أضحى التنقل بين شوارع الدارالبيضاء، خاصة خلال الأسبوعين الأخيرين، أمرا شاقا ومرهقا بالنسبة للسائقين بسبب الأشغال التي تناسلت في العديد من الشوارع من أجل إنجاز خطوط الترامواي، مما جعل حركة السير والجولان تعرف اختناقا رهيبا تترتب عنه حوادث مختلفة، ويدفع عددا من أرباب السيارات ومختلف المركبات إلى ارتكاب مخالفات، ويرفع من منسوب الضغط العصبي والتلوث السمعي وحالات المشاحنات، فضلا عن التأخر في الانتقال إلى مقرات العمل ولقضاء مختلف الأغراض.
اختناقات أكد عدد من سائقي سيارات الإسعاف لـ “الاتحاد الاشتراكي” أنهم بسببها باتوا يجدون أنفسهم غير قادرين على التنقل بشكل سريع من أجل نقل حالات مختلفة لمرضى يعانون من تبعات صحية متعددة تتطلب إيداعهم المؤسسات الصحية المختلفة، العمومية منها والخاصة، في زمن معقول يسمح بتقديم الإسعافات والعلاجات الضرورية لهم، علما بأن بعض الحالات تتطلب من السائقين أن يكونوا في سباق ضد الساعة، الأمر الذي يصبح من سابع المستحيلات في كثير من المرات، خاصة في الشوارع التي تحضر فيها الأشغال ولا تتوفر على مساحات تسمح باختيار مسالك أخرى، مما يؤدي إلى حصار سيارات الإسعاف.
ونبّه مهنيون للصحة إلى خطورة هذا الوضع وما قد يترتب عنه منه مضاعفات بالنسبة للمرضى، مشددين على ضرورة الحفاظ على مسافات آمنة لولوج سيارات الإسعاف ونفس الأمر بالنسبة لسيارات الوقاية المدنية والمطافئ، لأن تدخلاتها تكون محكومة بعامل الزمن، مشددين على أن عددا من المختصين في النقل الصحي باتوا يضعون أمامهم خارطة بالأزقة التي يمكنهم التنقل عبرها للوصول إلى المؤسسات الصحية وتفادي الشوارع الكبرى المكتظة.
وطالب عدد من المتضررين من الجهات المختصة المساهمة الفعالة في ضمان حدّ أدنى من الانسيابية في الشرايين الكبرى للعاصمة الاقتصادية التي باتت تعاني من الاختناق المزمن، وتأطير تنقلات وسائل النقل المختلفة، في حين شدد مواطنون على حماية الراجلين الذين باتوا عرضة لعدد من التجاوزات، كاختراق الأزقة ممنوعة الاتجاهات التي يتم اللجوء إليها لتفادي الشوارع، وهي الخطوات التي كانت في كثير من الحالات ستؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، هذا في الوقت الذي عبّر فيه الكثير من البيضاويين عن استيائهم لاختيار شهر رمضان لانطلاق هذه الأشغال، والشروع فيها بشكل جماعي عوض أن تتم العملية بالتدريج؟