والجواب عن مصير ملايير القبيلة بصندوق مجلس الوصاية؟، وعن عدم قيام السلطات المختصة باعتماد هذه الأموال في فك العزلة وبناء سد على واد بوحافص وحفر الآبار للاستعمال الفلاحي وإنشاء تعاونيات سكانية لتحريك العجلة الاقتصادية؟.

وأكدت مصادر من الفعاليات المذكورة “قيام أبناء الجالية بوضع شكايات لدى الوزارات المعنية بغاية التدخل من أجل حمل شركات الاتصال الهاتفي على إحداث لاقط لتقوية التغطية بإغربين العليا، بكل من أيت حمو أو يوسف وأيت بوهراس التي تنعدم فيها خدمات الهاتف النقال”، ما يجبر عائلات المهاجرين والجالية المغربية المقيمة بالخارج على “عقد مواعيد مع أسرهم من أجل الصعود للجبال للتواصل الهاتفي”، وهو ما “لا يمكن القبول به في 2022″، حسب تعليق لأحدهم، بالأحرى الحديث عن معاناة الجميع في فصول الشتاء والبرد القارس.

وعلى مستوى آخر، أعربت مصادرنا عن تنديدها الشديد إزاء “عدم قيام عامل الإقليم بأية زيارة لقبيلة إغربين، رغم صدور أكثر من 10 مقالات صحفية حول الأوضاع التي تتخبط فيها المنطقة”، فيما اشتكى بعض أبناء الجالية والنواب السلاليين من “عدم توصل مجلس الوصاية بشكاياتهم المرسلة عبر البريد إلى مصلحة الشكايات بوزارة الداخلية، وكذا من عدم فتح أي تحقيق في ملابسات الطمس التي تعترض الشكايات المتعلقة بالمنطقة، بما فيها التي تم إرسالها عبر البوابة الإلكترونية لوزارة الداخلية”، ومنها المطالبة بالتحقيق في ملف “ترامي جماعة زايدة وغرباء ونافذين ووداديات على أراضي ومنازل إغربين السلالية بزايدة وإيتزار”.

ومن جهة أخرى، سجلت الفعاليات المحلية ومعها الجالية المقيمة بالخارج، حسب مصادرنا، مدى تجاهل المسؤولين لصرخات وشكايات الساكنة المرتبطة ب “التنمية القروية وفك العزلة وبناء سد على واد بوحافص، وتوسيع الطريق وبناء قنطرة جديدة بإزاتيمن للحد من الحوادث المميتة التي عرفها الموقع، مع إنشاء لاقط للهواتف النقالة وإصلاح مدرسة أيت منصور، وبناء روض ومستوصف قروي وتزويده بالأطر الطبية وسيارة إسعاف وتزويد تلاميذ إغربين بنقل مدرسي بين بوحافص وإيتزار، ورفع نسبة التلاميذ الحاصلين على منحة الأقسام الداخلية بإيتزار، وخصوصا في صفوف الفتيات لمحاربة الهدر المدرسي”.

وكم هو استغراب الجميع حيال ردود جهات حكومية ومجلس الجهة على شكايات الساكنة، سيما ردود “عدم الاختصاص”، ما كان بديهيا أن يضاعف استياء وامتعاض أبناء المنطقة، نظرا لكون التنمية القروية وفك العزلة من اختصاص مجلس الجهة”، وهناك شكايات إلكترونية موجهة إلى رئاسة الحكومة والأمانة العامة للحكومة ووزارات النقل والتجهيز والفلاحة وغيرها، فضلا عن المجلس الإقليمي لميدلت، وكلها “ظلت من دون جواب، ما جعل بعض أفراد الجالية يتساءلون: كيف يمكنهم الاستثمار أمام ظواهر الاستهتار والتجاهل؟، وأمام عدم تدخل المسؤولين للإنصات للساكنة التي قد تنتفض في أي وقت”.