كجمولة بوسيف خنساء الصحراء

0

عبد السلام المساوي
المرأة تستحق ألف شكر ، ألف تحية ، ألف احترام وتقدير هي كجمولة بوسيف ، وحدها ولا أحد غيرها ؛ الأنافة هي العنوان والشموخ سيد الميدان …والعينان ضاحكتان تعبران بالابتسامة عن حبها للوطن ، عن حبها للاتحاد الاشتراكي …نجمة الملتقى الدولي للتضامن المناخي الذي استضافته الشبيبة الاتحادية في مراكش ؛ هكذا تكلمت صابرينة …
كجمولة امرأة بألف رجل ؛
يحق لنا أن نبتهج أن هذه الأرض أعطت هكذا ثمار….أعطت كجمولة بوسيف …هي امرأة استثنائية بنجاحها … هي امرأة نبتت في تربة هذا البلد، خرجت من المغرب … من صحرائه …. المرأة التي انسلت منسحبة من الأضواء إلى التمدد في احترامنا لها، هي من ملأت حياتها بلا دوي، بالوقوف هادئة في مواجهة الصخب ….صخب وأهام أعداء وحدتنا الترابية …فتيحة وليس أحد غيرها … لا تزاحم أحدا على “مساحة” ولا على “تفاحة”… بإرادتها وإصرارها تنسج نسيجها المميز.
كعادة ألأنهار، تنزل من القمم لتسقي السهول، انحدرت كجمولة من جهة الداخلة وادي الذهب، لتصبح منذ طفولتها امرأة ممسكة بزمام مسار حياتها، حملت في صدرها كبرياء القمم وإصرار الأنهار على المضي قدما مهما صعبت المسالك، تشق مجراها بصبر وثبات، إذ لم يكن من السهل على يافعة مثلها أن تلتحف أحلامها وتنتعل طموحها، وتتعطر بوعيها الوطني المبكر، وتضرب في الأرض ” منتصبة القامة مرفوع الهامة “؛… محصنة أخلاقيا وفكريا … الكفاءة هي العنوان.
تتميز كجمولة بأنها متعددة الميزات، ولا فرق بين مميزاتها … إنها تعترض ولا تعارض، تفعل ولا تقول، تواكب ولا تساير … تنضبط ولا تخضع، ضمير لا يدعي الحكمة … وطنية خام ومواطنة أصيلة … وفية للملكية، للمشروع والنشيد، للشعار والمبدأ …. استثناء في زمن الكائنات المتناسخة … مترفعة في زمن التهافت … طموحة … ولها من الكفاءات والقدرات ما يجعل طموحها شرعيا ومشروعا..
وهي طفلة، وهي تنمو، نما فيه حب الوطن والانخراط في تنميته … مستعدة لتخسر كل شيء إلا وطنيتها… مستعدة لتتنازل عن كل شيء إلا أنها صحراوية مغربية.. إنها كالنهر يعود إلى نبعه والماء الى مصبه الطبيعي….
اقتحمت كجمولة الوجود بكثير من الارادة وبكثير من الأمل …تأتي في زمن مغربي صعب وعسير … كجمولة تمتلك فن صيانة الذات ، الاعتماد على النفس ، مقاومة كل الأنماط الاستسلامية الارتكاسية في الوجود….قد يكون الميلاد حلوا …انما المستقبل أحلى …تأتي فتيحة لتكسر الصمت وتحطم المألوف ، لتخرج عن المعتاد وتدمر سلطان العادة الطاغي ، لترفض الجهل والخنوع وتناضل للعدالة والكرامة …لتسمو عن دونية الحريم وخسة ” العيالات والولايا ” وتعانق شموخ الانسان وكبرياء المرأة…
شموخ امرأة ؛
منذ بداية البدايات عشقت الكلمة وداعبت القلم …عز عليها ان تسقط فتستجيب لطيور الظلام …عز عليها ان تخفي وجهها الصبوح بأقنعة قذرة …لم تطق لها سقوطا لهذا اقتحمت قطار الدراسة مهما غضب السيد والجلاد …أصرت على ان تبقى الراية مرفوعة والوردة مزهرة حتى وان كان الزمن زمن جهل ورداءة …اذن فلا خوف علينا اذا ادلهمت بنا الافاق من ان لا نجد امرأة مقتدرة تنبهنا وتهدينا …فان كجمولة التي أطلقت في زمن الصمت صرخة ، قادرة على جعل الناس يعشقون الوطن…
تتصف كجمولة بكل خصال الاطار السياسي التواق الى النجاح ؛ بخصال نظرية وسلوكية كاليقظة العالية والاحتراز ، والتقدم بخطوات محسوبة ، دون تسرع ودون تهور ، وتجنب السقوط في الاستفزاز ورد الفعل ، ورفض الانسياق وراء العواطف والأهواء مهما كانت نبيلة ، وتأهب دائم للمبادرة والفعل مسلحة برؤية واضحة ، وبمنهجية علمية واقتراح حلول ومخارج ناجعة ، وامتلاك الحدس الذي يتجاوز ما هو كائن الى ما ينبغي أن يكون …
كجمولة عقلانية تكوينا ، براغماتية سلوكا …من هنا كان النجاح في المهنة ؛ …في المسؤولية والمهمة..
وعي مبكر؛
تنتمي كجمولة الى جيل شباب ما بعد الاستقلال الذي رسم ولا زال يرسم الى اليوم علامات وضاءة ، ليس من السهل ان يأتي الزمان ها….ضربت في الأرض في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب …في سن مبكرة بدأ تشكل الوعي والانخراط في الاختيار الصحيح …اختارت ان تكون مواطنة منتجة؛ اختيار النضال المؤسس على الإيمان بالمشروع التنموي الديموقراطي الحداثي الذي يقوده جلالة الملك، والمؤسس على نكران الذات والانفتاح على المواطنين ….
اعلنت انتماءها العضوي لقضايا مواطني الصحراء المغربية …مناضلة فاعلة ومبادرة ؛ حضورها في الميدان …في الفضاء …في المجتمع…يؤكد سمو الفكر ورفعة الاخلاق….
لم تسقط سهوا على الشأن السياسي …هي فاعلة ايمانا واختيارا …اكتسبت شرعية الانتماء بالقوة والفعل ، وانتزعت الاعتراف والتقدير بالنضال والتضحية …انطلقت من القاعدة ….تدرجت صعودا وتربعت في قلوب ساكنة الداخلة ووادي الذهب …العصافير تكن لها الحب الصافي الصريح.
مبدأ الانتماء ؛
تقوم فلسفة كجمولة في النضال السياسي على مبدأ الانتماء ، فهي مشبعة بهذا المبدأ وترى أن الشعور بالانتماء هو مكمن الإحساس بالمسؤولية ومحرك المردودية وحافز الغيرة على الوطن وبطارية المبادرة والتفاني في القيام بالمهام المطلوبة ، بل إنها تعتقد واثقة ان الانتماء الحقيقي للوطن يبدأ من الانتماء الصادق للمؤسسة التي تمثل حقل خدمة الوطن…ومن الصحراء المغربية نبدأ ….
تنتمي مطاوعة لكنها لا ترضخ ؛
ان السياسة هي فن المراكمة الصبورة وتحضير الطفرات النوعية بالعمل الطويل النفس الخاضع للتقييم الدوري ، لا الاستاذية المتعالية على واقع السياسة المعطى تاريخيا ، هنا والان ، وعبرة السياسة الحقيقية هي بنتائجها وليس بالنيات وان كانت للنيات وجاهتها الأخلاقية.
لحسن حظنا لم يعد هناك ذو عقل بعد كل هذا ، ان يعلو كرسي الاستاذية ليفتي الفتاوى ويوزع النقط والميداليات ويقرر في لائحة الفائزين والراسبين في مسار بناء الديموقراطية ..
كجمولة بوسيف مواطنة وطنية…مغربية أصيلة متأصلة انها صحراوية تنتمي مطاوعة لكنها لا ترضخ …اختيارا لا قسرا …تنسجم بيد أنها لا تذوب …..انها أصيلة…
كجمولة تتصف بكل خصال المرأة الصحراوية المغربية الأصيلة…بسيطة ومتواضعة، كريمة وصادقة، مخلصة ووفية ؛ وفية للوطن ، وفية للتاريخ ، للأصدقاء….نزيهة فكريا وأخلاقيا …طاقة جبارة على التعبئة والنضال في مختلف الواجهات….
عقلانية فكرا وممارسة ، العقل معيار الحقيقة ، العقل منهج لمحاربة التضليل والتشكيك …تمقت الانفعالات والتفكير بالعاطفة والانسياق وراء الشعارات والوقوع سجينة الحماس المرضي …تؤمن بان التاريخ يصنع ، ولا ينتظر المنتظرين والمتفرجين ، فإما أن ننخرط فيه ، وندقق كيفية وطريقة الانخراط والا أصبحنا متجاوزين ، سلبيين وعدميين….
الأناقة هي العنوان ؛
كجمولة تعانق عمر الزهور ، محتفظة ببريقها وديناميتها ، باناقتها وتالقها ، فكجمولة التي تمرست بنضالات الالتزام الجمعوي والسياسي ومسؤوليات العمل المهني ما زالت متمسكة بوهج الحياة …صفة الشباب تلازمها اينما حلت وارتحلت…فاعلة ديناميكية…تتمتع بخاصية فريدة في التواصل والمرح التي لا تخفي جديتها وصرامتها ،تتميز بحسن الدعابة بالرغم من انها تقتصد في ابتسامتها…عنيدة مثل جغرافية المغرب وشجاعة بنات الصحراء المغربية….
انسانة بشوشة في طيبوبتها ، وطيبة ببشاشتها …قوية بهدوئها ، وهادئةبقوتها …هكذا كما نعرفها، اسمها كجمولة …اجتماعية بطبعها…وما اسهل تاقلمها في المجال اذا ارادت بمحض إرادتها ، دون أن تخضع لأي أمر او قرار …تحب المبادرات والأعمال التضامنية …وتقول ” لا ” لإعطاء الدروس بالمجان…