مسجد محمد السادس بوجدة ؛ هنا معبد الروح فطوبى للداخلين

0

عبد السلام المساوي
يمثل المسجد أهمية كبيرة في الإسلام ، وله منزلته العظيمة في المجتمع المسلم ، وقد نوه القرآن الكريم بالمسجد ومكانته ، فقال عز وجل : ” في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح لها فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقام الصلاة ” .
ان المسجد ركن من أركان الحياة الإسلامية، ولذلك نجده حاضرا في حياة المسلمين منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، يؤدون فيه صلواتهم ، ويعرفون أمور حياتهم في أحوال السلم والحرب ، ويتعارفون فيه ، فيجمع شملهم ، ويقوي صفوفهم ، وفيه يجد المسلم الأمان والمساواة والموعظة الحسنة والطمأنينة النفسية والطهارة الروحية ، وغير ذلك من القيم الجميلة التي شرعها الإسلام .
ولصلاة الجماعة في يوم الجمعة منزلة كبرى في مجال العبادة ، ولذلك يحرص المسلمون ، صغيرهم وكبيرهم ، على الذهاب الى المسجد لنيل أجر صلاة الجماعة في أبهى الحلل امتثالا لقوله تعالى : ” يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ” سورة الأعراف الآية 29 ، ولقوله تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا لذكر الله ، وذروا البيع ، ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ، فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله .” سورة الجمعة ، الآية 9 – 10 .
مسجد محمد السادس بمدينة وجدة ، والذي قام بتدشينه صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الجمعة 24 رجب 1433 هجرية الموافق ل 15 يونيو 2012 ، تم تشييده من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لينضاف بذلك الى المساجد التي تزخر بها مدينة الألفية .
ولقد شيد مسجد محمد السادس على قطعة أرضية مساحتها 12000 متر مربع . ويضم المسجد ، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 3000 مصل ومصلي ، جناحا خاصا بالنساء وخزانة وقاعة لتحفيظ القرآن وسكن للإمام وآخر للمؤذن .
جمع مسجد محمد السادس بين الجمالية والفن ، جمالية في النقش والزخرفة ، والفن في العمارة الإسلامية التي تجسدها مساجد وجدة ؛ فن أصيل يجمع بين العمارة الأندلسية والمغربية الأصيلة ، ليخلق ذلك التمازج تحفا جمالية وفنية تزداد بهاء عندما تتداخل مع الأنوار الايمانية كما هو الشأن في هذه الليالي الرمضانية ، حيث يشعر الصائم القائم بالطمأنينة ، والخشوع في أجواء روحانية تستظل بتراتيل قرانية تحيي النفوس ، تراتيل لمقرئين شباب اصبت تتميز بهم مدينة وجدة ، التي أصبحت ، بالإضافة، الى كونها مدينة المساجد ، أيضا مدينة المقرئين ؛ مقرئين تخرجوا من مدرسة البعث الاسلامي بوجدة على أيدي كبار العلماء والفقهاء .