كلميم – واد نون.. وجهة سياحية بمؤهلات كبيرة يتعين استغلالها لتطوير سياحة جهوية مستدامة

0

بالنظر لموقعها الجغرافي بالجزء الشمالي للصحراء المغربية، فإن جهة كلميم – واد نون تضطلع بدور محوري في ربط شمال المغرب بجنوبه، مع كل ما يكتنزه هذا الموقع من إمكانات هائلة وغنى جغرافي وثقافي وتاريخي، الأمر الذي يجعل من هذه الجهة وجهة ذات مؤهلات على مستوى السياحة المستدامة.

وتزخر جهة كلميم – واد نون بأقاليمها الأربعة (كلميم، طانطان، سيدي إفني، أسا الزاك)، بموروث ثقافي وتاريخي وحضاري وأثري متنوع، ومؤهلات طبيعية وسياحية خلابة من شواطئ وسفوح جبلية (جبال الأطلس الصغير) وصحاري وواحات، وهي مؤهلات يتعين استغلالها بشكل أمثل.

وبفضل واجهتها البحرية، الممتدة على طول 240 كلم من منطقة مير اللفت شمالا (سيدي إفني) حتى منطقة الواد الواعر جنوبا (طانطان)، تتيح الجهة عرضا سياحيا شاطئيا من خلال ما تتوفر عليه من شواطئ مشهورة جاذبة للسياح، مغاربة وأجانب، إلى جانب هواة رياضة الألواح الشراعية والصيد.

كما تزخر الجهة بسياحة قروية وصحراوية من خلال واحاتها وحقول نخيلها المنتشرة في مجموع ترابها، لاسيما مناطق أسرير وتيغمرت وتاغجيجت (إقليم كلميم).

كل هذه المؤهلات والإمكانيات تتيح وجهات سياحية بمؤهلات كبيرة يتعين استغلالها من أجل تعزيز سياحة جهوية مستدامة بالمنطقة. وهو ما ركز عليه مشاركون في ورشات ضمن ملتقى وطني حول السياحة المستدامة انعقد في نونبر الماضي بكلميم، تحت شعار “جهة كلميم وادنون وإشكاليات التنمية السياحية المستدامة”، نظمته الجمعية المغربية لتنمية السياحة المستدامة، بشراكة مع جمعية “أولاد داوود للتنمية السياحية” (كلميم).

وتوجت أشغال هذا الملتقى بإصدار توصيات همت، بالخصوص، إحداث مؤسسة جهوية تعنى بهندسة السياحة المستدامة على صعيد جهة كلميم – واد نون والترويج لها وتسويقها محليا ووطنيا ودوليا.

وشدد المشاركون، من مهنيين وفاعلين في مجال السياحة القروية والمستدامة بالجهة، على ضرورة إحداث وكالة أو مؤسسة جهوية خاصة بالهندسة السياحية لكي تضطلع بمهام وضع خارطة للمسارات السياحية المستدامة بالجهة (مسارات ثقافية، روحية، رياضية، علمية، بيداغوجية)، وتهيئة هذه المسارات وتشويرها، وكذا وضع قائمة متكاملة بمؤشرات العرض السياحي الجهوي.

كما أوصى اللقاء بهيكلة المنتوج السياحي لجهة كلميم – واد نون بمختلف مكوناته (بنيات استقبال وإقامة، مطعمة، تنشيط، تكوين مرشدين ومهنيين)، وإنجاز وسائط ورقية ورقمية للتعريف بالمنتوج السياحي الجهوي، وتعبئة الوسائل البشرية والمادية واللوجستية لتنزيل استراتيجية التنمية السياحية الجهوية.

ودعا المشاركون أيضا إلى إنجاز تشخيص لواقع العرض السياحي المستدام بالجهة، والقيام بجرد لمكونات تراثها الطبيعي والثقافي بهدف صيانته وتثمينه، وكذا تأطير وتكوين المهنيين وحاملي مشاريع السياحة المستدامة بالمنطقة، والاهتمام بالتراث الواحي والمحافظة عليه وتثمينه.

وبالمناسبة، أبرز رئيس جمعية “أولاد داوود للتنمية السياحية”، حسن بنشين، أهمية هذا الملتقى الذي يهدف إلى التعريف والنهوض بالسياحة بالجهة التي تزخر بمؤهلات طبيعية (واحات، شواطئ ..) ومآثر تاريخية، مبرزا أهمية السياحة المستدامة للدور الذي تضطلع به في التعريف بالمنطقة ومساراتها السياحية.

من جهته، أكد نائب رئيس الجمعية المغربية لتنمية السياحة المستدامة، صلاح الدين بنماموس، أن الملتقى يهدف إلى التلاقي والتعارف ما بين مهنيي السياحة المستدامة بجهة كلميم – واد نون مع نظرائهم المنخرطين بالجمعية، مشيرا إلى أن الملتقى يعد ورشة مفتوحة لبلورة منتوج سياحي مستدام على مستوى الجهة، بالنظر لما تختزنه من غنى وتنوع تراثي.