عبد الحق أمغار،نبت من تربة الريف ويستحيل أن ترفضه هذه التربة

0

عبد السلام المساوي
أسرة مناضلة نزعت من عبد الحق للأبد الإحساس بالخوف والإستسلام …زرعت فيه الإمساك بزمام مسار حياته بكرامة وكبرياء ، والمضي قدما مهما صعبت المسالك …أسرة زرعت فيه الصمود والتحدي …تنفس عبق تربية هادفة ومسؤولة …تربية تعتمد الجدية والصرامة مرات وتعلن العطف والحب مرارا…
وفي البدء كانت الكلمة …كلمة ” اقرأ ” …وفي البدء عشق الطفل عبد الحق الكلمة وداعب القلم …عز عليه أن يسقط فيستجيب لطيور الظلام …وأن يرضخ لدعاة الجهل والتخلف …من هنا اقتحم قطار الدراسة بعزيمة وإصرار …إنه عنيد وطموح …إنه شامخ بشموخ جبال الريف..
يتصف بكل خصال الإطار السياسي والفاعل الإقتصادي التواق الى النجاح ؛ بخصال نظرية وسلوكية كاليقظة العالية والاحتراز ، والتقدم بخطوات محسوبة ، دون تسرع ودون تهور ، وتجنب السقوط في الاستفزاز ورد الفعل ، ورفض الانسياق وراء العواطف والأهواء مهما كانت نبيلة ، وتأهب دائم للمبادرة والفعل ، مسلح برؤية واضحة ، وبمنهجية علمية ، واقتراح حلول ومخارج ناجعة ، وامتلاك الحدس الذي يتجاوز ما هو كائن الى ما ينبغي أن يكون …
عبد الحق عقلاني فكرا ، براغماتي سلوكا ، يمقت الانفعالات والانسياق وراء الشعارات والوقوع سجين الحماس الزائد ..
من هنا كان النجاح في الدراسة وكان النجاح في الشغل …
تعطر بوعي رجولي مبكر ، وضرب في الأرض في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب ….
لقد وعى عبد الحق على أسرة ترعرعت في مدرسة سياسية وطنية ومقاومة ، إنها مدرسة الحركة الوطنيةالتي اعطت للوطن أجمل واحسن التجارب النضالية …
هو عبد الحق اذن ،نما وترعرع في أسرة وطنية مقاومة ، انه رجل ينتمي الى الجيل الذي رسم وما زال يرسم الى اليوم علامات وضاءة ليس من السهل أن يأتي الزمان بمثلها ، فهو جيل القيمة والقوة الفاعلة الذي حقق معه المغرب الشيء الكثير …
وحين بدأ تشكل الوعي السياسي والانخراط في الاختيار الصحيح …إختار ان يكون اتحاديا؛ اختيار النضال المؤسس على الإيمان بالمشروع الاشتراكي الديموقراطي الحداثي ، والمؤسس على نكران الذات والانفتاح على العالم….
عبد الحق منتوج اتحادي خالص ، ارتشف السياسة في مدرسة الشجعان … إطار مقتدر….
مناضل بقناعاته…وما اسهل تأقلمه في المجال اذا أراد بمحض إرادته ، دون أن يخضع لأي أمر او قرار …يحب الحرية بمروءتها ومسؤوليتها …ويقول لا للوصاية والتوريث ، لا لإعطاء الدروس بالمجان …لم يسقط سهوا على الإتحاد الإشتراكي … لم يسقط حسبا ونسبا …هو اتحادي ايمانا واختيارا …اكتسب شرعية الانتماء بالقوة والفعل ، وانتزع الاعتراف والتقدير بالنضال والتضحية ….
عبد الحق أمغار ابن الحسيمة …نبت في تربة هذا البلد …خرج من قاع الريف … منذ طفولته كان عبد الحق ممسكا بزمام مسار حياته ، حمل في صدره كبرياء القمم وإصرار الأنهار على المضي قدما مهما صعبت المسالك ، يشق مجراها بصبر وثبات…
بعد طفولة هادئة باللون الأبيض والأسود ، بالجدية وشيء من الشغب ،يصطحب ظله لمواجهة المجهول…لمجابهة المثبطات ، لعناق الأمل ، ودائما يحمل في كفه دفاتر وورودا ، وفي ذهنه أفكار ومبادرات ، وعلى كتفه مهام وأحلام ، فهو يكره الفراغ…إن الزمان الفارغ يعدي الناس بفراغه …وحين يكون الشعور هامدا والإحساس ثابتا ، يكون الوعي متحركا …وعي بأن الحياة خير وشر ..مد وجزر…مجد وانحطاط …ولكن هناك حيث توجد الإرادة ويكون الطموح …تكون المبادرة ويكون التحدي …تكون الطريق المؤدية إلى النتائج …ويقول عبد الحق” لا تهمني الحفر ولا اعيرها اي انتباه ” …
منذ بداية البدايات كشف عن موهبة تمتلك قدرة النجاح ،كفاءة بعنوان الذكاء والاجتهاد ، ويظل دائما ودوما متمسكا بطموح النجاح في الحقل الذي يؤثث مساره ؛ الأعمال والسياسة …
يكره الغدر والنفاق … يكره اللغة السوداوية والنزعة العدمية …يكره الأسلوب المتشائم ولغة الياس والتيئيس …لا…هو إطار جد متفائل ، والعينان تعبران بالابتسامة عن هذا التفاؤل …وهذا الطموح …وهذا الحب اللامشروط للحسيمة رغم الكآبة في السماء والأسى لدى الآخرين …قد يكون الماضي حلوا إنما المستقبل أحلى…
تقوم فلسفة عبد الحق في الأداء الحزبي على مبدأ الانتماء ، فهو مشبع بهذا المبدأ ويرى أن الشعور بالانتماء هو مكمن الإحساس بالمسؤولية ومحرك المردودية وحافز الغيرة على الوطن وبطارية المبادرة والتفاني في القيام بالمهام المطلوبة في خدمة الوطن….
لا يمكن أن يحشر عبد الحق في زمرة الانتهازيين ، فهو ليس منهم ، لأنها محصن ، ولكنه يعرف ان الطريق ألغام وكوابيس …وقائع وانفجارات ..دسائس واشاعات …لهذا يمضي بحكمة وثبات …يفضح الكوابيس وينبه الى صخبها …ينبه إلى الاغراءات ويحذر من مخاطرها …ليرتفع إلى مقام المسؤولية الملتزمة…هو مسقط الأربعة…
من هنا لم يكن صدفة ولا عبثا أن يختاره حزب الإتحاد الإشتراكي وكيلا للائحة الوردة في الأقتراع الجزئي بدائرة الحسيمة في 29 يوليوز …انه اختيار مؤسس على إمكانات الرجل ومؤهلاته …ومؤسس على تجربة ميدانية ناجحة بمجلس النواب في تجربة سابقة (2011) …إنه الرجل المناسب في المكان والزمان المناسبين…وهو ، هذه المرة لن يسترجع إلا حقا سرق منه في انتخابات 8 سبتمبر …
عبد الحق أمغار كفاءة تستحق تمثيلية الحسيمة في مجلس النواب …ولا شك أنه سيشكل قيمة مضافة لهذه المؤسسة التشريعية …ساكنة الحسيمة الأصيلة المتأصلة عبرت عن مللها وتبرمها من الوجوه المستهلكة والفاسدة …إنها تريد أن تمثل في مجلس النواب بكفاءات نزيهة وفاعلة ، وكذلك هو عبد الحق أمغار …