ثمانية عمال بمناجم عوام يواصلون اعتصامهم، تحت الأرض، لليوم الخمسين، وسط تجاهل مريب

0
  • أحمد بيضي

بعد 50 يوما من مواصلة 8 عمال، بمناجم عوام، اعتصامهم، في صمت، على عمق حوالي 700 متر تحت الأرض، منذ الفاتح من مارس 2021، وتزامنا مع أجواء رمضان وتداعيات جائحة كورونا، خرج أفراد أسرهم بنداء يستعرضون فيه معاناتهم الاجتماعية والنفسية، و”توالي المناسبات الدينية والاجتماعية دون رجالاتهم ممن ضحوا بأرواحهم لخدمة الشركة المنجمية لسنوات طوال، ليلقوا اليوم التهديد والوعيد واللامبالاة عندما اعتصموا سعيا لإنصافهم بتحقيق مطالبهم، وتحسين وضعهم بالمقارنة مع عطائهم ومداخيل الشركة”، وفق النداء.

وناشدت أسر المعتصمين عموم الضمائر الحية من المواطنات والمواطنين، والإطارات الجماهيرية، من جمعيات حقوقية وأحزاب سياسية ومنابر إعلامية وطنية، جهوية، إقليمية، ودولية، لمساندتنا من أجل إيجاد حلول لذويها المعتصمين، وإنقاذهم من موت محقق، مع الإعلان للجميع عزمها الدخول في اعتصام مفتوح أمام منجم سيدي أحمد وحمد، احتجاجا على سياسة الآذان الصماء والتجاهل، وكذا لغة الوعيد والتهديد التي تمارسها إدارة الشركة المنجمية، وباقي المتدخلين الواقفين ضد المعتصمين ومطالبهم”، يضيف النداء.

ويذكر أن 8 عمال بمناجم عوام دخلوا في “اعتصام مفتوح تحت أرضي”، تعبيرا منهم عن احتجاجهم على عملية طردهم تعسفا من العمل، غير أن إدارة الشركة المنجمية واجهت الوضع بركوب تعنتها السافر، ورفض أي حوار أو تفاوض حول هؤلاء المعتصمين، ولا حتى السماح لممثليهم بالتواصل معهم، على الأقل للاطمئنان على حالاتهم الصحية والنفسية، وكل ذلك في استرخاص واضح لحياة المعنيين بالأمر وأسرهم، علما أن واحدا من هؤلاء المعتصمين قد دخل في حالة إغماء بعد الإفطار، وجرى نقله لمستشفى مريرت ومنه للمركز الاستشفائي الإقليمي.

وفات لمصادر عمالية متطابقة أن أكدت أن الملف المطلبي العالق منذ أوائل 2019، يعود إلى تاريخ انتهاء فترة ما سمي حينها ب “السلم الاجتماعي لمدة أربع سنوات”، والذي جرى التوقيع عليه، خلال نهاية أبريل 2017، على أساس “رفع كل المعارك الاحتجاجية التي من شأنها عرقلة أشغال مشروع بئر منجمي جديد بإغرم أوسار أو إعاقة دورة الانتاج”، غير أن إدارة الشركة تنكرت، بعد نهاية تاريخ الاتفاق، لوعودها والتزاماتها، وعمدت إلى تجميد الملف المطلبي، ومواجهة ممثلي العمال بالتنكر للعديد من المكتسبات.

ومعلوم أن الملف المطلبي للعمال كان متضمنا لعدد من النقاط، منها أساسا الزيادة في الأجور، الزيادة في أساس احتساب منحة المردودية والتعويض عن الكراء، وفي منحة العيد والتدفئة والمنحة السنوية، وفي منحة المحالين على التقاعد، والمكافأة عن الإنتاج السنوي، والرفع من عملية ترسيم العمال، والعمل الجدي على تحسين ظروف الاشتغال نظرا للعدد الكبير من الضحايا الذين تساقطوا، إما جرحى أو قتلى، دونما أي تدخل لتحديد المسؤوليات في مدى احترام الشركة المنجمية لشروط الصحة والسلامة والتأمين عن الأمراض المهنية.

ويذكر أن مناجم عوام سبق لها، قبل حوالي ثلاثة أشهر، أن عاشت اعتصاما لأزيد من 100 عامل، ينتمون لنقابة “ا م ش” بأعماق تتراوح بين 500 و800 متر، على مستوى ثلاثة مناجم متفرقة، هي منجم عوام، منجم إغرم أوسار ومنجم سيدي أحمد، وعرف هذا الاعتصام تضامنا وطنيا ودوليا، ولم يتم رفع الاعتصام الا بعد اتفاق جرى توقيعه بين إدارة “شركة تويسيت” المنجمية ونقابة “الاتحاد المغربي للشغل” بمناجم عوام، وهو الاتفاق الذي عممت بشأنه نقابة “ا ع ش م” بيانا استعرضت فيه ملاحظاتها.