عمال يحتجون على طردهم من ورش إصلاح وتغيير معالم “معتقل تازمامارت”

0
  • أحمد بيضي

كثيرة هي المناسبات والزيارات الميدانية التي أعرب فيها بعض الحقوقيين، والمعتقلين السياسيين السابقين، عن أملهم في تحويل المعتقل السري “تازمامارت”، الذي كان قائماً بمدينة أكدز، جنوب شرق المغرب، إلى تنفيذ توصية “هيئة الإنصاف والمصالحة” بتحويل هذا المعتقل إلى مركز ومتحف لحفظ الذاكرة، أو مركب سياحي لقراءة ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي عرفها المعتقل المذكور الذي يعد من أفظع مراكز الاعتقال في تاريخ سنوات الرصاص الرهيبة.

مناسبة هذا الكلام هو الحديث عن شركة “البسط” المكلفة بإصلاح وتغيير معالم المعتقل المذكور، ضمن أشغال تشرف عليها شركة العمران، إذ تم اتهامها من طرف عدد من العمال بانتهاك حقوقهم العادلة والمضمونة قانونا، وبينهم الذين صدموا مؤخرا بقرار يقضي بطردهم من العمل دونما موجب حق ولا سابق إنذار، وفي هذه الظروف الصعبة التي تمر منها البلاد جراء تداعيات وباء كورونا، ما دفع بضحايا القرار إلى الاحتجاج على مشارف عين المكان، مطالبين بحقوقهم وبإعادتهم لعملهم والتعويض عن الطرد.

الوقفة الاحتجاجية، المتوجة بشكل من الاعتصام الانذاري، تمت مؤازرتها بإطار نقابي (ا م ش)، ولم تتوقف فيها حناجر ضحايا الطرد عن ترديد مجموعة من الشعارات والهتافات المنددة بقرار الطرد الذي فات للشركة المعنية أن تعاملت به حيال عمال آخرين نهاية رمضان الماضي، علما أن هذه الشركة، بحسب مصادر عمالية، تعمد إلى التلاعب في التنقيط المتعلق بخدمات العمال، وإلى هضم التعويض عن الساعات الإضافية التي تمتد في غالب الأحيان إلى أوقات مختلفة من الليل، فضلا عن التهرب من الزيادة في الأجر الذي لا يتجاوز 70 درهما في اليوم.

وتسود حالة من الغضب والاستياء صفوف المتتبعين للنازلة التي لم تُراعَى فيها ظروف عمال الورش المذكور، ولا أوضاعهم الاجتماعية والأسرية بعد الاستغناء عنهم، سيما أن جل “ضحايا لقمة العيش المحتاجين للعيش الكريم” هم من اليد العاملة المحلية بالمنطقة التي عانت الكثير من التهميش والاقصاء الاجتماعي على خلفية احتضانها للمعتقل الرهيب السيء الذكر والسمعة، ويطالب المتتبعون بضرورة تدخل الجهات المسؤولة للبحث في أسباب الطرد والاستماع إلى الطرفين بغاية تحديد مصير العمال المعنيين بقرار التسريح الغامض.