مراكش.. إدماج الطاقات المتجددة من أجل تدبير أكثر فعالية للطلب و تأمين الإمداد

0

مكتب مراكش : محمد المبارك البومسهولي / تصوير اسماعيل رمزي


تحت شعار”تنظيم منسجم لتسريع انتقال الطاقة بهدف تأمين الإمدادات”انعقد بمراكش يوم أمس الخميس 23 يونيو الجاري الاجتماع الثاني لورشة الرؤساء لجمعية هيئات تنظيم الطاقة بحوض المتوسط MEDREG بمشاركة رؤساء هيئات تنظيم الطاقة الأعضاء و عدد من الخبراء و الباحثين و المهنيين و الفاعلين في حقول الطاقة.

و استحوذ موضوع الانتقال الطاقي و قلق الإمداد في ظل وضعية جيوسياسية صعبة خاصة بأوروبا و انعكاساتها على سوق الطاقة الدولية، على تفكير المشاركين في هذه الورشة.

وحظيت التجربة المغربية باهتمام خاص في هذا الاجتماع، حيث استعرض عدد من الخبراء المغاربة محاور هذه الاستراتيجية و المكتسبات المتحققة منها التي تروم التقليل من الاعتماد على الطاقات الأحفورية المستوردة ، من أجل تحقيق السيادة الطاقية بما يعزز الأمن الاستراتيجي للبلاد. مبرزين أسس هذه الاستراتيجية التي ترتكز على تطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، لضمان الاستقلالية الطاقية والإسهام في تقليص الانبعثات الغازية، وذلك بالرفع من مساهمة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي بـ 52 في المئة في أفق سنة 2030.

و استفاض رؤساء MEDREG في مناقشة القضايا الملحة التي يواجهها قطاع الطاقة في البحر الأبيض المتوسط ​، كأمن الإمدادات ، وارتفاع الأسعار والتحول نحو الطاقة الخضراء. مؤكدين على أهمية تنفيذ التدابير التنظيمية التي تعزز دمج الطاقات المتجددة في مزيج الطاقة الوطني، إدراكًا للإمكانيات العالية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط ​​كمورد للكهرباء المتجددة (خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) ، حيث أن تغلغل مصادر الطاقة المتجددة هو أداة رئيسية تسهم في تأمين إمدادات الطاقة و في الجهود العالمية التي تدخل في مكافحة تغير المناخ. وشددوا على أن المستهلكين المطلعين والنشيطين شرط أساسي لأسواق الطاقة الفعالة والمستدامة. وهو ما يدعو إلى نشر الوعي حول الدور المهم الذي يلعبه المستهلكون كمستفيدين ومساهمين في إنشاء أسواق طاقة مستدامة في المنطقة المتوسطية .


و أكد المشاركون في الورشة إلى أن قطاع الطاقة يعرف حاليًا تحولًا كبيرًا يتضمن تحديات متعددة ، مثل ارتفاع الأسعار وأمن قضايا التوريد وزيادة فقر الطاقة ، فضلاً عن العديد من الفرص مثل الرقمنة في ضوء حزمة الطاقة النظيفة ، لتحقيق أهداف إزالة الكربون. مشددين على أن السياق الجيوسياسي الحالي الموسوم بتداعيات الحرب في أوكرانيا وتقلب الأسعار المرتفع في قطاع الطاقة يتطلب تعديلات سلوكية فورية وطويلة الأجل، إذ لا ينبغي للأهداف القصيرة المدى الضرورية من أجل حماية المستهلكين و تأمين الإمداد، أن تحجب الأهداف الأساسية للوصول إلى الاستقلال الطاقي و تحقيق انتقال طاقي عادل و شامل.


وتضم جمعية الهيئات المنظمة للطاقة في البحر الأبيض المتوسط MEDREG ​​، 27 منظمًا للطاقة من 22 دولة ، تغطي الاتحاد الأوروبي (EU) والبلقان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتعمل على تسهيل وتطوير مناهج وممارسات تنظيمية متسقة إقليمياً لتكامل سوق الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.


وتُروّج MEDREG لإطار تنظيمي شفاف ومستقر ومتوافق في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​، مما يعزز الاستثمار في البنية التحتية وحماية المستهلك وتعزيز التعاون في مجال الطاقة. كما تساعد أعضاءها في إصلاحاتهم التنظيمية، ودعم تطوير أطر قانونية وتنظيمية وطنية قوية.و تحفز الإصلاحات التنظيمية التعاون الإقليمي ، مما يساعد منظمي الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​على تبني ممارسات تنظيمية متقاربة تؤدي إلى توافق أكبر لأسواق الطاقة على المدى الطويل.