محمد أمرصيد من خنيفرة، رسام يعتمد على القلم الجاف فقط

0

أحمد بيضي

موهبة فنية تجسدت في شاب ينحدر من خنيفرة، اسمه محمد أمرصيد، استطاع بإحساسه القوي أن يفرض نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويجلب إليه إعجاب الكثيرين، من خلال أعماله التي لا يعتمد فيها إلا على الأقلام الجافة والأوراق البيضاء، ويُبدع بها في رسم بورتريهات أقرب ما تكون حقيقية بكامل ملامحها وتفاصيلها، وبغريزة فنية حاملة لروح من الدقة والمهارة، قرر أمرصيد الاستمرار في مشواره الفني رغم انتقاله إلى العاصمة الإسماعيلية واشتغاله بها، وعمره حاليا لا يتجاوز 24 ربيعا، ويطمح كل يوم إلى إنشاء معرض يعرض فيه كل رسوماته.

ولما سألناه عن سبب ميوله للرسم بالقلم، رأى أن “الفن له أساليبه المتعددة وأنماطه المختلفة، سواء بالفرشاة والألوان، الفحم، قلم الرصاص وغيره، ولكل رسام نمط معين يجد فيه نفسه، وبالنسبة إليه، وجد ذاته صدفة في اتجاه الرسم بالقلم الجاف”، حيث فات له أن رسم بقلم الرصاص، ما منحه تجربة هامة، غير أنه لم يكن مقتنعا حينها برسوماته نظرا لما كان “يتملكه من هوس وإصرار على الدقة، ولطالما كان طموحه يكبر للوصول إلى مستوى أكثر واقعية”، الأمر الذي أخذ به لخوض غمار الرسم بالقلم الجاف، بعد تأثره بعدة رسامين في هذا النمط.    

وعن الرسم بالقلم الجاف، لم يفت الفنان الشاب محمد أمرصيد القول بأن هذا النوع من الرسم “لا يكلف كثيرا على المستوى المادي إلا أنه يضاهي أدوات احترافية في الجمالية، ويلعب دور عدة أقلام في قلم واحد، فقط شرطه الأساسي هو التمكن من مداعبة اليد بصبر وثبات، ووعي بأسرار الخطوط والتفاصيل”، وبينما أكد أنه لم يبلغ الاحترافية وهو يحاول تطوير عمله، تمت مساءلته حول مدى ميوله للفن التشكيلي؟، فأوضح أن “جل طرق الرسم تستهويه، وتكون لديه طرق وأساليب ومدارس هذا الفن”، وقد سبق له أن مارس الفن التشكيلي واكتسب منه عدة معارف ومهارات، مضيفا أن له ميولات أخرى كالتصوير الفوتوغرافي والتصميم والمونتاج.

وعن زمن ميوله للرسم، قال محمد أمرصيد بأن اكتشاف نفسه في الرسم بدأ مع مرحلة الدراسة بالابتدائي، حيث كان مولعا بمشاهدة الرسوم المتحركة التي “لم يعد يكتف بمتابعتها بل أخذ في محاولة رسم شخصياتها على الورق، ومنها إلى محاولة رسم الأشياء والمناظر الطبيعية والوجوه المحيطة به، قبل الوصول إلى رسم البورتريهات بمتعة المهارة وصقل الموهبة”، ليختار بقلمه الجاف طريق مختلف عن غيره من الرسامين.

في حين لم يفته القول بأنه “رغم كونه عصاميا، لم يدرس الفن أو يتلقى تكوينا فيه بحكم مسالكه المنعدمة بقرية صغيرة كأجلموس”، ناهيك عن “عدم توفر فضاءات لاحتضان المواهب”، اختار طريق التكوين الذاتي وعينه على مستقبله المنشود، والانكباب على قصص وأعمال الفنانين الكبار والتواصل مع الفنانين المحليين، أحدهم ابن البلدة التي ترعرع فيها، له تجربة واسعة في الجداريات.