بقرية واومانة فتيحة عمراني تبدع لوحات فنية بغزل الزرابي

0

في سفر فني جميل، تنقل فتيحة عمراني زوار معرض للزرابي أقامته ببيتها المتواضع بقرية واومانة بإقليم خنيفرة، لعوالم من الفن التشكيلي بغزل الزرابي. بأناملها تبدع فتيحة عمراني لوحات تشكيلية من الزاربي المحلية، تتغنى بعوالم من طبيعة الأطلس المتوسط، والفروسية والمرأة المغربية، لوحات تضفي عليها لمحات عصرية تعكس رونق وأصالة الموروث الفني والثقافي الذي سطرته أيادي المرأة الامازيغية عبر العصور.

تعتمد فتيحة ذات ال 29 ربيعا، خيوط النسيج المحلية بألوانها المميزة وتستبدل الزخارف التقليدية برسومات من وحي خيالها، فتارة تنسج مستوحية جمال الطبيعة المحلية وتارة أخرى مشاهد تحتفظ بها مخيالها لجمال آسر أو وجه فاتن.

تقضي فتيحة أسابيع وهي تنسج زربيتها الحائطية غارقة في تفاصيل عملها لحد العشق منسلخة عن العالم الخارجي فتنتج لوحات آسرة.

تقول عمراني في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء إن البدايات الأولى تعود لطفولتها وهي في الخامسة حين اكتشفت شغفها بالرسم تأثرا بوالدها، كما امتزج هذا الشغف بما لقنته من والدتها من تقنيات صناعة الزربية التقيلدية التي تزاولها في البيوت غالبية نساء الأطلس.

وتضيف أنه مع مرور الوقت تولدت لديها ميولات فنية ترجمتها في الرسم بالخيوط وغزل الزرابي، وسرعان ما أضافت لذلك أيضا لمسات عصرية تأثرا بقراءاتها في مجال الرسم والتشكيل.

شاركت فتيحة عمراني بمنسوجاتها الفنية تلك في عدد من المعارض بالمغرب، وأيضا في معارض للصناعة التقليدية بمجموعة من المدن، حيث لقيت ترحيبا كبيرا وإقبالا من الزوار لأهميتها في تقديم مناظر طبيعية ومآثر تاريخية من خلال الزربية التي تشتهر بها منطقة الأطلس المتوسط.

وعلاوة على ميولاتها الفنية التي تخصص لها جزء كبيرا من وقتها، انخرطت فتيحة في العمل الجمعوي في قرية واومانة الى جانب النساء المحليات قمن بتأسيس جمعيات للتوعية والدعم الاجتماعي وتثمين وتسويق منتوجاتهن المحلية.

ففي هذه القرية ومثلها من قرى إقليم خنيفرة تعيش غالبية النساء صعوبات الحياة وقساوتها موزعات بين العمل في الحقول وداخل البيت، ثم نسج الزرابي التي تمثل بالنسبة لهن مصدر دخل هام.

بالنسبة لهن لا يعني اليوم العالمي للمرأة شيئا، ولا يلمسن أي أثر له في حياتهن اليومية الرتيبة.

تقول فتيحة في الأخير ما نأمله بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة٬ هو التوفيق والتميز والنجاح للمرأة المغربية كي تساهم في مواصلة تعزيز حضورها وانخراطها لكن من الضروري العمل على توفير الظروف الملائمة لها لمزيد من البذل والعطاء.