خنيفرة تحتضن “الملتقى الوطني الأول” لمنظمة جمع شمل الصحراويين

0
  • أحمد بيضي

بعد مضي أربعة أشهر فقط عن ميلاد فرع إقليمي بخنيفرة ل “منظمة جمع شمل الصحراويين الملكيين عبر العالم”، احتضنت هذه المدينة “الملتقى الوطني الأول”، تحت شعار “مستجدات القضية الوطنية واعتراف المملكة الإسبانية”، ذلك في حضور الرئيس الوطني للمنظمة، عمر الموادني، وكاتبها العام، محمد نابطي، إلى جانب رئيسة المكتب الجهوي، دة. فاطمة سكوري، فيما سجل اللقاء حضورا لافتا لمسؤولي وأعضاء عدد من المكاتب الإقليمية والجهوية للمنظمة، وللمواطنات والمواطنين المنحدرين من قبائل ومدن الصحراء المغربية، إلى جانب أطياف مختلفة، جمعوية منها، حقوقية ونقابية وسياسية ونسائية وإعلامية.

الملتقى الذي جرى احتضانه بالقاعة الكبرى ل “غرفة التجارة والصناعة والخدمات”، بخنيفرة، مساء السبت 18 يونيو 2022، لم يفت منظميه استقبال الضيوف والمشاركين بأزياء زيانية وصحراوية في دلالة قوية للعلاقات التاريخية التي تربط الأطلس المتوسط وقبائل زيان بالصحراء المغربية، قبل أن يرفع الستار بكلمة لرئيس المكتب الإقليمي للمنظمة، بوجمعة اعبيدة، الذي وصف المحطة ب “صلة الرحم”، ومجددا تأكيده ب “أن الوطن لا يباع ولا يشترى، وأن القضية الوطنية ليست للمزايدات ولا للابتزازات”، فيما شدد على “اعتزاز كل الصحراويين بالعيش في كل بلادهم الواحدة من طنجة إلى الكويرة”، ومبرزا مدى حاجة الوطن للتلاحم والإجماع حول قضيته الأولى.

أما الرئيس الوطني لمنظمة جمع شمل الصحراويين الملكيين عبر العالم“، عمر الموادني، فحرص في مستهل كلمته على “أن الدفاع عن الوطن هو أمانة في كل أعناقنا”، ليبرز “مدى الحضور المتميز الذي باتت تحتله المنظمة، في زمن قياسي، على الخريطة الوطنية والعالمية، وجمعها لكفاءات وازنة وفعاليات مدنية مسؤولة من باب تعزيز الدفاع عن مغربية الصحراء وتحسيس الرأي العام بدور المجتمع المدني في الترافع عن القضية الوطنية”، دون أن يفوته التذكير بعدد الفروع التي جرى تأسيسها وهي 164 وطنيا و31 دوليا، فيما أوضح أن المنظمة تواصل سعيها إلى تنزيل الأهداف السامية التي رسمتها، وكذا التأطير وترسيخ المواطنة.

وفي ذات السياق، أعرب الرئيس الوطني عن اعتزازه بارتفاع عدد القنصليات التي فتحت أبوابها بأقاليمنا الجنوبية إلى 24 قنصلية أكدت دعمها القوي لسيادة المغرب على صحرائه ووحدته الترابية، ما دل على “مصداقية وقوة الطرح المغربي، والمتمثل في الحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية”، فيما لم يفت عمر الموادني دعوة المنتظم الدولي ب “ضرورة الاهتمام بمخيمات العار وإحصاء من هم مغاربة ومن هم غير مغاربة، مع إعطاء حرية العودة لأرض الوطن”، ومشيرا للانتهاكات القمعية والجرائم المتمثلة في تجنيد الأطفال وإذلال النساء بهذه المخيمات، ليختم كلمته بعمل المنظمة لاحقا على “دعم مطالب تحرير الصحراء الشرقية بعد تحرير الغربية للبلاد”.

ومن جهته، أشار الكاتب العام الوطني، والناطق الرسمي للمنظمة، محمد نابطي إلى “ما تسعى إليه المنظمة من توعية المواطن المغربي بقضية الصحراء المغربية”، ومبرزا “دلالة اعتراف الدول العظمى بمغربية الصحراء، ومدى نجاح السياسة والدبلوماسية المغربية في إقناع هذه الدول بمشروعية ووجاهة ومصداقية الحق المغربي على أراضيه، ومن هذه الدول الولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا”، فيما سجل نابطي مدى “تمكن المغرب من لعب دوره الريادي لترسيخ مكانته إقليميا ودوليا، إلى حين أصبح قوة إقليمية”، فضلا عن وصف المنتظم الدولي لمبادراته المتسارعة، لحل نزاع الصحراء، بالأكثر جدية وواقعية.

ومن بين تدخلات الحاضرين، مداخلة لمواطن ينحدر من قبيلة تيدرارين، والذي انطلق في كلمته من توجيه تحيته ل “أبناء الأمازيغ الذين احتضنوا أجدادهم القادمين من المشرق إلى المغرب، حيث استوطنوا الصحراء المغربية، وتمتد قبيلة أولاد تيدرارين في الخرائط القديمة من شمال موريتانيا إلى مراكش، ومركزها في مدينة بوجدور، حيث توجد مدافنها، ويطلق على أولاد تيدرارين في بعض الوثائق القديمة أبناء اعز نسبة إلى جدهم أبي يعزى (مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة)، والجد المؤسس والأب الكبير للقبيلة هو شيخ أولاد تيدرارين الولي حنين، وجده كان من ضمن الفاتحين الذين شاركوا عقبة بن نافع في حملته الأولى سنة 662 ميلادية.

وقد تم تتويج الملتقى بالإعلان عن تكريم أربعة أشخاص من قبائل صحراوية مختلفة (مساعد الإدريسي للا رقية، خليفة التكني ومحمد الرمضاني) إضافة لفاعل مدني (عبدالكريم فهيم)، سلمت لهم هدايا وتذكارات، فيما لم يفت المنظمين توزيع شهادات تقديرية على شخصيات وفعاليات مدنية محلية اعترافا بما أسدوه للبلاد والمنطقة، وللمجتمع والقضايا الوطنية، من أعمال وخدمات في مجالات مختلفة، ذلك قبل تعزيز البرنامج بجولة سياحية على شرف عدد من ضيوف الملتقى، شملت منتجع “بحيرة أكلمام أزكزا”، والتي تم الاطلاع بها على ما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية خلابة، ليسدل الستار على الملتقى ب “جلسة مناقشة” بمنتجع أروكو.