أرقام مهولة ومخيفة عن أنواع العنف الذي تتعرض له المرأة بأكَادير

0

عبد اللطيف الكامل

كشف تقرير أعده اتحاد العمل النسائي فرع أكَادير، عن أرقام مهولة ومخيفة عن أنواع العنف الذي تتعرض له النساء المعنفات رفقة أطفالهن من ضرب وطلاق وطرد من بيت الزوجية خلال سنة واحدة ما بين فاتح نونبر2020، و5 نونبر2021.


وأشار إلى أن هذه الأنواع ازدادت حدتها في فترة حالة الطوارئ الصحية التي رافقتها ظواهر اجتماعية لم يألفها المجتمع من قبل منها نتيجة تطبيق إجراءات الحجر الصحي لفترة زمنية طويلة وإغلاق عدة مؤسسات وشركات وتقلص فرص الشغل مما ترتب عن ذلك من زيادة في بطالة بعد فقدان المئات من العاملين للشغل فكان من نتيجة ذلك ارتفاع حالة الطلاق وإهمال الأسرة وعدم تسديد النفقة مع تسجيل أشكال العنف ضد النساء وأطفالهن.


وذكر التقرير الذي تلته رئيس فرع الإتحاد العمل النسائي بأكادير الأستاذة السعدية الباهي ،في ندوة صحفية عقدت صباح يوم الإثنين 29 نونبر2021، بمقر الجمعية بأكَادير، أن مركز النجدة استقبل خلال الفترة الزمنية المذكورة أعلاه،411 حالة عنف شملت الفئات التالية: 400 امرأة معنفة
5 رجال معنفين
6 أطفال معنفين
وتعرض590 طفلا لسلبيات العنف الممارس على أمه.


وأكد التقرير أن الحالات المسجلة أن النساء المعنفات تعرضن لأشكال العنف بحيث احتل العنف المعنوي الرتبة الأولى متبوعا بالعنف الجسدي ثم العنف عبرالإهمال فالعنف عبر حرمان النساء من النفقة،كما تتوزع عدد الحالات المسجلة حسب شكل العنف ونوعيته ونسبته المئوية كالآتي:

شكل العنف عدد الحالات النسبة المئوية
العنـــــــف المعنوي 411 100%
العنف الجسدي
الطرد من البيت الزوجية
الخيانة الزوجية 360
190
56 87%
46%
14%
النفقة 295 72%

الإهمال 335 82%
التهديد بالقتل
الإغتصاب
العنف الجنسي
97
23
49 24
6%
12

الهجر 83 20%
التعدد 26 7%
خطف الأبناء 35 9%
التحرش 10 2%

هذا واستهدف العنف المسلط على جميع الفئات العمرية من النساء من أقل من 18 سنة إلى أكثر من 60 سنة، غيرأن نسبته ازدادت حدة لدى الفئة العمرية ما بين 20سنة و39 سنة بنسبة 60 في المائة متبوعة بالفئة العمرية ما بين 40 سنة 50 سنة بنسبة 22 في المائة ثم فالفئة العمرية لما أكثر من 60 سنة بنسبة 7 في المائة.


وتأتي النساء المعنفات غيرالمتمرسات في المرتبة الأولى ب185 حالة بنسبة بلغت 40 في المائة متبوعة بالمعنفات ذوات المستوى الإبتدائي ب99 حالة بنسبة 25 في المائة تليها النساء المعنفات ذوات المستوى الإعدادي ب58 حالة بنسبة 15 في المائة ثم ذوات المستوى الثانوي ب45 حالة بنسبة 12 في المائة، وسجلت النساء المعنفات ذوات المستوى الجامعي أقل نسبة.


أما حسب الوضعية المهنية فتحتل ربات البيوت المعنفات المرتبة الأولى ب259 حالة ب62 في المائة متبوعة بمساعدات البيوت ب126حالة بنسبة 31 في المائة ثم الموظفات والتلميذات والطالبات على التوالي ب15 حالة و11 حالة بنسب تتراوح ما بين 3و4 في المائة.


ومن جهة أخرى تطرق التقرير إلى الأشخاص الممارسين للعنف على النساء فحسب المستوى الدراسي، يحتل فيهم غيرالمتمرسين/ات الرتبة الأولى ب204 حالات بنسبة 49 في المائة متبوعين بذوي المستوى الإبتدائي ب90 حالة بالنسبة 21 في المائة ثم ذوي المستوى الإعدادي ب63 حالة بنسبة 16 في المائة فذوي المستوى الثانوي فالجامعي.


وعلى المستوى المهني، يأتي المستخدمون في الرتبة الأولى ب225 حالة بنسبة 55 في المائة متبوعين بذوي المهن الحرة ب123حالة بنسبة 30 في المائة ثم العاطلون ب40 حالة بنسبة 9 في المائة فالموظفون ب15 حالة بنسبة 4في المائة وأخيرا الدرك/الجيش /الشرطة بنسبة 2 في المائة.

كما سجل التقرير الذي توصلنا بنسخة منه،أن حالات العنف حسب مناطق السكن، تعرف تفاوتا ملحوظا وتباينا مجاليا، بحيث ازدات نسبة العنف في المجال الحضري ب160 حالة بنسبة 39 في المائة متبوعا بالمجال الشبه الحضري ب143 حالة أي بنسبة 34 في المائة متبوعا بالمجال القروي ب108 حالات بنسبة 27 في المائة.


هذا وكانت رئيسة فرع الإتحاد العمل النسائي بأكادير، في بداية الندوة قد تحدث باسهاب عن مهام ووظائف مركز النجدة لمساعدة النساء والأطفال ضحايا العنف، وبينت بشكل مفصل تدخلات مركزالنجدة ونوعية المساعدة المقدمة من طرف الجمعية حيث ذكرت أن المركز قدم عدة مساعدات منها على الخصوص الإستماع إلى 411 معنفة.


وقام بتقديم الإرشاد والتوجيه لفائدة 380 معنفة والقيام بالمرافقة الإجتماعية لفائدة 58 معنفة وتقديم المساعدة القانونية لفائدة 215 معنفة والقيام بالوساطة والمساعدة على الصلح ل 165 امرأة معنفة فضلا عن تقديم الدعم النفسي لفائدة 175 معنفة.


لكن ورغم المجهودات الذاتية والتدخلات التطوعية المبذولة من قبل عضوات الجمعية، فإن مركزالنجدة، تقول رئيسة الفرع،يعاني دائما من خصاص مالي،في ظل هزالة المنحة السنوية الممنوحة له سواء من قبل التعاون الوطني أوالمجلس الجماعي لأكادير والتي لاتتعدى ثلاثة ملايين سنتيم.


في حين أن التكلفة المادية الإجمالية تصل سنويا أحيانا إلى أربعين مليون سنتيم،تزداد مصاريف المركز كل سنة حين يستقبل المركز حالات كثيرة من المعنفات ولهذا تزداد مصاريف الهاتف والطباعة والتنقل والمكالمات الهاتفية عبر الهاتف النقال.


ولذلك طالبت رئيس الجمعية من كافة المسؤولين بالعمل بشكل جاد وصارم للحد من ظاهرة تعنيف النساء رفقة أبنائهن ضحايا العنف المسلط على أمهاتهم عبر تقديم المساعدة للنساء وتمكينهن من قرائن وأدلة تثبت من خلالها العنف المسلط عليها لدى مؤسسات عمومية كالمستشفى والمدرسة والأمن لدى القضاء.


ومن جهة أخرى، دقت الجمعية ناقوس الخطر لما آلت أوضاع النساء المعنفات في غياب مركزخاص لإيواء للنساء المعنفات بمدينة أكادير، علما أن المجلس الجماعي السابق لأكَادير، تقول الرئيسة، قد خصص الرئيس السابق طارق القباج مركزا خاصا لإيواء النساء المعنفات، حيث تم تشغيله بشكل جيد من قبل مركز النجدة لكن بعد انتخابات 2015، أصبح المركز إلى يومنا هذا مغلقا لأسباب مجهولة، وتطالب من المجلس الجماعي الحالي فتحه مجددا للتكفل وإيواء النساء ضحايا العنف.


كما تطالب الجمعية في ذات الندوة بمراجعة شاملة لمدونة الأسرة لضمان الحماية الكاملة للنساء المعنفات وأطفالهن والتكفل بهن وإعادة النظر في النفقة وفي قيمتها المالية الهزيلة مع البحث عن صيغ أخرى، كإحداث صندوق اجتماعي، للرفع من نفقة السكن والإطعام بهدف حفظ كرامة المرأة.


وأكدت على ضرورة إعادة النظرفي العنف الجنسي بإدخال الإغتصاب الزوجي ضمن هذا النوع، والحد من أشكال التحايل على قضية التعدد ومنع الإنجاب خارج الإطار الشرعي كأسلوب يستفيد الزوج بالتعدد من خلال هذه الإنجاب،ومنع خطف الأبناء من قبل والدهم كحيلة لحرمان الزوجة من النفقة.