لقاء استثنائي بمقر عمالة خنيفرة، مع جمعيات محلية، لمناقشة تحديات جائحة كورونا

0
  • أحمد بيضي

شهدت القاعة الكبرى لمقر عمالة خنيفرة، صباح يوم الثلاثاء 20 يوليوز 2021، لقاءً استثنائيا جمع السلطات الإقليمية بعدد من الجمعيات المحلية بهدف إشراك المجتمع المدني في توحيد الجهود والحملات لتجاوز آثار جائحة وباء كوفيد 19 التي عادت لتنتشر بشكل خطير، خلال الأسابيع الأخيرة، وتسجل ارتفاعا ملموسا في عدد الإصابات والوفيات، فيما تم تداول تطورات الوضعية الوبائية، وما يتعلق بسير الاجراءات المتخذة، وكذا بمستجدات عملية التلقيح والتحسيس والتوعية، وبالبلاغ الحكومي الصادر مؤخرا.

وفي كلمة له، أبرز عامل الإقليم، محمد فطاح، دواعي اللقاء الذي أملته الظروف الوبائية التي وصفها ب “الصعبة والمقلقة التي تتطلب منا جميعا الكثير من التعبئة الشاملة، وتفرض علينا انخراطا جماعيا ومسؤولا”، مستعرضا أهم المعطيات والإحصائيات المتعلقة بالوضعية الوبائية بالمغرب، على مستوى عدد الوفيات والإصابات، مقابل الإشارة للخطوات المتقدمة التي حققتها بلادنا في مجال التصدي للوباء، فيما دعا إلى ضرورة احترام النصائح الوقائية والاجراءات الاحترازية التي تدعو إليها السلطات المركزية والجهات الصحية المختصة.

وفي ذات السياق، شدد ذات المسؤول الإقليمي على أهمية التلقيح في كبح انتشار الفيروس، خاصة في ظل اكتشاف سلالات متحورة ببلادنا، ولم يفته بالتالي استعراض مستجدات عملية التلقيح التي وصفها ب “الورش الوطني الكبير”، وما سجلته المصالح الصحية ببلادنا في هذا الشأن بهدف تحقيق المناعة الجماعية، دون أن يفوت ذات المسؤول توجيه شكره وامتنانه لنساء ورجال الصفوف الأمامية، على ما قدموه ويقدمونه من تفان في عملهم ومواجهتهم لهذه الجائحة بغاية ضمان صحة وسلامة المواطنين.

ومن جهته، تقدم مدير المركز الاستشفائي الأقليمي، الدكتور إسماعيل شنخير، بعرض شامل، مصحوب ببيانات احصائية عبر الشاشة الضوئية، تطرق فيها لآخر تطورات الوضع الوبائي عالميا ووطنيا وإقليميا، كما للجهود والمبادرات التي يقوم بها المغرب في سبيل احتواء الأزمة، بينما تطرق طويلا لما أخذت بلادنا تسجله من ارتفاع في الحالات المصابة بالفيروس، واضعا مقارنة بين المجالين القروي والحضري، ومستعرضا تفاصيل الإصابات بحسب الفئات العمرية، كما شدد على ضرورة التقيد بالإجراءات الصحية والتدابير الوقائية.

وفي ذات اللقاء، جرى عرض البلاغ الحكومي، الصادر يوم الاثنين 19 يوليوز 2021، والذي قررت فيه الحكومة، اتخاذ مجموعة من الإجراءات، ابتداء من يوم الجمعة 23 يوليوز 2021 على الساعة الحادية عشر ليلا، وذلك تبعا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية بضرورة تعزيز الإجراءات الوقائية اللازمة للحد من انتشار وباء كورونا المستجد بما يحفظ صحة المواطنات والمواطنين، والذي تم اتخاذه على خلفية الارتفاع اللافت في عدد الحالات المصابة بهذا الوباء وعدد الوفيات المسجلة في الفترة الأخيرة. 

وقد تميز اللقاء بحضور رئيس المجلس العلمي المحلي، الدكتور المصطفى زمهنى، الذي تقدم بكلمة استهلها بمدى “اهتمام الدين الاسلامي بحماية حياة وصحة وسلامة الإنسان”، وكيف تقوم الشريعة على خمس ضرورِياتِ، هي: الدين، النفس، النسل، المال والعقل، وأن الله “الذي سمى نفسه “الشافي”، أرادنا أن نحافظ على النفس وعدم تعريضها للهلاك، وأخبرنا بأن لكل داء دواء”، فيما اعتبر الدكتور زمهنى الانخراط في مواجهة الوباء الفتاك “ليس هو من باب الترف بل هو من صميم الدين الذي جاء أصلا ليرفع من شأننا إلى نحو صناعة الحياة”.

وبينما عاد الدكتور زمهنى بالحضور إلى محطات معينة من التاريخ الاسلامي، خصوصا في أزمنة سابقة جرى فيها تعليق مناسك الحج بسبب تفشي وباء الطاعون، أشار لمراحل من اجتياح الأوبئة للشرق والشام، وفترة طاعون عمواس الذي ورد في كتب التراث والتاريخ، مبرزا أسماء بعض الصحابة الذين سقطوا بهذا الطاعون، ومنهم مثلا أبو عبيدة بن الجراح الذي امتنع عن الخروج من الشام، قبل أن يتحدث الدكتور زمهنى عن “أهمية الاجتهاد في الفقه الاسلامي، كما عن دور الفعل الثقافي في توعية الناس ودعوتهم إلى عدم الاستسلام لبعض العادات”.    

وقد شكل اللقاء، دعوة صريحة لعموم الفاعلين في المجتمع المدني من أجل “ترسيخ الوعي بخطورة الوضعية الوبائية، والتأكيد على ضرورة الانخراط القوي في عمليات التحسيس والتوعية لمواجهة زحف الجائحة، في أفق تحقيق مناعة جماعية تضمن للجميع العودة للحياة الطبيعية”، حيث شارك عدد من ممثلي الجمعيات الحاضرة بمداخلات أبرزت مساهمة جمعياتهم في التعريف بخطورة الوباء، وبأهمية احترام الاجراءات الاحترازية، من خلال تنظيمها لحملات ومسابقات وأنشطة مكثفة وأشرطة تحسيسية.

اللقاء الذي ترأسه عامل الإقليم، سجل حضور عدد من ممثلي الجمعيات المدنية، وعدد من رؤساء المصالح الأمنية والإدارية، حيث وقف الجميع على ما يشكله المجتمع المدني، من سند أساسي وشراكة فاعلة في التعاطي مع التحديات التي فرضتها الجائحة، مع إبراز أهمية انخراطه في حملة واسعة للتوعية والتحسيس والتأطير بغاية إنجاح عملية التلقيح، واحترام التدابير الوقائية والاحترازية (ارتداء الكمامة، التباعد الجسدي، استعمال وسائل النظافة والتعقيم)، وذلك من أجل كسب رهان تجاوز أزمة الجائحة.