المدارس الجماعاتية بالرشيدية مشروع لمحاربة الهدر المدرسي

0

جمال الدين بن العربي

توجد المدرسة الجماعاتية تاوريرت في أعلى منطقة بجماعة ملعب (دائرة تنجداد بإقليم الرشيدية)، لتشهد على اهتمام بالغ بتعليم أطفال العالم القروي، وترتيب ظروف جيدة لدراستهم في مؤسسة صممت لتكون نموذجا للمدارس الجماعاتية بالإقليم.

وتعد هذه المدرسة الجماعاتية الثانية بعد سيدي علي (جماعة سيدي علي) التي يدرس بها تلاميذ الإعدادي والثانوي، حيث بنيت بتصميم جميل يراعي خصوصيات المكان والمناخ ويوفر مستلزمات الدراسة بأقسام شيدت بطريقة عصرية ومجهزة لتستجيب لمتطلبات التدريس الجيد.

وفي هذا الصدد، قال السيد إبراهيم مولاي اسماعيل، مدير هذه المدرسة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن العمل الذي تقوم به المؤسسة أدى إلى محاربة الهدر المدرسي، والقضاء على الأقسام المشتركة التي كانت تضم مستويات مختلفة يشرف عليها أستاذ واحد.

وأكد السيد مولاي اسماعيل أن تأسيس هذه المدرسة الجماعاتية يهدف إلى تجويد التعلمات، من خلال الاستفادة من مراحل الزمن المدرسي، داعيا إلى تعزيز النقل المدرسي لكون أقصى منطقة تبعد عن المدرسة بنحو 28 كلم، ولاسيما أن بعض الأسر ترفض إرسال أبنائها لمتابعة الدراسة والاستفادة من الأقسام الداخلية.

من جهتها، اعتبرت أمال الشيخي، أستاذة اللغة العربية بالتعليم الابتدائي، في تصريح مماثل، أن المؤسسة ساهمت في الحد من الهدر المدرسي، بعد استقبالها لمجموعة من التلاميذ الذين يقطنون بالقرى البعيدة.

وأشارت الأستاذة الشيخي إلى أنها تتوفر على مربيات في القسم الداخلي يساعدن التلاميذ في الفترة المسائية على إنجاز واجباتهم المدرسية.

ويبلغ عدد تلاميذ هذه المؤسسة، التي تحولت إلى مدرسة جماعاتية في شتنبر 2015، نحو 212 تلميذا، من بينهم 103 من الإناث، يدرسون في 15 حجرة دراسية، تحت إشراف 10 أساتذة، من بينهم ست أستاذات.

ويأتي التلاميذ الذين يدرسون في هذه المؤسسة، المتوفرة على قسم داخلي (75 تلميذ يستفيدون من منحة كاملة، و32 من نصف منحة)، من مجموعة مدارس مروتشة، ومجموعة مدارس أغنات، والوحدة المدرسية تاوريرت، مع استفادة العديد من تلاميذ المؤسسة من النقل المدرسي.

وتعتبر هذه المؤسسة التعليمية نموذجا لبرنامج تأسيس مثل هذه المدارس الجماعاتية في إقليم الرشيدية، والذي يهدف إلى تجميع التلاميذ من مختلف المستويات، سواء الابتدائي أو الإعدادي والثانوي، في مؤسسة قريبة لكي لا يضطروا للتنقل مسافات بعيدة إلى مؤسسات تعليمية من الصعب الولوج إليها، مما يؤدي إلى الانقطاع عن الدراسة.

وأكد السيد مصطفى الهاشمي، المدير الإقليمي للتربية الوطنية بالرشيدية، أن إحداث المدارس الجماعاتية بالإقليم يندرج في إطار المشروع الاستراتيجي لتنزيل القانون الإطار رقم 17-51 المتعلق بالتربية والتكوين، خاصة المشروع المرتبط بتنويع وتطوير العرض المدرسي، وتحقيق إلزامية التعليم.

وشدد على أن المديرية تعمل على تنزيل هذا المشروع من خلال إحداث وبرمجة بناء مجموعة من المدارس الجماعاتية على مستوى تراب الإقليم.

وأبرز أن هذه المشاريع ستمكن من التقليص من ظاهرتي الهدر المدرسي والانقطاع عن الدراسة، ولترشيد تدبير الموارد البشرية عبر تقليص عدد الأقسام المشتركة، وضمان استقرار نساء ورجال التعليم، مع اعتماد مبدأ القرب، حيث ستتوفر هذه المدارس الجماعاتية على السكن الوظيفي والداخليات ووسائل النقل المدرسي للتلاميذ والتلميذات.

وعبر عن الأمل في أن تعرف السنة المالية 2022/2023 وجود ست مدارس جماعاتية على مستوى الإقليم “لكي نحقق ما التزمنا به في إطار التعاقد مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة درعة تافيلالت والوزارة الوصية”.

وتوجد حاليا في طور البناء بإقليم الرشيدية مدرسة مرزوكة الجماعاتية بجماعة الطاوس، مع برمجة تشييد مدرستين في أملاغو وتديغوست، وكذا مدرسة الفيضة بجماعة بني امحمد سجلماسة (الريصاني).