ندوة علمية بفاس حول “الدبلوماسية في ظل التحولات العالمية الكبرى”

تنظم كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، يوم 10 يونيو المقبل بفاس، ندوة علمية حول موضوع “الدبلوماسية في ظل التحولات العالمية الكبرى”.

وحسب المنظمين فإن الدبلوماسية كموضوع للدراسة يستمد أهميته مما تفرضه مختلف التحولات والتحديات الراهنة من ضرورة إعادة النظر في أساليب وأولويات الممارسة الدبلوماسية بهدف تطويرها خصوصا بالنسبة للدول التي لا زالت متخلفة عن الركب أو تلك التي هي بصدد البحث عن مكانة لها على صعيد المجتمع الدولي، لكن دون إغفال أن كل الدول هي حاليا معنية بملائمة دبلوماسيتها بما فيها الدول المتقدمة، ناهيك عن الدول الصاعدة التي أصبحت تراهن على التميز الدبلوماسي للتقدم بخطى حثيثة إلى قمة الهرم عالميا.

وجاء في أرضية الندوة أن الدبلوماسية لم تعد كما كانت عليه تقليديا أداة فقط لخدمة السياسة الخارجية للدول في ممارستها لعلاقاتها الدولية، بل أصبحت تعرف تطورا كبيرا وملفتا يتجلى في تطور الممارسة والعمل الدبلوماسي بشكل عام استجابة للتحولات الكبرى التي يشهدها العالم منذ العقد الأخير من القرن الماضي.

وإذا كانت المهام الدبلوماسية التقليدية تتحدد أساسا في تبادل التمثيليات والتفاوض المستمر والتعاون في المجالات المختلفة والحفاظ على العلاقات الودية وحماية رعايا الدول ومصالحها، فإن ما طرأ عليها من تغيرات لا يعني أن تلك المهام قد أصبحت متجاوزة بقدر ما يدل على حتمية مسايرتها للواقع الدولي والتكيف مع تحولاته لتكون في مستوى أداء وظيفتها المثلى التي هي خدمة المصالح العليا للدول.

وحسب أرضية الندوة، فان نهاية الحرب الباردة كانت بمثابة إعلان لنهاية عهد وبداية آخر بحمولات جديدة غاية في التعقيد، فالتحولات الكبرى شملت المجالات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية وغيرها مما يصعب حصره، وقد تمثلت أبرز تداعياتها في إجبار الدول على إعادة النظر في سياساتها واستراتيجياتها في كل المجالات لمواكبة الانقلاب الذي حدث ويحدث في موازين القوى.

لقد وضعت هذه التحديات الدبلوماسية على المحك، فهي وسيلة الدول الأساسية حاليا لإبراز قدرتها على الفعل على الساحة الدولية ليس فقط من خلال توسيع شبكة سفاراتها وقنصلياتها فحسب ولكن أيضا بتمكنها من وسائل ممارسة دبلوماسية متجددة ومسايرة للتحولات والتي من خلالها تبرز الدول التنافسية والديناميكية الاقتصادية والجذب الثقافي والتأثير على القرار الدولي ومن تم وزنها في علاقات القوى على الساحة العالمية.

ويتضمن برنامج هذه الندوة مناقشة مواضيع تشمل “الوظائف والمهام الدبلوماسية الجديدة” و”الاستراتيجيات الراهنة للدول في مجال الدبلوماسية” و “تكوين الدبلوماسيين لمواجهة التحديات الكبرى” و “التحولات الظاهرة وغير الظاهرة للدبلوماسية الجديدة”.