جمعية علوم الحياة والأرض، في خنيفرة، تدخل “الأسبوع الأخضر” من باب استعراض أنشطتها وتجديد مكتبها المسير

0
  • أحمد بيضي

تزامنا مع انطلاق “الأسبوع الأخضر 2022” الذي قررت “جمعية مدرسي علوم الأرض والحياة بالمغرب”، تنظيمه من 22 إلى 29 يناير، عقد فرع خنيفرة لهذه الجمعية جمعه العام، مساء السبت 22 يناير 2022، من أجل تجديد مكتبه المسير، في حضور عدد لافت من الفعاليات الجمعوية، التربوية، الثقافية، إلى جانب أعضاء الجمعية المنظمة، حيث تم استعراض التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما بالإجماع، قبل انتقال الجميع لعملية التجديد التي أسفرت عن انتخاب 15 عضوا أجمعوا على رئاسة الفاعل المدني ذ. أحمد حميد خلفا للجمعوي ذ. الجيلالي آيت الجيلالي، ليتم بعدها تنظيم خرجة بيئية احتفالية تحسيسية ما بين أجدير وأكلمام.

الجمع العام افتتحه ذ. أحمد حميد، بصفته عضوا بالمجلس الوطني للجمعية، بكلمة انطلق فيها من توجيه تشكراته لعموم الداعمين والمدعمين للجمعية، وللمتدخلين والشركاء، بمن فيهم الداعمين من خارج الوطن الذين يفرضون على الطرف المستفيد من الدعم الاجتهاد المنتج والعمل الميداني، مؤكدا “أن مسؤوليتنا صارت أكبر منا مع ما يستدعيه ذلك من حفاظ على المستوى”، ومبرزا مدى الوتيرة التي كانت تجتهد بها الجمعية رغم ظروف الجائحة، فيما أشار ذ. أحمد حميد، في مداخلته المرتجلة، إلى ما قامت به الجمعية من مشاريع كبرى لا تقل عما تم تفعيله على مستوى بعض الواحات المعزولة بالأراضي القاحلة.

وفي سياق آخر، توقف ذ. أحمد حميد عند عدة نقاط، منها مثلا تناوله لعلاقة السياسي بالجمعوي، بالقول إن “غالبية المشتغلين في الحقل الجمعوي هم سياسيون”، إلا أنه وضع ما يميز بعضهم عن البعض، بالتأكيد على “وجود السياسي والسياسوي”، وكيف أن جمعيته “تشتغل في حدود اختصاصها، وضمن الأهداف التي أنشئت من أجلها بكل شفافية على مستوى برامجها وحساباتها المالية”، قبل تطرقه لشبكة من الجمعيات التي يتجاوز عددها ال 800 جمعية وطنيا، والتي تترافع في المجال البيئي وتشتغل على تبليغ رسائلها لمراكز القرار، بأشكال رسمية، في ما يتعلق بأضرار التلوث، التنوع الإيكولوجي، المنتزهات، المناطق الرطبة، المياه والغابات وغيرها.

أما الرئيس السابق لفرع خنيفرة ل “جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض بالمغرب” ذ. الجيلالي آيت الجيلالي، فتقدم للحضور بالتقرير الأدبي الذي استعرض من خلاله تفاصيل ما قامت به الجمعية من أنشطة وبرامج ومبادرات، على طول ولايته، انطلاقا من الأنشطة التي تم تفعيلها خلال سنة 2019، ومنها المنظمة في اليوم العالمي للغابة (21 مارس)، من خلال حملة تحسيسية وعروض حول التغيرات المناخية ودور الغابة في الحفاظ على التوازنات الطبيعية، فضلا عن حملات تحسيسية بأهمية الغابة، بشراكة مع عمالة اقليم خنيفرة والمديرية الإقليمية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لخنيفرة،

كما لم يفت ذ. آيت الجيلالي التوقف عند “الأيام البيئية” التي نظمتها الجمعية في نسختها السابعة، من 21 إلى 23 يونيو 2019، تحت شعار “السياحة المستدامة بإقليم خنيفرة نحو مقاربة تشاركية لتدبير المواقع السياحية وتثمينها”، بحضور كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة، وأعضاء من المكتب الوطني، وخبراء ومشاركين وطنيين ومحليين، وهي التظاهرة التي تجري بشراكة مع المجلسين الإقليمي والجماعي لخنيفرة، مجموعات الجماعات الأطلس، والمدرسة العليا للتكنلوجيا، فيما تمت الإشارة لدورة تكوينية تم تنظيمها لفائدة المترشحين لمباراة أطر الأكاديمية، ثم أخرى لفائدة منشطي الأندية البيئية والصحفيين الشباب حول مخاطر الأكياس والنفايات البلاستيكية.

وبينما أعرب عن تأسفه حيال “غموض عدم تفعيل شراكة تسيير متحف من جانب الجهات المعنية والأطراف الموقع على الشراكة”، أشار المتدخل لعضوية الجمعية في هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع، ولمشاركتها في الدورة التكوينية للمرصد المغربي للبحث والتكوين TICE خلال الدورة الخامسة التي كانت في موضوعla vidéo pédagogique: de la scénarisation à l’usage، كما في الأيام الجامعية بأزيلال، وأنشطة للمدرسة العليا للتكنلوجيا بخنيفرة وأحياء شعبية، إلى جانب انخراطها في “الأسبوع الأخضر” كتظاهرة وطنية ستستمر إلى غاية 2030، وذلك من خلال برنامج حافل بالأنشطة البيئية.

وبينما أشار لقيام فرع “جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض”، لمسابقة في فن الرسم والكاريكاتور، في موضوع “التحسيس بشكل نقدي بخطورة جائحة كورونا”، بشراكة مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية وجمعية وشمة للفن التشكيلي، توقف ذ. آيت الجيلالي عند انخراط الجمعية في مشروع الحفاظ على التنوع البيولوجي لأرزية إقليم خنيفرة، بمساهمة من برنامج التمويلات الصغرى للصندوق العالمي للبيئة، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، في إطار التخفيف من التهديدات التي يتعرض لها التنوع البيولوجي جراء الأنشطة البشرية والتغيرات المناخية، وكذا التقليص من استهلاك الحطب للحفاظ على الغابة (الأرز على الخصوص).

وفي ذات تقريره الأدبي، أشار الرئيس السابق، ذ. آيت الجيلالي أيضا لاحتضان جمعيته للدورة الثامنة ل “الأيام البيئية 2021″، رغم قيود جائحة كورونا، والتي تم فيها، على مدى يومي 21 و22 ماي 2021، التعريف بالتنوع البيولوجي الذي يميز منطقة خنيفرة، وبالمكتشفات الجديدة في المنطقة، وكذا التحسيس بالمخاطر التي تحذق بالموروث الطبيعي المحلي والوطني، وذلك بشراكة مع مجموع الجماعات الأطلس، متحف التاريخ الطبيعي بمراكش، المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة، ومساهمة جامعتي القاضي عياض ومولاي إسماعيل والمعهد الوطني للبحث العلمي وكتابة الدولة المكلفة بالبيئة والاتحاد العالمي للمحافظة على الطبيعة.

وارتباطا بالتقرير، توقف المتدخل بالتالي عند مبادرة الجمعية من خلال إنجاحه ل “مشروع الدعم المدرسي وتفتح الأطفال والشباب”، بدعم وشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبتنسيق مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية، بخنيفرة، والذي تم إطلاقه من 15 أبريل إلى غاية 20 يونيو 2021، بهدف “توفير دعم مجاني للتلاميذ المستهدفين في مادتي الرياضيات والفرنسية”، و”توفير مناصب شغل للمعطلين الشباب حملة الشهادات، عبر تأطيرهم قصد تحسين أدائهم التربوي في أفق إنشاء مشاريعهم الخاصة”، حيث استفاد من المشروع 289 تلميذة وتلميذ من المستوى السادس ابتدائي، موزعين على خمس جماعات قروية.

وتميز الجمع العام التجديدي بفاصل للمناقشة أشير فيه لفعل التميز والاستقلالية الذي يطبع عمل الجمعية، وللتنويه بنجاح تجربة الدعم المدرسي التي قامت بها هذه الجمعية، ولمشكل “المكان الفارغ” الذي عمد إليه بعض الأعضاء من خلال تقاعسهم غير المبرر وعدم التزامهم بحضور أشغال وبرامج الجمعية، كما أشير بالتالي لوجود مشاريع بيئية مهمة لدى وزارة التربية الوطنية ينبغي للجمعية التفاعل معها، مع التذكير بمشروع في الأفق حول سبل الولوج إلى المعلومة البيئية، فيما حملت تدخلات أخرى موضوع المنتزه الوطني في خنيفرة، وكذا إمكانية عدم اقتصار اسم الجمعية على مدرسي علوم الحياة والأرض طالما قد انفتحت على مختلف الفاعلين في شتى المجالات والميادين.

 وبعد عرض التقرير الأدبي، تقدم الباحث في التاريخ والفاعل المدني، ذ. حوسى جبور، باستعراض تفاصيل التقرير المالي، بكل شفافية ووضوح، لتنتهي أشغال الجمع العام بالإعلان عن المكتب الجديد، والذي يتشكل من الأستاذات والأساتذة: أحمد حميد (رئيسا) ومحمد وشا (نائبا له)، المصطفى تودي (كاتبا) وسعيد بنسعيد (نائبا له)، حوسى جبور (أمينا للمال) وفتيحة حروش (نائبا له)، فيما انتخب باقي الأعضاء كمستشارات ومستشارين وهم: صفاء قسطاني، ابراهيم الفتحي، يطو إقواسن، محمد بنعميرة، عزيز بلبسباس، السعدية العثماني، محمد حادي، عبدالله ويكمان والحاج برودي.