بين تثمين المدينة العتيقة وأبواب مكناس التاريخية الموصدة.

0

يوسف بلحوجي

يعتبر برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة مكناس من أهم البرامج الملكية الذي استقبلته ساكنة العاصمة الإسماعيلية بالكثير من البهجة والارتياح، خصوصا بعدم تلقيهم من قبل صدمة لم تكن في الحسبان جراء عدم إدراج مدينتهم ضمن الاتفاقية الأولى التي تم التوقيع عليها بالرباط شهر ماي 2018.

وإذا كان التوقيع الملكي على اتفاقية الشراكة لتمويل برنامج تثمين المدينة العتيقة مكناس 2019-2023 بقيمة مالية تبلغ 800 مليون درهم، يندرج في إطار الجهود المبذولة، الرامية للمحافظة على المدن العتيقة وتثمينها بعدد من مدن المملكة ، ويهدف إلى خلق منتوج سياحي متميز يهم تهيئة الساحات (الهديم – لالة عودة …)  وترميم الأبواب والأسوار التاريخية، وتشوير الأزقة والمسالك والساحات وسط المدينة، من خلال وضع لوحات تشويرية وشاشات تفاعلية، وترصيف الأزقة والمسالك،  فإن الأشغال بهذا الورش الملكي لا زالت متعثرة بمكناس وتواجه انتقادات جمة من لدن المتتبعين والمختصين في الحفاظ على التراث المادي واللامادي الغني والمتنوع بعاصمة المولى إسماعيل.

ويأتي على رأس الانتقادات أبواب مكناس التاريخية التي أغلقت دفعة واحدة ولا زالت موصدة في وجه المواطنين والزوار والسياح، ما أربك حركة السير والجولان بالمدينة، تولد عنه ازدحاما واختناقا غير مسبوق بمكناس، زادتها عملية الولوج إلى أحياء المدينة العتيقة صعوبة وتعقيدا، تغيرت معه خطوط النقل الحضري وسيارات الأجرة والنقل والمدرسي والعمومي ا فرض عليهم تحويل مسارهم زاد من معاناة الوافدين على المدينة، انعكس سلبا على الحركة التجارية بها وتسبب في خسارة للتجار والمحرفيين يصعب تداركها.

وإذا كان القطاع السياحي بالمغرب قد تضرر بشكل كبير من جائحة كورونا واستبشر العاملون به خيرا من العودة إلى الحياة بشكل شبه طبيعي، خصوصا بعد التحرر من قيود الطوارئ الصحية وفتح حدود المملكة البرية والبحرية، فإن ذات القطاع والمرتبطين به من المرشدين السياحيين، والمطاعم التقليدية بالمدينة العتيقة، والصناع التقليديين، والحرفيين لا زالوا يشتكون من تعثر الأشغال وإغلاق المعالم التاريخية للمدينة بصفة عامة والأبواب التاريخية على وجه الخصوص. وتساءل العديد منهم عن الجدوى من الدراسات التي تسبق الأشغال، وإن كان من المعقول إغلاق جميع أبواب مكناس التاريخية دفعة واحدة دون مراعاة لخصوصية الأماكن وحساسيتها.

فهل يا ترى تتدارك الجهات المعنية والمسؤولة عن برنامج تثمين المدينة العتيقة لمكناس التأخير في الأشغال وتعمل بعقلانية وفق مدة زمنية تتماشى ودفتر التحملات، ودون فرض سرعة لإنهاء الأشغال وفق الأجندة المرسومة قد تعود سلبا على المشروع برمته الذي يهدف من بين ما يهدف إليه تأهيل المدينة العتيقة وجعلها قطبا سياحيا يساهم في تحريك عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

وجدير بالذكر إن الأبواب التاريخية التي يشملها الترميم بمكناس هي : باب منصور – باب الخميس – باب البرادعيين – باب جامع الأنوار – باب الرايس (باب الريح) – باب وبرج بني امحمد – باب تيزيمي الصغيرة – باب الدار الكبيرة – باب الرحى – باب الجديد – باب القصدير – باب الحجر – باب المرس وباب بريمة.