هل دخلت جريمة سلا خانة الجرائم الكاملة ” crime parfait ” ؟

0

عبد المجيد النبسي

مرت على الجريمة البشعة التي عرفتها مدينة سلا، 23 يوما ،وإلى حدود اليوم الإثنين 1مارس، لازالت تحتفظ بكامل أسرارها ،بالرغم من تدخل أكثر من مصلحة أمنية في البحث الذي أنيط بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية، وأمن مدينة سلا ،والجوانب التقنية التي إشتغلت بها “الديستي”.
ويظهر ،أن هذه الجريمة ،دخلت خانة الجرائم الكاملة”crime parfait “.
وهنا يمكن طرح عدة اسئلة حول أسباب وظروف إرتكاب هذه الجريمة، التي ذهب ضحيتها 6أفراد من عائلة واحدة وكان من بينهم رضيع في شهره الثالث وأمه، ووالده ،وطفل في عقده الخامس، وامرأة ،إضافة إلى كلبي حراسة كانا فوق سطح المنزل، وهو ما يؤكد بأن صاحب البيت كان يخشى على نفسه من خطر محتمل الوقوع، ولذلك استعان بكلبين لحراسته.
وزاد من بشاعة الجريمة، أن الفاعل أو الفاعلين، بعد تصفية الضحايا أحرقوا الجثت.
ومن خلال عملية الحرق ،يمكن وضع سؤالين كبيرين:هل الفاعل أو الفاعلون لهم دراية كبيرة بعلم الجريمة، و بإمكانية بقاء آثارهم الجينية على جثت الضحايا، ولذلك أحرقوا كل اثر لها، أم أن رغبة الإنتقام كانت قوية، وهو ما أدى إلى قتل الرضيع ،والطفل الذي لم يكن سوى ضيفا بنفس البشاعة.
و الغريب أيضا ،هو أنه لم تكن هناك أية آثار للكسر، كما أن قتل الكلاب، يدل على أن من قتل كان داخل المنزل ،وربما قام بتخدير العائلة ،وبالتالي سهلت عملية القتل، لأنه لايمكن قتل عائلة بهذه الوحشية ،من دون أن تكون هناك مقاومة من طرف رب الأسرة،أو صياح من طرف المرأتين .كما أن قتل الكلاب يؤكد دراية الفاعل أو الفاعلين بوجودهما، فوق السطح وربما يعرفان شراستهما ،ولهذا تم ذبحهما بعد تخديرهما أيضا.
وبما أن من حضر في الأول، هم رجال الإطفاء الذين هرعوا إلى المنزل من أجل إخماد الحريق، لم ينتبهوا إلى وجود الجثت، إلا بعد أن استعملوا الماء ،لإخماد الحريق وبذلك ساهموا من غير قصد في إتلاف كل الآثار الجينية والبصمات التي تكون أول شيء تبحث عنه الشرطة العلمية ،والتقنية ،وهو ما يمكن ان يفسر به عدم عثور الشرطة العلمية والتقنية على بصمات او ادلة مادية يمكن إستغلالها من أجل التعرف على الجناة مع العلم أن هذه الأجهزة تتوفر على أحدث الوسائل الخاصة بذلك.
وما زاد الأمور غموضا، هو أن المديرية العامة للأمن الوطني، لم تنور الرأي العام بتطورات البحث خاصة وأنها عرفت بتواصلها ،وهذا لايعني أنها مطالبة بالكشف عن مفاتيح تحقيقاتها ،لأن ذلك قد يكون بمثابة ناقوس، قد يساعد المجرمين على الإفلات من العقاب.
يذكر ،أن جريمة سلا، التي لازالت لغزا وقعت بتاريخ 6فبراير 2021 ،وكان ذهب ضحيتها 6أفراد من عائلة واحدة، من بينهم رضيع وطفل بعد دبحهم ثم حرقهم ،ولم ينج كذلك من الهمجية كلبان للحراسة تم دبحهما أيضا.